البحث عن عورات الناس يسمى

البحث عن عورات الناس يسمى
البحث عن عورات الناس يسمى

البحث عن عورات الناس يسمى ماذا؟ حيث أن البحث والتقصي من أجل معرفة عورات الناس يطلق عليه في الشرع مصطلح معين، بجانب أن البحث عن عورات الناس امر محرم ومحظور شرعًا باتفاق الفقهاء، وبالأدلة القاطعة الموجودة في القرآن الكريم وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

البحث عن عورات الناس يسمى

البحث عن عورات الناس يسمى تجسس، وذلك خرام شرعًا باتفاق الفقهاء، سواء كان بحث بغرض التطفل والفضول أو بحث بغرض الاطلاع وإخبار الناس، ودل على ذلك قول الله عز وجل: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ”.

كما دل على ذلك أيضًا ما روي عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ولا تجسسوا ولا تحسسوا” والتجسس والتحسس عند بعض الفقهاء يحملان نفس المعنى وهو تتبع عورات الناس، كما روي أيضًا عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَال: “صَعدَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم المنْبَرَ فَنَادَى بصَوْتٍ رَفيعٍ، فَقَالَ: “يَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يُفْضِ الإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ، لَا تُؤْذُوا المُسْلِمِينَ وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ المُسْلِمِ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ”.

شاهد أيضًا: من صور التجسس على الاخرين

ما هو الفرق بين التجسس والتحسس؟

قال بعض العلماء أنه لا يوجد فرق بين التجسس والتحسس ولكن البعض الآخر قال بغير ذلك، حيث قال ابن كثير أن التجسس يطلق على تتبع عورات الناس بغرض الشر بينما التحسس يكون من أجل الخير حيث قال الله عز وجل في نبيه يعقوب عندما كان يتحدث مع أبنائه: “يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ”.

لكن قد يستعمل كل من التجسس والتحسس في الشرح، وذلك بدليل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح أنه قال: “ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا”، وقال العالم الجليل القرطبي أن التجسس “بحرف الجيم” يعني البحث عن الأمور فيقال رجل جاسوس أي يقوم بالبحث عن الأمور، بينما التحسس هو ما يدركه الشخص بحواسه، حيث قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ”.

كما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا، ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانًا” وروي عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عورتهم، فإنه من اتبع عورتهم يتَبّع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته”.

وفي النهاية نكون قد عرفنا أن البحث عن عورات الناس يسمى تجسس، وذلك خرام شرعًا باتفاق الفقهاء، سواء كان بحث بغرض التطفل والفضول أو بحث بغرض الاطلاع وإخبار الناس، ودل على ذلك قول الله عز وجل:  “وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً”.