قصة قصيرة عن الكرم للاطفال

قصة قصيرة عن الكرم للاطفال
قصة قصيرة عن الكرم للاطفال

قصة قصيرة عن الكرم للاطفال ، فإن الكرم من الخصال الحميدة التي يتمتع بها الرجل المؤمن الحق، وإحدى مكارم الأخلاق، وصفة من صفات الله عز وجل بأنه الكريم، وعلى الأطفال منذ نعومة أظفارهم أن يكونوا كرماء أسخياء، وفي هذا المقال سنقدم لكم قصة قصيرة عن الكرم للاطفال.

ما هو الكرم

الكرم هو اسم للأخلاق والأفعال الحميدة التي تظهر من الإنسان، وهو سعة الخلق، فلا يقال للشخص بأنه كريم حتى يظهر عليه ذلك، فعندما يقوم الشخص بالقيام بأعمال خيرية كبيرة، مثل: إنفاق المال الكثير لفك عسرة شخص ما، حينها يقال للشخص بأنه كريم، ويعتبر الكرم من أكثر الأفعال الحميدة التي تشرف وترفع من القدر والمكانة، فمن قصد وجه الله تعالى في أفعاله، يكون تقيًا كريمًا، قال الله سبحانه وتعالى: “إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”[1]، نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الأتقياء الكرماء. [2]

شاهد أيضًا: قصة الاسراء والمعراج للاطفال

قصة قصيرة عن الكرم للاطفال

كان يا ما كان في قديم الزمان، وسالف العصر والأوان، كان هناك رجلٌ كبير وعنده ولدان شابان، أشكالهم متشابهة ولكن كل منهما مختلف عن الآخر في الطباع والخصال، وكان الاختلاف الظاهر والواضح هو الكرم، حسث كان الأول سخيًا كريمًا، بينما كان الآخر شحيحًا بخيًلا لا بملك من الكرم أي شيء، وكان الشاب الكريم محبوبًا من الناس، لطيف الخُلق، يكثر من مساعدة الآخرين، ويغيث الملهوف، كما كان عمله ورزقه وفيرًا، والنور يظهر في محياه، وعلى العكس تمامًا عند أخيه الشاب البخيل، الذي يمتلك طبعًا حادًا، غليظ القلب، جافًا في معاملته مع الآخرين، وكان أكثر ما يسئه هو التفاف الناس حول أخيه دونًا عنه.

وفي أحد الأيام لاحظ والدهما الرجل الكبير أن ابنه البخيل الذي يمسك ماله ولا يبذل منه شيئًا، يغار من محبة الناس لأخيه، فجلس مع ابنه وأوضح له أن الكرم من الخصال الحميدة وهو سر محبة الناس لأخيه، فإن من صفات المؤمنين الكرم، وعدد له أمثلة عن الكرم، وذكر له قصصًا عن ذلك، حتى استجاب الشاب لكلام أبيه، فبدأ يغير من طبع البخل فيه، وأخد يبذل ماله في مساعدة الناس، وإغاثة الملهوف، فوجد أن حاله تبدل إلى الأحسن وأن رزقه في ازدياد، وأن محبة الناس بدأت تظهر من خلال وجوههم، فعرف أن الكرم هو السبيل إلى ذلك، وهو شيمة الرجل المؤمن.

شاهد أيضًا: قصة قصيرة عن الصدق للاطفال

قصة عن كرم النبي صلى الله عليه وسلم

إن النبي صلى الله عليه وسلم هو المثل الأعلى في الكرم، والقدوة الحسنة في الجود، والمثال الذي يحتذى في السخاء، فهو أجود الناس على وجه الأرض وقد بلغ مرتبة عالية من الكمال الإنساني في البذل والعطاء، حيث كان يعطي عطاءً سخيًا لا يخشى من ذلك فقرًا، لأنه على ثقة كبيرة من الله الكريم الرزاق صاحب الفضل العظيم.

