ما هي نقاط الاختلاف بين الثقافه والعلم

ما هي نقاط الاختلاف بين الثقافه والعلم
ما هي نقاط الاختلاف بين الثقافه والعلم

ما هي نقاط الاختلاف بين الثقافه والعلم حيث يعتقد الكثير من الناس أن كل من العلم والثقافة شيء واحد، ولكن بالنظر لماهية ومعنى كل منهما نجد اختلافات عدة، كالشمول، فالعلم يشترك فيه كل البلدان والشعوب، كعلم الفضاء، لا يختلف باختلاف البلد، لذلك العلم أشمل من الثقافة، بينما الثقافة تختلف من شعب لآخر، فلكل أمه ثقافة خاصة بها تميزها عن غيرها، والمتحكم في تلك الثقافة بشكل أساسي عادات وتقاليد البلدان.

ما هي نقاط الاختلاف بين الثقافه والعلم

تختلف الثقافة عن العلم في بعض الأشياء، على الرغم من وجود نقاط شبه مشتركة بينهما، ومن ضمن تلك الاختلافات، ما يلي:

  • الثقافة بشكل عام تترك أثر خاص وبصمة على الأمم، حيث أن البلدان، والشعوب تنطبع بطابع، وثقافات تميزها عن غيرها من الشعوب الأخرى، عكس العلم فالعلم واحد في كل البلدان، ولا يختلف باختلاف الشعب أو الأمة.
  • العلم ممكن التبادل بين الشعوب، والأمم، عكس الثقافات فهي مقيدة بالبلدان بجانب تعلق الثقافات بالأمن القومي للبلد، لذلك لا تسمح العديد من البلدان بتبادل الثقافات.
  • العلم أشمل وأعم من الثقافة، فقواعد العلم وأسسه موحدة داخل جميع البلدان، بينما الثقافات تختلف باختلاف الشعوب، وذلك تبعًا لهوية الأمة، ومصدر ثقافتها.
  • العلم لا يكتسب إلا من خلال التجارب العلمية الخاضعة للأبحاث الدقيقة تحت يد علماء متخصصين في مجال علمي معين، بينما الثقافات تكتسب من خلال البحث، والاكتشاف، والجهود العقلية المختلفة، وعن طريق القراءة، والسفر والاستطلاع.
  • يتمكن الإنسان من خلال العلم صناعة وإنتاج الأجهزة، والمعدات المختلفة سواء كانت كهربائية، أو ميكانيكية، أو غير ذلك، بجانب تصنيع الأدوية وما إلى ذلك، لتسهيل حياة الإنسان، بينما الثقافة ترتكز على الجانب الأخلاقي، والسلوكي للأمم وغرس القيم بين الشعوب.
  • العلم يتخصص فيه الخبير، والعالم، وذلك بحسب المجال، بينما الثقافة يتخصص فيها الأديب، والمفكر، والناقد، والباحث، والتربوي.
  • الثقافة تتميز بالعموم، والاستغراق فيغلب عليها دائمًا طابع العموم، عكس العلم يغلب عليه جانب التخصص، والمنهجية.[1]

ما هي الثقافة

الثقافة معيار موجود داخل كل المجتمعات البشرية يعتمد على السلوك العام للمجتمع والثقافة مفهوم مركزي لعلم الأنثروبولوجيا، ويشمل ذلك العلم كل الظواهر المنتقلة عن طريق التعلم الاجتماعي داخل المجتمعات البشرية، بجانب بعض السلوك الإنساني، والممارسات المجتمعية، والأشكال الأخرى التعبيرية، مثل الطقوس، والرقص، والموسيقى، والفن، والتقنيات كاستخدام الملابس أو أدوات الطبخ أو المأوى.

