كيف يعوض الله المطلقة

كيف يعوض الله المطلقة
كيف يعوض الله المطلقة

كيف يعوض الله المطلقة سؤل من الأسئلة التي تدور في ذهن كل امرأة ترغب بالطلاق، فعلى الرغم من كون الطلاق هو أمرٌ جائز إلّا أنَّه الحلال الوحيد الذي قد يترتب عليه أذى و سوء لفاعله، والذي قد يترك آثارًا سلبية على نفسه، ومن خلال سطور هذا المقال سنذكر كيف يعوّض اللع تعالى المطلقة، والمطلقة المظلومة، كما سنذكر بعض تجارب النساء المطلقات، وأجر المطلقة عند الله عزَّ وجل.

كيف يعوض الله المطلقة

قد يصل الزواج بين الزوجين إلى طريق مسدود لا رجعة منه، ويكون الطلاق هو الحل الوحيد للتخلص من المعاناة اليومية والمشاكل الدائمة، وإنَّ ضحية الطلاق الأولى هي المرأ’ التي طلبت الطلاق والتي لا شكَّ في كونها قد عانت الكثير من الآلام النفسية والجسدية أحيانًا بسبب الضرب والتعنيف، وإنَّ صبر هذه المرأة وتحملها لمشاق الحياة الزوجية التي عاشتها لا بدَّ أن يعوضها الله تعالى بأمر خير منه، فيُرسل له عوضًا سواء أكان ذلك ف الدنيا من خلال تيسير أحوالها وزوال همومها، أو في الآخرة من خلال نيلها لأجر صبرها على ظلم زوجها، إلا أنَّه على المرأة المطلقة أن تتذكر في كل وقت وحين أن طلاقها من زوجها لا يستدعي أن تقوم بفضح الأسرار الزوجية التي كانت تحصل في بيتها، ولا يجب لها أن تنسى الفضل بينهما، بل عليها أن تلجأ إلى الله تعالى في كل وقت وحين وتدعو له وتسأله خير العوض في الدنيا والآخرة، فهو السبيل الأول لتعجيل العوض بإذن الله تعالى، والله أعلم.[1]

كيف يعوض الله المطلقة المظلومة

إنَّ الحياة الزوجية في الإسلام مبنية على الود والمحبة وحُسن التعامل وحُسن المعشر، وإنَّ من الرجال من يتجاهل هذه الأسس التي لا بدَّ من تواجدها لتحقق زواج ناجح، بل ويُفسرون قوامة الرجال على النساء على أنَّها عبارة عن رفع الصوت والضرب والإهانة بشكل مُستمر، بل ويظلمون زوجاتهم ويتسببون بحصل الضرر النفسي والجسدي أحيانًا للمرأة، وهو أمرٌ حرَّمه الله تعالى، بل وجعل دعوة المظللوم من الدعوات المُستجابة، وبيَّن أن كل من يُلحق الضرر بغيره فإنَّ الله تعالى يُلحق به الضرر، وقد ورد ذلك في قول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “مَن ضارَّ أضرَّ اللهُ بهِ ومَن شاقَّ شاقَّ اللهُ علَيهِ”[2]، والله أعلم.

أجر المطلقة عند الله

إنَّ الله تعالى منح كُل مُسلم صبر واحتسب أمره له، واستعان به على قضاء أمور حياته الكثير من الأجر والفضل، وهو فضل عام يخص كل من صبر من المؤمنين والمؤمنات ويشمل هذا الفضل المُطلقة التي ظُلمت قبل طلاقها وصبرت قبله وبعده، وذلك لقوله تعالى: “إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ”[3]، فإذا كان للمرأة المطلقة أولاد عملت على تربيتهم تربية صالحة وعملت على الإنفاق عليهم فإنَّ لها أجر ذلك أيضًا، والله أعلم.[4]

الزواج من مطلقة

إنَّ طلاق المرأة لا يعني بالضرورة بأنَّها على خطأ أو أنَّها امرأة غير صالحة، فقد يكون طلاقها نتيجة ظلم من زوجها او قد يكون نتجة خطأ مُشترك بيهما، وإنَّ كل إنسان يُخطئ، وإنَّ ذلك لا يعني أن الزواج من مطلقة هو زواج فاشل، بل قد تكون المطلقة في كربة نفسية ومادية وإنَّ زواجها يحل هذه الكربة، ويُفرّج همها، وإنَّ في ذلك أجرٌ عظيم للرجل الذي يتزوج منها، فإنَّ الله تعالى يُفرّج هم من يُفرج هم غيره، بل وإنَّ الزواج من المطلقات يُخفف عليهنَّ عبء ظلم المُجتمع وجوره عليهن، والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: حكم الزواج بنية الطلاق

