ما حكم صلاة الجماعة للرجال القادرين في الحضر والسفر

ما حكم صلاة الجماعة للرجال القادرين في الحضر والسفر، هو عنوان هذا المقال، ومن المعلومِ أنَّ بعض المسائل الفقهية كانت محلُّ خلافٍ بين العلماء، ومن هذه المسائلِ مسألةُ صلاةُ الجماعةِ في حقِّ الرجال، وفي هذا المقال سيجد القارئُ بيانًا لهذا الحكمِ الشرعيِّ بشيءٍ من التفصيلِ، كما سيتمُّ بيان حكمِ الجماعةِ فق حقِّ النساءِ، وفي ختام هذا المقال سيتمُّ بيان الأعذار المبيحة للتخلفِ عن صلاةِ الجماعةِ.

ما حكم صلاة الجماعة للرجال القادرين في الحضر والسفر

معلومٌ أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- شرع للمسلمينَ صلاةَ الجماعةِ، ورتبَّ عليه أجرًا عظيمًا، بل وجعله تفضلُ صلاةَ الفردِ بسبعٍ وعشرونَ درجةٍ، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “صَلَاةُ الجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الفَذِّ بسَبْعٍ وعِشْرِينَ دَرَجَةً”،[1] ومن هذا المنطلق فإنَّه سيتمُّ بيانُ حكمِها في حقِّ الرجلِ القادرِ عليها سواء أكانَ في الحضرِ أم في السفرِ، وفيما يأتي ذلك:

شاهد أيضًا: من صلى الفجر في جماعه يكتب له اجر قيام

ما حكم صلاة الجماعة للرجال القادرين في الحضر

تباينت آراءُ أهلِ العلمِ في حكمِ صلاةِ الجماعةِ للرجالِ في الحضرِ، وفيما يأتي ذكرُ آرائهم في ذلك:[2]

• الرأي الأول: أنَّها سنةٌ مؤكدةٌ، وهو القولُ الصحيحُ عند فقهاء الأحنافِ، وقال به أكثر المالكيةُ، وهو أيضًا قولٌ عند فقهاءِ الشافعيةِ، وهي شبيهة بالقوةِ في الواجب عند الحنفيةِ.
• الرأي الثاني: أنَّها فرضُ كفايةٍ، وهي وهو الأصحُّ عند فقهاء الشافعيةِ، وهو كذلك قولٌ عند بعض فقهاء الحنفيةِ، وبعض فقهاء المالكيةِ.
• الرأي الثالث: أنَّها فرض عينٍ على كلِّ مسلمٍ، وهذا مذهب الحنابلةِ، وهو قولٌ عند فقهاء الحنفيةِ والشافعيةِ.

شاهد أيضًا: أقل عدد تنعقد به صلاة الجماعة

ما حكم صلاة الجماعة للرجال القادرين في السفر

تبياتا آراء أهل العلمِ في حكمِ صلاةِ الجماعةِ للرجالِ القادرينَ في السفرِ، وفيما يأتي ذكر هذه الآراء:[3]

• الرأي الأول: ذهب جماعةٌ من أهلِ العلمِ إلى عدم وجوب صلاةِ الجماعةِ في حقِّ المسافر.
• الرأي الثاني: ذهب آخرون من أهلِ العلمِ إلى وجوب صلاةِ الجماعةِ في حقِّ المسافرِ ولا فرق بينه وبين المقيم.

شاهد أيضًا: من فوائد صلاة الجماعة توادّ المسلمين وتآلفهم

ما حكم صلاة الجماعة للنساء

تباينت آراء أهلِ العلمِ في حكمِ الجماعةِ للنساءِ، وفيما يأتي بيان آرائهم في ذلك:[4]

• الرأي الأول: تُسنُّ الجماعاتُ للنساءِ المنفردات سواء أكان الإمامُ ذكرًا أم أنثى، وهذا مذهب الشافعية والحنابلة.
• الرأي الثاني: تُكره صلاةُ الجماعةِ للنساءِ؛ إذ أنَّ خروجهنَّ للجماعاتِ قد يؤدي إلى الفتنة.
• الرأي الثالث: تُمنع المرأةُ من صلاةِ الجماعة عند المالكية؛ إذ أنَّ الإمامةَ عندهم خاصة بالذكور ولا تصحُّ للمرأةِ حتى وإن أمَّت نساء مثلها، ويجوز لها حضورُ جماعةِ الرجال عندهم إذا كانت لا تخشى الفتنة.

شاهد أيضًا: من صلى العشاء في جماعه يكتب له اجر قيام

الأعذار التي تبيح التخلف عن الجماعة

هناكَ عددًا من الأعذار التي تبيحُ للرجالِ التخلفَ عن صلاةِ الجماعةِ، وهذه الأعذار منها ما هو عام ومنها ما هو خاص، وفي هذه الفقرة بيان ذلك:[5]

• الأعذار العامة: هناكَ عددًا من الأعذارِ، وفيما يأتي ذكرها:
  • المطر الشديد الذي يشقُّ معه الخروجُ للجماعةِ.
  • الريح الشديدةِ ليلًا؛ إذ أنَّ في ذلك مشقةً كبيرةً.
  • البرد الشديد ليلًا أو نهارًا، وكذلك الحرَّ الشديد، ولا بدَّ من التنبيه هنا إلى أنَّ الحرَّ والبرد المقصودان هو الذي لم يألفه النَّاس في مناطقهم.
  • الوحل الشديد الذي تتلوث بسببه الملابس، أو يتأذى به الناس.
  • الظلمة الشديد التي لا يستطيع الإنسان أن يبصر طريقه بسببها.
• الأعذار الخاصة: وهناك بعضًا من الأعذار الخاصةِ، وفيما يأتي ذكرها:
  • المرض الذي يشقُّ معه الإتيان إلى المسجد لأداء الصلاة.
  • الخوف وذلك أن يخاف المسلمُ على نفسه أو ماله أو على أهله.
  • حضور طعام تشتاق له نفسه وتنازعه عليه.
  • مدافعة أحد الأخبثين ومثلها الريحِ.
  • أكل طعامٍ ذو رائحةٍ كريهةٍ مثل البصل والثوم.
  • العري؛ إذ أنَّ من لم يجد ما يستر به ما بين سرته وركبتيه أبيح له التخلف عن الصلاةِ.
  • غلبة النعاس والنوم.

شاهد أيضًا: حكم تخلف الرجل عن صلاة الجماعة من غير عذر

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي تمَّ فيه بيان الإجابة على سؤال ما حكم صلاة الجماعة للرجال القادرين في الحضر والسفر، كما تمَّ بيانُ حكمِ الجماعةِ في حقِّ النساءِ، وفي ختام هذا المقال تمَّ بيان الأعذار المبيحةِ لتركِ صلاةِ الجماعةِ.