الملابس مجال ثقافي غير محدود موجود داخل كل المجتمعات البشرية، ولكل بلد لباس تقليدي خاص بها يميزها عن غيرها، بجانب تميز البلدان بعدد كبير من المجالات الثقافية الأخرى المادية، مثل الهندسة المعمارية، والتكنولوجيا، والفن، كما أن الثقافات تختلف باختلاف البلد، فعلى سبيل المثال الثقافة العربية تختلف اختلاف جذري عن ثقافات بلاد العرب، فثقافة شعب مصر تختلف عن ثقافة شعب بلد غربي كفرنسا، أو ألمانيا.

شاهد أيضًا: اذكر ثلاث امثلة توضح دور العلم في حياتنا اليومية

ما هو العلم

العلم جمعه علوم وفي اللغة اللاتينية يكتب scientia، ويعني المعرفة، والعلم أسلوب من ضمن الأساليب المنهجية من خلاله يتم بناء، وتنظيم المعرفة على هيئة تفسيرات، وتوقعات ناتجة عن عدد كبير من الأبحاث والاختبارات، والتجارب العلمية، والمنهجية العلمية يرتكز عليها مفهوم العلم، ومن خلال العلم يتم دراسة البيانات، ووضع كل الفرضيات لاختبارها من أجل تفسيرها، والمعرفة بشكل عام قائمة على الأبحاث، والتجارب من أجل التأكد من صحتها، ومجالات العلم كثيرة ومختلفة، ومن ضمن تلك المجالات علم الفلك، وعلم الطب، وعلم الصيدلة، بجانب العلوم الخاصة بالفنون، واللغات، كعلم الأدب.[2]

تطور مصطلح الثقافة

لكي يتمكن الإنسان من فهم المفهوم الحالي للثقافة، وما هي استعمالاته في العلوم الاجتماعية، من الضروري دارسة التطور التاريخي والأصل الاجتماعي لذلك المفهوم، حيث تطور ذلك المفهوم عبر التاريخ ولكن بداية ظهوره كانت على لسان الفرنسيين في القرون الوسطى، ففي نهاية القرن الثالث عشر ظهرت كلمة ثقافة، ولكن كانت منحدرة من كلمة أصلها لاتيني تعني العناية بالحقل، والماشية، أما في اللغة الفرنسية فكانت تعني حالة الأرض المحروثة حديثًا، فتطور ذلك اللفظ حتى بدايات القرن السادس عشر، وأصبح يدل على الفلاحة نفسها، وزراعة الأرض نفسها.

في منتصف القرن السادس عشر استخدم اللفظ في التعبير المجازي عن التطوير والكفاءات، ولم يكن ذلك المعنى دارجًا بكثرة بين الناس، ومع بدايات القرن الثامن عشر بدأ اللفظ يفرض نفسه في معناه المجازي، وهو التطور والكفاءات، وتطور أكثر فأكثر حتى أصبح يدل على ثقافة الفكر، وتحول معناه من تقليم وتهذيب الأرض إلى تهذيب الفكر، والعقل.

وفي نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين حازت تلك الكلمة على نجاح كبير وأصبحت تستخدم في التعبير عن التقدم الفكري للفرد والحضارات الخاصة بالأمم، والدلالة عن التقدم الفكري للجماعة، ومن ثم انتقلت الكلمة من فرنسا إلى باقي الدول حتى أصبحت موجودة داخل جميع المجتمعات الحالية، وتدل على نفس المعنى في كل البلدان.

شاهد أيضًا: لماذا حدث الاختلاف الكثير في مفهوم كلمة الثقافة؟ بيّن ذلك

ما هو الفرق بين المتعلم والمثقف

يوجد اختلاف كبير بين المثقف، والمتعلم كما هو الحال بالنسبة للثقافة، والعلم، ومن ضمن تلك الاختلافات ما يلي:

