شرح ما ابتغي جل ان يسمى

شرح ما ابتغي جل ان يسمى
شرح ما ابتغي جل ان يسمى

شرح ما ابتغي جل ان يسمى هذه القصيدة التي تُعدّ من أشهر القصائد الموجودة في المنهاج الدراسي في مدارس المملكة العربية السعودية، وهي من القصائد التي عليها أسئلة متنوعة بالإضافة إلى إعراب وشرح أبيات هذه القصيدة، وفي هذا المقال سوف نتحدَّث عن كاتب قصيدة ما ابتغي جل ان يسمى وسنضع نص القصيدة وشرحها وحلّ مجموعة من الأسئلة حول هذه القصيدة.

من هو كاتب قصيدة ما ابتغي جل ان يسمى

إنَّ كاتب قصيدة ما ابتغي جل ان يسمى هو الشاعر أبو الطيب المتنبي، وهو أحمد بن الحسين الجعفي الكندي الكوفي  وهو الشاعر الذي يُلقَّب بشاعر العرب، ولد المتنبي في عام 303هـ وهو ما وافق عام 915م، وقد عدَّه الكثير من النقاد أعظم شاعر في تاريخ الشعر العربي قديمًا وحديثًا، وقد كان المتنبي شاعرًا حكيمًا، جرى على لسانه الشعر منذ صغره، وهو من مفاخر الأدب العربي بشكل عام، وقد كتب الشاعر المتنبي قصائد كثيرة في المديح، وأشهرها تلك التي كتبها في مديح سيف الدولة الحمداني، ومديح كافور الإخشيدي، وجدير بالذِكر إنَّ المتنبي هو الشاعر الذي قتله شعره، فقد قُتل بسبب بيت شعر قاله وهو البيت الذي قال فيه: الخيل والليل والبيداء تعرفني … والسيف والرمح والقرطاس والقلم؛ حيث توفِّي المتنبي مقتولًا في عام 354هـ وهو ما وافق عام 965م. [1]

شاهد أيضًا: كيف مات المتنبي

نص قصيدة ما ابتغي جل ان يسمى

قبل الدّخول في شرح قصيدة ما أتبغي جلّ أن يسمى نضع فيما يأتي نص هذه القصيدة، وهو نص الأبيات التي سيتم شرحها لاحقًا:

أَلا لا أَرى الأَحداثَ حَمداً وَلا ذَمّا                      فَما بَطشُها جَهلاً وَلا كَفُّها حِلما
إِلى مِثلِ ما كانَ الفَتى مَرجِعُ الفَتى                 يَعودُ كَما أُبدي وَيُكري كَما أَرمى
لَكِ اللَهُ مِن مَفجوعَةٍ بِحَبيبِها                          قَتيلَةِ شَوقٍ غَيرِ مُلحِقِها وَصما
بَكَيتُ عَلَيها خيفَةً في حَياتِها                           وَذاقَ كِلانا ثُكلَ صاحِبِهِ قِدما
عَرَفتُ اللَيالي قَبلَ ما صَنَعَت بِنا                      فَلَمّا دَهَتني لَم تَزِدني بِها عِلما
أَتاها كِتابي بَعدَ يَأسٍ وَتَرحَةٍ                            فَماتَت سُروراً بي فَمُتُّ بِها غَمّا
حَرامٌ عَلى قَلبي السُرورُ فَإِنَّني                      أَعُدُّ الَّذي ماتَت بِهِ بَعدَها سُمّا
رَقا دَمعُها الجاري وَجَفَّت جُفونُها                     وَفارَقَ حُبّي قَلبَها بَعدَ ما أَدمى
وَلَم يُسلِها إِلّا المَنايا وَإِنَّما                            أَشَدُّ مِنَ السُقمِ الَّذي أَذهَبَ السُقما
وَكُنتُ قُبَيلَ المَوتِ أَستَعظِمُ النَوى                   فَقَد صارَتِ الصُغرى الَّتي كانَتِ العُظمى
تَغَرَّبَ لا مُستَعظِماً غَيرَ نَفسِهِ                         وَلا قابِلاً إِلّا لِخالِقِهِ حُكما
وَلا سالِكاً إِلّا فُؤادَ عَجاجَةٍ                               وَلا واجِداً إِلّا لِمَكرُمَةٍ طَعما
يَقولونَ لي ما أَنتَ في كُلِّ بَلدَةٍ                       وَما تَبتَغي ما أَبتَغي جَلَّ أَن يُسمى

