من القائل متى استعبدتم الناس

من القائل متى استعبدتم الناس
من القائل متى استعبدتم الناس

من القائل متى استعبدتم الناس ؟، وهو قول لأحد الصحابة الكبار جاء ليرسخ مفهوم الحرية التي يدعو إليها الدين الإسلاميّ، فقد خلق الله تعالى الإنسان حرًا، وليس عبدًا للعبيد، وهذا هو الاصل، وقد وهب الله تعالى الإنسان إرادة حرّة واختيارًا ومشيئةً، ولم يخلقه مجبورًا على عمل دنيوي ما دام لم يرغب فيه، وسنتعرّف في هذا المقال على صاحب هذه المقولة.

مفهوم الحرية في الإسلام

خلق الله تعالى الإنسان حرًّا يختار عمله الذي يريد وحياته كما يريد، وهذا كلّه في حدود ما أباح الله تعالى، فيأكل ما يريد ويلبس ما يشاء، ويذهب أنّى شاء، ويعمل ما يرغب من الأعمال، وهذه الحرية والاختيار الحرّ هو للذكر والأنثى في الإسلام، فالإنسان يتزوج من يرغب بها ويرضى، وكذلك الأنثى تتزوج من تقبل به وليس لأحد أن يغصبها، وهذه الحرية التي وهبها الله تعالى للبشر ثابته  وهي من ضرورات العيش الكريم، وغصبها من الإنسان يعدّ ظلمًا وإجحافًا في حقّه، وهذه الحرية تجعل الإنسان عبدًا لله وحده.[1]

شاهد أيضًا: من القائل ما مكني فيه ربي خير

من القائل متى استعبدتم الناس

القائل متى استعبدتم الناس هو الصحابيّ الجليل والخليفة الراشديّ الثاني عمر بن الخطاب رضي الله وأرضاه، وأتى هذا القول على خلفية قصة حدثت في زمن خلافة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث جاءه رجل من عامة أهل مصر يشكو إليه، وقد عُرف عن سيدنا عمر بمجلس عدله الذي لا يظلم فيه أحد، وشكى إليه الرجل من ابن والي مصر في ذلك الوقت عمرو بن العاص رضي الله عنه، الذي لم يقبل أن يسبق أحد من عامة الناس في سباق الخيل، فجلده بالدرّة وحبسه، فينفلت المظلوم من السجن ويأتي سيدنا الفاروق، فيرسل سيدنا عمر بطلب والي مصر وولده، ويقدمان على الخليفة العادل ويتأكد من صحة المقال، فيأمر الرجل المصريّ أن يضرب ابن عمرو بن العاص ويأخذ حقه منه، ويلتفت سيدنا عمر للرجل ويقول له: “ضعها على ضلع عمرو، وكأنما سرت روح العدل من الأمير إلى رعيته فيقول: يا أمير المؤمنين لقد ضربت الذي ضربني”، ثم يقول الفاروق كلمته المشهورة: “متى استعبدتم النّاس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا”.[2]

شاهد أيضًا: من القائل إني لكما من الناصحين

الفاروق عمر بن الخطاب

أحد الصحابة الكبار والمسلمين الاوائل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وله من الفضائل الكثير، وهو من الصحابة العشرة المبشرين بالجنة، وثاني الخلفاء الراشدين، عُرف الفاروق عمر رضي الله عنه بغيرته على الإسلام، فكان من اوائل المدافعين عن الإسلام في مكة المكرّمة، ومن أوائل المهاجرين بدينه عنوة إلى المدينة المنورة، كما عرف بجهاده ونصرته لرسول الله عليه الصلاة والسلام، ومساندته لأبي بكر الصديق رضي الله عنه بعد توليه الخلافة، واشتهر بعدله بين الناس عندما آلت إليه الخلافة، وقد جعل قوته وحكمته وعدله في خدمة دين الله، إعلاء كلمة الحقّ.[3]

وبهذا نكون قد أجبنا في مقالنا على سؤال من القائل متى استعبدتم الناس، وعرفنا أنّه الصحابي الجليل عمر بن الخطاب كما تعرّفنا على قصة هذا القول، وبدأنا الحدث بتعريف مفهوم الحرية في الإسلام.

المراجع