تجارب المطلقات بعد الطلاق

إنَّ طلاق المرأة لا يعي انتهاء حياتها، ولا يستدعي منها أن تجلس في المنزل تتخبط في غياهب الوحدة والاكتئاب، فإنَّه يوجد الكثير من تجارب النساء المطلقات اللوتي عشنَّ حياتهن بشكل طبيعي، بل وعوضهنَّ الله تعالى من فضله بعد الطلاق، وفيما يلي نذكر بعض هذه التجارب.

التجربة الأولى

تروي أحد النساء أنَّها تزوجت من رجل يُماثلها في العمر وبعد مرور عدد من السنوات وبعد أن انجبت منه، اكتشفت أنَّه يقوم بعلاقات غير شرعية خارج إطار الزواج، حاولت هذه المرأة كثيرًا أن تمنع زوجها من القيام بهذا الفعل، كما وضَّحت له عقوبة هذا الذنب في الدنيا والآخرة إلا أنَّه كان يُقابلها بالإساءة والشتيمة والضرب أحيانًا، حاولت معه مرات عديدة إلا أنَّه لم يستجب لها وطلبت الطلاق منه، وبعد طلاقها بفترة حصلت على عمل ذو دخل جيد، استطاعت من خلاله أن تُنفق على نفسها وأطفالها، كما إنَّها شغت وقت فراغها بالعمل والإنتاج.

التجربة الثانية

تطلقت أحد النساء بعد أ،ن عانت في علاقة زوجية طويلة مليئة بالإهانة والشتم في السر والعلن، دون مُراعاة احترامها أمام الناس، كما كانت سوء المعاملة من طرف الزوج وأهله وأخوته، دون حصول أي تحسن في حاله، بعد يأسها منه طلبت الطلاق، وبعد طلاقها منه تقدم لخطبتها رجل ذو سيرة حسنة، وتزوج منها فكان خير العوض لها، فقد كان يخشى الله تعالى في حزنها وضعفها، وكان خير زوج لها.

التجربة الثالثة

تقول أحد النساء بعد طلاقس من زوجي الذي كان يمنع عني أبسط حقوقي، فقد كان يمنعني من رؤية الناس، ويمنعني من الخروج من المنزل أو زيارة أهلي، كما كان شديد البُخل في النفقة على المنزل، تطلقت ورجعت إلى الدراسة، وحصلت على الشهادة الثانوية قم دخ الجامعة وتخرجت منها بمُعدل جيد جدًا،وبدأت بالعمل بعد ذلك في عمل جيد، إلى أن تقدم لخطبتي رجل ذو أخلاق عالية وتزوجت منه وأنجبت منه.

الزواج الثاني للمطلقة

إنَّ حياة الإنسان عبارة عن عدد من التجارب والمراحل فيها الجيد والسيء، ولا يجب على الإنسان أن يحكم على باقي تجارب الحياة من تجربة واحدة مريرة قد مرَّ بها، فإنَّ فشل الزواج الأول للمرأة لا يستدعي بالضرورة فشل الزواج الثاني، بل قد يكون الزواج الثاني هو خير عوض لها، وقد يكون الزوج الثاني مُختلف عن الأول بشكل كبير، فتعيش معه حياة زوجية مستقرة وهانئة، وليس عليها أن تتردد أو تخاف من الزواج بعد الطلاق بسبب ما عانته في تجربتها الأولى، وليس عليها أن ترفض الزواج في حال تقدم لها رجل ذو خُلق ودين، والله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: الأصل في حكم الطلاق التحريم

بعد التطرّق إلى موضوع الزواج الثاني للطلقة نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي بيَّن إجابة السؤال كيف يعوض الله المطلقة، كما ذكر كيف يعوض الله المطلقة المظلومة، وكر بعض تجارب النساء المطلقات بعد الطلاق، كما ذكر أجر المطلقة عند الله تعالى.