شرح ما ابتغي جل ان يسمى

نضع فيما يأتي شرحًا لأبيات قصيدة ما أبتغي جل أن يسمى للشاعر العباسي أبي الطّيب المتنبي:

  • أَلا لا أَرى الأَحداثَ حَمداً وَلا ذَمّا                      فَما بَطشُها جَهلاً وَلا كَفُّها حِلما

يقول المتنبي في هذا البيت إنَّه لا يرى في الدهر وحوادثه لا إساءة له ولا ذم أو شتم أو قدح، فإذا بطشت الدنيا بالشخص أو كانت حسنة الفعال معه فهي في الحالين ليست السبب، وإنَّما هو قدر الله تعالى المكتوب.

  • إِلى مِثلِ ما كانَ الفَتى مَرجِعُ الفَتى                 يَعودُ كَما أُبدي وَيُكري كَما أَرمى

يرجع كل إنسان في هذه الحياة إلى أصله، ويعود إلى كان عليه، يرجع إلى عهده الأول من العدم، فإذا شاخ الإنسان بدأ يرجع إلى الوراء حتّى يصل إلى العهد الذي بدأ منه هذه الحياة.

  • لَكِ اللَهُ مِن مَفجوعَةٍ بِحَبيبِها                          قَتيلَةِ شَوقٍ غَيرِ مُلحِقِها وَصما

يدعو المتنبي في هذا البيت بالرحمة لجدته التي توفيت، ويقول إنَّ وفاتها كانت بسبب شدة الشوق لرؤيته، وهذا ليس عارًا، لأنَّه شوق حفيدة للقاء حفيدها.

  • بَكَيتُ عَلَيها خيفَةً في حَياتِها                           وَذاقَ كِلانا ثُكلَ صاحِبِهِ قِدما

يقول المتنبي إنَّه كان يبكي على جدته عندما كانت على قيد الحياة شوقًا للقاها وخوفًا من فقدانها دون لقائها، ولكنَّ الأقدار شاءت أن يتفرّقا، فذاقا هما الاثنان من لوعة الفقد قبل أن يأتي أحدهما الموت.

  • عَرَفتُ اللَيالي قَبلَ ما صَنَعَت بِنا                      فَلَمّا دَهَتني لَم تَزِدني بِها عِلما

يقول المتنبي إنَّه كان عالمًا وخبيرًا لأحداث الدهر ومفاجآته، وكان عالمًا بأنَّ الدهر يُفرّق بين الأحباب، فما هو بالمستغرب او المتعجب من حزن الفقد ومن فقدان جدته، لأنَّه كان خبيرًا بهذا الأمر من قبل.

  • أَتاها كِتابي بَعدَ يَأسٍ وَتَرحَةٍ                            فَماتَت سُروراً بي فَمُتُّ بِها غَمّا

يقول إنَّه أرسل إليها رسالة فلمّا وصلتها فماتت فرحًا وبهجة من قراءة الرسالة خاصّة وأنَّها يئست من رجوعه ولقائه، فلمَّا توفيت اشتد حزنه عليها فمات من الغم والهم والحزن والأسى، لأنَّه شعر أنَّه السبب في وفاتها.

  • حَرامٌ عَلى قَلبي السُرورُ فَإِنَّني                      أَعُدُّ الَّذي ماتَت بِهِ بَعدَها سُمّا

لقد أصبح الفرح والسرور حرامًا وغير جائز لأنَّ جدتي قد ماتت به بسبب الرسالة التي أرسلتها إليها، فصرت أرى الفرح -وهو سبب موتها- سُمَّا قاتلًا، ولهذا فإنَّني لن أفرح بعد اليوم أبدًا.

  • رَقا دَمعُها الجاري وَجَفَّت جُفونُها                     وَفارَقَ حُبّي قَلبَها بَعدَ ما أَدمى

لقد انقطع دمع جدتي بعد وفاتها، وهي التي لم تتوقف ثانية واحدة عن البكاء بسبب فراقي حتّى أنَّ جفونها جفَّت وتيبّست، فجاء الموت وأراحها من البكاء والدموع والأسى والحزن والشوق أيضًا.