وفي يوم من ذات الأيام أهدت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم شملةً منسوجة، وقالت: يا رسول الله، أكسوك هذه، فما كان من النبي عليه الصلاة والسلام إلا أن يأخذها ويلبسها، ولما رآه رجل من الصحابة وهو يلبسها، قال له: يا رسول الله، ما أحسن هذه! فاكْسُنِيها، وافق الرسول صلى الله عليه وسلم بكرمه على طلب الصحابي وأعطاه إياها ولم يمنعها عنه، ولمَّا ذهب النبي عليه الصَّلاة والسَّلام لام أصحاب الرجل صديقهم بسبب طلبه، فقالوا له: إن النبي صلى الله عليه وسلم لا يُسأل شيئًا فيمنعه، وإنك لم تُحسن عندما رأيت النبي قد أخذها وهو محتاج إليها، ثمَّ سألته إيَّاها، فقال لهم: والله رجوت بركتها عندما لبسها رسول الله صلى الله عليه وسلم، لعلِّي أكفَّن فيها، بعد موتي.

الكرم عند صحابة رسول الله

إن صحابة رسول الله هم من خير البشر بعد الأنبياء، وقد كانو يتسابقون للطاعة والإيمان، ويكثرون من فعل الخير، ويحاولون التشبه بصفات النبي عليه الصلاة والسلام، وفي أحد الأيام أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم صحابته بأن يتصدقوا، فسارع الصحابة إلى ذلك، وأراد سيدنا عمر بن الخطاب أن يسبق سيدنا أبو بكر الصديق فيكثر من التصدق، جاء عمر بن الخطاب بالمال الذي معه إلى رسول الله، فقال له الرسول: ما أبقيت لأهلك من المال؟ فقال عمر: أبقيت لهم مثله يا رسول الله؛ أي أن سيدنا عمر بن الخطاب تصدق بنصف ماله.

ثم جاء أبو بكر الصديق ليتصدق بماله، فقال له الرسول: ما أبقيت لأهلك؟ قال أبو بكر: الله ورسوله؛ أي أن أبا بكر الصديق تصدق بكل ما يملك من المال، ولم يترك لأهله إلا رحمة الله تعالى ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم، فقال عمر بن الخطاب حينها: لا أسبق أبا بكر إلى شيء أبدًا.

شاهد أيضًا: قصة اصحاب الاخدود للاطفال

الكرم عند حاتم الطائي

كان حاتم الطائي من شعراء العرب وكان جوادًا كريمًا، ويطابق قوله فعله، فقد كان ينحر في كل يوم عشرًا من الإبل، ليطعم منها الناس الذين يجتمعون إليه، وفي يوم من الأيام قالت امرأة من عنزة بن ربيعه لحاتم: قم افصد لنا هذه الناقة، فقام ونحرها بدلاً من فصدها، فتعحبت المرأة من جوده وكرمه، فأنشد الشعر بعد نحره الناقة، وقال:
إنّ ابن أسماء لكم ضامن     حتى يؤدّي آنسٌ ناويـه
لا أفصد الناقة في أنفها      لكنّني أوجرهـا العاليـه
إنّي عن الفصد لفي مفخر   يكره مني المفصد الآليه

لا يذكر الكرم والجود والسخاء إلا ويكون اسم حاتم الطائي في المقدمة، كما يضرب المثل به لشدة كرمه، فقد أتاه في أحد الأيام ثلاثة ضيوف يطلبون القِرى، فما كان منه إلا أن نحر ثلاثة من الإبل لهم، وهو يجهل هويتهم تمامًا، وعندما عرفهم كانوا شعراء ثلاثة عبيد بن الأبرص وبشر بن أبي خازم والنابغة الذبياني وكانت وجهتهم النعمان، فقالوا فيه أجمل الشعر الذي يصف كرمه. [3]

بعض أبيات الشعر عن الكرم والسخاء

بعد تقديم قصة قصيرة للاطفال عن الكرم، لا بد من تقديم بعض الشعر الجميل الذي يتحدث عن خصلة عظيمة، وذلك من خلال ما يأتي:

