جميع التكبيرات غير تكبيرة الاحرام

جميع التكبيرات غير تكبيرة الاحرام
جميع التكبيرات غير تكبيرة الاحرام

جميع التكبيرات غير تكبيرة الاحرام ، هو عنوان هذا المقال، ومعلومٌ أنَّ للصلاةِ أركانٌ وواجباتٌ ومستحباتٌ، لكن هل تكبيراتُ الانتقالِ من ركنٍ إلى ركنٍ مستحباتٌ أم واجباتٌ؟ وهل اتفقَ العلماء على حكمهنَّ أم تبيانت أقوالهم في ذلك؟ وما هي الأدلة الشرعية على حكمِ تكبيرات الانتقال؟ وما وجه الدلالة من كلِّ حديثٍ؟ كلُّ هذه الأسئلة سيجد القارئ الإجابة عليها في هذا المقال.

جميع التكبيرات غير تكبيرة الاحرام

إنَّ جميع التكبيراتِ غير تكبيرةِ الإحرامِ ليست ركنًا من أركان الصلاةِ،وقد تباينت آراء أهل العلمِ في حكمهم على قولينِ، وفيما يأتي بيان هذينِ القولينِ:[1]

  • القول الأول: ذهب الحنفية والمالكة والشافعية إلى استحباب جميعِ تكبيراتِ الصلاةِ غيرَ تكبيرةِ الإحرامِ، مستدلينَ بعدم أمر رسول الله -صلى الله علي وسلم- بحديث المسيء في صلاته بهذه التكبيرات.
  • القول الثاني: ذهب الحنابلة إلى أنَّ جميع تكبيراتِ الانتقالِ في الصلاةِ حكمها الوجوب.

شاهد أيضًا: بمَ يبدأ المصلِّي بعد تكبيرة الإحرام

أدلة القائلين باستحباب جميع التكبيرات غير تكبيرة الاحرام

في هذه الفقرة سيتمُّ ذكرُ الدليل الذي استدلَّ به أصحاب هذا القول، مع بيانِ وجه الدلالة منه، وفيما يأتي ذلك:

  • الدليل

أبو هريرة -رضي الله عنه- حيث قال: “إنَّ رجلًا دخَل المسجدَ، ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جالِسٌ في ناحِيةِ المسجدِ، فصلَّى ثم جاء فسلَّم عليه، فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: وعلَيكَ السَّلامُ، ارجِعْ فصلِّ؛ فإنَّك لم تُصَلِّ، فرجَع فصلَّى ثم جاء فسلَّم، فقال: وعلَيكَ السَّلامُ، فارجِعْ فصلِّ؛ فإنَّك لم تُصَلِّ، فقال في الثَّانيةِ، أو في التي بعدَها: علِّمْني يا رسولَ اللهِ، فقال: إذا قُمْتَ إلى الصَّلاةِ فأسبِغِ الوُضوءَ، ثم استقبِلِ القِبلةَ فكبِّرْ، ثم اقرَأْ بما تيسَّر معَك منَ القرآنِ، ثم اركَعْ حتَّى تَطمَئِنَّ راكِعًا، ثم ارفَعْ حتَّى تستوِيَ قائِمًا، ثم اسجُدْ حتَّى تَطمَئِنَّ ساجِدًا، ثم ارفَعْ حتَّى تَطمَئِنَّ جالِسًا، ثم اسجُدْ حتَّى تَطْمَئِنَّ ساجِدًا، ثم ارفَعْ حتَّى تَطمَئِنَّ جالِسًا، ثم افعَلْ ذلك في صلاتِكَ كلِّها”.[2][3]

شاهد أيضًا: حكم تكبيرة الإحرام في الصلاة

أدلة القائلين بوجوب جميع التكبيرات غير تكبيرة الاحرام

في هذه الفقرة سيتمُّ ذكر أدلة القائلينَ بوجوبِ تكبيراتِ الانتقالِ، مع بيانِ وجه الدلالةِ من كلَّ حديثٍ، وفيما يأتي ذلك:[5]

الدليل الأول

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إنَّما جُعِلَ الإمامُ لِيؤتَمَّ به، فإذا كبَّرَ فكبِّروا، وإذا ركعَ فاركعوا، وإذا قال: سَمِعَ اللهُ لِمَن حَمِدَه، فقولوا: ربَّنا ولك الحَمدُ، وإذا سجَدَ فاسجُدوا، وإذا صلَّى جالسًا، فصَلُّوا جلوسًا أجمعونَ”،[6] ووجه الدلالة من هذا الحديث أنَّه عمَّ كلَّ تكبيرات الصلاة.

شاهد أيضًا: ما حكم صلاة الجماعة للرجال القادرين في الحضر والسفر

الدليل الثاني

روى أبو هريرة -رضي الله عنه-: “كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا قام إلى الصَّلاةِ يكبِّرُ حين يقومُ، ثم يكبِّرُ حين يركَعُ ثم يقولُ: سمِعَ اللهُ لِمَن حمِده حين يرفَعُ صُلبَه مِن الرُّكوعِ، ثم يقولُ وهو قائمٌ: ربَّنا ولك الحمدُ، ثم يكبِّرُ حين يَهْوِي ساجدًا، ثم يكبِّرُ حين يرفَعُ رأسَه، ثم يكبِّرُ حين يسجُدُ، ثم يكبِّرُ حين يرفَعُ رأسَه، ثم يفعَلُ مِثلَ ذلك في الصَّلاةِ كلِّها حتَّى يقضيَها، ويكبِّرُ حين يقومُ مِن المَثْنى بعد الجلوسِ، ثم يقولُ أبو هُرَيرةَ: إنِّي لَأشْبَهُكم صلاةً برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم”.[7]

شاهد أيضًا: الفرق بين الطمأنينة والخشوع في الصلاة هو

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان جميع التكبيرات غير تكبيرة الاحرام ، وفيه تمَّ بيانُ أنَّهنَ لسن بركنٍ، كما تمَّ بيان أقوالِ أهلِ العلم في حكمهنَّ، مع أدلة كلِّ فريقٍ على ذلك.

المراجع

[2]أخرجه البخاري
[5]أخرجه البخاري
[6]رواه مسلم