  • وَلَم يُسلِها إِلّا المَنايا وَإِنَّما                            أَشَدُّ مِنَ السُقمِ الَّذي أَذهَبَ السُقما

لقد كان موتها السبب الوحيد لتوقفها عن البكاء، وقد كان الموت أشد أسى وسقمًا من الفراق والشوق الذي كان يبكيها ويحزنها، فكان السقم الذي أذهب السقم أشد من السقم ذاته.

  • وَكُنتُ قُبَيلَ المَوتِ أَستَعظِمُ النَوى                   فَقَد صارَتِ الصُغرى الَّتي كانَتِ العُظمى

لقد كنت قبل أن تموت جدتي أرى فراقها أمرًا عظيمًا، ثمَّ لمّا ماتت صار الفراق الدنيوي أمرًا بسيطًا أمام فراق الموت والذي هو أعظم الفراق والبعاد.

  • تَغَرَّبَ لا مُستَعظِماً غَيرَ نَفسِهِ                         وَلا قابِلاً إِلّا لِخالِقِهِ حُكما

ينتقل المتنبي في هذا البيت بالحديث عن نفسه، وهو الشخص الذي تغرّب وهاجر وسافر وانتقل من بلد إلى أخرى ومن مكان لآخر، لأنَّه لا يرى في الناس أحدًا عظيمًا غير نفسه، وفي هذا البيت يسوّغ المتنبي سبب ترحاله وابتعاده عن البلد التي تعيش فيه جدته.

  • وَلا سالِكاً إِلّا فُؤادَ عَجاجَةٍ                               وَلا واجِداً إِلّا لِمَكرُمَةٍ طَعما

يقول المتنبي إنه لا يسلك طريقًا أو سبيلًا إلَّا صار هذا الطريق مكانًا للحرب وغبارًا للطعان والقتال، وهو شخص لا يحب إلَّا المكارم، أي أنَّه لا يجد نفسه إلَّا في الحرب وفي المكارم فقط.

  • يَقولونَ لي ما أَنتَ في كُلِّ بَلدَةٍ                       وَما تَبتَغي ما أَبتَغي جَلَّ أَن يُسمى

يقول المتنبي إنَّ الناس يسألونه ويتعجبون من كثر ترحاله وسفره وانتقاله وترحاله، فيطرحون عليه أسئلة كثيرة منها: ما الذي تريده؟ فيقول لهم: إنَّ الذي أطلبه أكبر من أن أذكره أو أعبر عنه.

شاهد أيضًا: بحث عن المتنبي doc واهم المعلومات عن المتنبي مختصرة

حل أسئلة قصيدة ما أبتغي جل أن يسمى

بعد ما ورد من شرح قصيدة ما أبتغي جل أن يسمى نضع فيما يأتي حل أسئلة قصيدة ما أتبغي جل أن يسمى:

  • السؤال: كيف استقبل الشاعر نبأ وفاة جدته؟
    الجواب: استقبله بحزن وأسى شديدين، حتَّى أنَّه حمّل نفسه سبب وفاتها بسبب الرسالة التي أرسلها إليها والتي فرحت بها فماتت فرحًا، وقد حرّم الشاعر الفرح والسرور على نفسه بسبب وفاة جدته بالسرور والفرح.
  • السؤال: ما هي الأفكار العامة في قصيدة ما أتبغي جل أن يسمى للشاعر أبي الطيب المتنبي؟
    الجواب: إنَّ الأفكار الرئيسية للقصيدة هي: الحديث عن موت جدته ووصف حالته عند سماع خبر وفاتها ثمَّ الحديث عن نفسه وترحاله وانتقاله بين الأمصار والأماكن.
  • السؤال: كيف كانت عاطفة الشاعر في الأبيات؟
    الجواب: كان الشاعر حزينًا شديد الأسى على فراق جدته.
  • السؤال: أين تظهر الحكمة في أبيات أبي الطيب المتنبي في قصيدة ما أبتغي جل أن يسمى؟
    الجواب: تتجلّى الحكمة في قوله: عَرَفتُ اللَيالي قَبلَ ما صَنَعَت بِنا … فَلَمّا دَهَتني لَم تَزِدني بِها عِلما.

شاهد أيضًا: شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك

إلى هنا نصل إلى نهاية هذا المقال الذي سلّطنا فيه الضوء على كاتب قصيدة ما أبتغي جل أن يسمى وعلى شرح ما ابتغي جل ان يسمى ووضعنا فيه أبيات هذه القصيدة وحل بعض الأسئلة عن هذه القصيدة.

المراجع