إِن الكريمَ ليُخفي عنكَ عسرتهُ      حتى تَراهُ غنيا وهو مَجْهود

وللبخيلِ على أموالهِ عللٌ             زرقُ العيونِ عليها أوجهٌ سودُ

إِذا تكرمتَ أن تعطي القليلَ ولم     تقدرْ على سعةٍ لم يظهرِ الجودُ

أبرقْ بخيرٍ تُرجَّى للنوال فما          تُرْجى الثما رُ إِذا لم يورقِ العودُ

بثَّ النوالَ ولا تمنعْكَ قلتُهُ             فكل ما سدَّ فقراً فهو محمودُ

شاهد أيضًا: قصة قصيرة هادفة للاطفال

بعض من صور الكرم والجود

وفيما يأتي بعض من صور الكرم والجود والسخاء: [4]

  • أن يبذل الشخص من المال الذي أعطاه إياه الله سبحانه وتعالى، ومن النعم التي أنعم بها عليه من الصحة والعافية والمال والمأكل والمشرب، وما إلى ذلك من أنواع البر والإحسان.
  • أن يبذل الشخص من العلم والمعرفة التي منحه الله سبحانه وتعالى إياها، فالإنسان الكريم لا يحجب المعرفة والعلم على غيره، بل يقدمها لهم، أما الإنسان البخيل الشحيح، هو من يكتم العلم عن غيره، وينفرد به لنفسه.
  • أن يبذل الشخص النصائح لمن هو في حاجة إليها؛ فالإنسان الكريم هو من ينفع إخوانه بأي نصيحة تفيدهم في الدنيا أو الدين، ولا يبخل بذلك أبدًا.
  • أن يبذل الشخص من الأخلاق والشين التي تربى عليها وأخذها من غيره، فالإنسان الكريم هو من يعطي من القدر والمكانة التي هو فيها، كما يعطي لطافة وجهه وابتسامته، ومن حنانه وعطفه، كما يعطي من وقته وكلامه.
  • أن يبذل الشخص من القوة والطاقة الجسدية التي أعطاه الله إياها، فالإنسان الكريم هو من يساعد الآخرين بقوته ويتعب في ذلك، كما يسعى لخدمة غيره ويسهر من أجلها.
  • إن يبذل الشخص البر والطاعة لوالديه، وأن يحسن إليهما في القول والعمل، وأن يصاحبهما بالمعروف.
  • أن يبذل الشخص الكرم اتجاه أهله وأقاربه، لأنهم هم أحق الناس بذلك، وهذا ما يقع عليه من حق القرابة.
  • أن يبذل الشخص من كرمه اتجاه جاره وضيفه وزائره، فمن يقوم بذلك هو الشخص الكريم الذي يؤمن بالله واليوم الآخر.

بعض من فوائد الكرم

بعد تقديم قصة قصيرة عن الكرم للاطفال، لا بد من ذكر بعض الفوائد لهذه الخصلة الكريمة:

  • الكرم من حسن الإسلام وكمال الإيمان، ودليل حسن الظن بالله هو والجود والعطاء.
  • يزيد الكرم من الكرامة في الدنيا، كما يرفع من الذكر في الآخرة.
  • الإنسان الكريم يحبه الله سبحانه وتعالى، كما يكون قريبًا من خلق الله جميعًا.
  • الإنسان الكريم يكون قليل الأعداء والصوم، وذلك لأن الخير والكرم منشور على جميع الناس.
  • يكسب الإنسان الكريم ثناء الناس عليه ودعاءهم له، لأن النفع الذي يقدمه لهم غير مقصور.
  • يزيد الكرم من الرزق ويضاعفه، كما يعزز العلاقات الاجتماعية والمودة بين الناس.
  • يعزز الكرم الشعور بأن الشخص جزء من المجتمع والجماعة، وليس شخصًا لا نفع منه دائم الجلوس لوحده متوقعًا على نفسه.

شاهد أيضًا: قصة يوسف عليه السلام للاطفال

ومن خلال هذا المقال نكون قد قدمنا لكم قصة قصيرة عن الكرم للاطفال، حيث يعد الكرم من صفات الناس الأتقياء والذين يحبهم الله سبحانه وتعالى.

المراجع

[1]alukah.netالكرم والعطاء30-07-2021
[2]سورة الحجراتالآية 13
[3]wikiwand.comحاتم الطائي30-07-2021