  • تكمن القواعد فكل شخص مثقف بالضرورة يكون متعلم، والعكس غير صحيح، فكل متعلم ليس بمثقف، فالثقافة لا تأتي إلا بعد العلم فهي نتاج للحصول على المعرفة في الكثير من المجالات، والعلوم، والمثقف يعرف الكثير من الأمور، والمجالات، التي بدورها توسع مداركه العقلية، بخلاف العلم فهو خاص بمجال واحد فقط، يتخصص فيه الشخص.
  • يبحث الشخص المثقف في الكثير من المجالات ليصل للعديد من النتائج الخاصة بالكثير من العلوم، أما المتعلم فهو شخص يكرس كل بحثه وتركيزه في مجال معين لاستنباط النتائج الخاصة بذلك العلم، كعالم الفضاء يبحث ويجتهد لدراسة علم الفضاء، والمثقف في العموم يبحث في الكثير من العلوم بما فيها علم الفضاء.
  • يتوفر لدى المثقف آراء خاصة بالعديد من المجالات نتاج بحثه الكثير، وقراءته في العديد من العلوم، بينما المتعلم لا يقدر على إبداء رأيه إلا في مجاله المتخصص فيه، وذلك لأن المثقف يبحث ويجتهد في عدد كبير من التخصصات عكس المجتهد يبحث في تخصص واحد فقط.

العلاقة بين الثقافة والعِلم

يرتبط كل من الثقافة، والعلم ببعضهما البعض لأنهما من أبرز العوامل التي تساعد في ارتقاء المجتمعات، والأفراد، فعلى سبيل المثال التعريف بشخص ما يعتمد على مقدار ما يتوفر لدى الشخص من معرفة وعلم، إضافة إلى الطبيعة السلوكية لذلك الشخص، بجانب الاخلاق التي يتسم بها، والثقافة نتاج العلم، والعلم بداية الثقافة.

الثقافة يحصل عليها الشخص بعد العديد من الدراسات والتعلم، لذلك الثقافة شيء أساسي يأتي بعد العلم، فلا يجود شخص مثقف غير متعلم، ولا يوجد شخص يتعلم بدون ارتقاءه وحصوله على ثقافات متعددة بمرور الوقت، ويتواجد خصوص، وعموم بين الثقافة، والعلم فالثقافة أشمل من العلم، وقال البعض أن العلم يتوفر فيه خاصية الشمول دون الثقافة فهي نتاج العلم لذلك هي أخص، والعلم أعم.[3]

ما هي نقاط الشبه بين الثقافة والعلم

قال الله عز وجل في كتابه العزيز ” يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ “، فالعلم والثقافة في المطلق كلاهما معرفة، لذلك يوجد بين كل من العلم، والثقافة نقاط شبه متعددة، من ضمن تلك النقاط، ما يلي:

  • الإنسان المثقف متعلم، فلا يوجد على وجه الأرض إنسان مثقف دون تعلم، وكلمة التعلم لا تعني الحصول على الشهادات فقط، فبمجرد البحث والدراسات للتوصل لنتائج يتوفر العلم.
  • بالعلم والثقافة ترتقي الأمم، والشعوب، وتهذب المجتمعات وتتطور.
  • العلم والثقافة يشترك كل منهما في العلوم، والمجالات، فهناك شخص مثقف في عدد كبير من المجالات، والمتعلم بالتأكيد متخصص في علم من ضمن تلك العلوم، كالشخص المثقف الذي يمتلك عدد كبير من المعلومات الطبية، يتشابه مع الطبيب في ذلك.
  • العلم والثقافة غاية الكثير من الناس، ولا يطمح إنسان في التثقف دون التعلم، فلا بد من اقتران كل منهما معًا، في الغايات، وحين الوصول لتلك الغايات.[1]

الثقافة، والعلم مجالان بواسطهما ترتقي الأمم، والشعوب، وتتقدم المجتمعات، وتهذب النفوس البشرية، لذلك العلم والثقافة من الأساسيات الواجب توافرها في البلدان، فبدون العلم لن يتطور المجتمع، وبدن الثقافة لن تهذب الأمم.