حاجة الإنسان إلى تقوى اللَّه تعالى أشد من حاجته إلى الطعام والشراب

حاجة الإنسان إلى تقوى اللَّه تعالى أشد من حاجته إلى الطعام والشراب
حاجة الإنسان إلى تقوى اللَّه تعالى أشد من حاجته إلى الطعام والشراب

حاجة الإنسان إلى تقوى اللَّه تعالى أشد من حاجته إلى الطعام والشراب، هو عنوان هذا المقال، ومعلومٌ أنَّ المؤمن مأمورٌ بتَقوى الله -عزَّ وجلَّ- لكن هل حاجتُه إلى التقَوى أشدُّ من حاجتِه إلى الطعامِ والشرابِ؟ هذا ما سيتمُّ التعرف عليه في هذا المقال الذي يطرحه موقع محتويات.

حاجة الإنسان إلى تقوى اللَّه تعالى أشد من حاجته إلى الطعام والشراب

إنَّ هذه العبارة المذكورة تعدُّ عبارةً صحيحةً؛ وبالفعلِ إنَّ حاجةَ الإنسانِ إِلى تَقوى اللهِ -عزَّ وجلَّ- أشدُّ منْ حاجتِه إِلى الطعامِ والشرابِ، إذ أنَّ الإنسان يتكونُ من روحٍ وجسدٍ، وكما أنَّ الطعامَ والشرابَ يعدُّ غذاءً للجسدِ، فإنَّ تَقوى اللهِ -عزَّ وجلَّ- تعدُّ غذاءً لروحهِ، والروحُ أهمُّ من الجسدِ كما هو معلومٌ.

شاهد أيضًا: معنى الله والمراد منها

كيفية تحقق تقوى الله

إنَّ التقوى تعدُّ عنوانُ الفلاحِ في الدنيا والآخرة، ومن هذا المنطلق فإنَّه في هذه الفقرة من مقال حاجة الإنسان إلى تقوى اللَّه تعالى أشد من حاجته إلى الطعام والشراب، سيتمُّ بيان كيفية تحقيق تقوى الله تعالى ضمنَ عناوينٍ مستقلة، وفيما يأتي بيان ذلك:[1]

شاهد أيضًا: كيف يحقق الإنسان تقوى الله

التفكر في منزلة الدنيا بالنسبة للآخرة

من الأمورِ التي من خلالها يستطيع تحقيق المسلم التقوى في قلبه، هو مقارنة منزلةِ الحياةِ الدنيا الفانية الزائلة بالنسبةِ إلى الحياة الباقيةِ وهي حياةُ الآخرة، فمن علمَ قيمةَ الدنيا بالنسبةِ للآخرة فإنَّه يسعى إلى الفوزِ بالآخرة، ومن علمَ أنَّ طريقَ الفوزِ بالآخرةِ هو تقوى الله تعالى، فإنَّه يسعى إليهِ.

الاجتهاد في طاعة الله تعالى

يبيِّن قول الله تعالى: (الَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ)،[2] أنَّ الاجتهادِ في طاعةِ الله -عزَّ وجلَّ- سبيلًا من سبلِ تحقيقِ التقوى في قلبِ المسلمِ؛ إذ أنَّ اللهَ -عزَّ وجلَّ- يعينه على طاعته، ويكافئه على ذلك بزيادةِ الهدى والتقوى في قلبه.

الحرص على الصيام

لقد بيَّن الله -عزَّ وجلَّ- في كتابه المجيدِ أنَّ الصيامَ سببٌ من أسبابِ حصول التقوى وتحقيقها في قلبِ المسلمِ، حيث قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).[3]

التخلق بأخلاق وصفات المتقين

وما يعين المسلم على تحقيق التقوى هو الاجتهاد في تخلقه بأخلاقِ المتقينَ وصفاتهم، وقد ذُكرت صفاتُ المتقينَ في عددٍ من الآياتِ القرآنيةِ، وفي هذه الفقرة من مقال حاجة الإنسان إلى تقوى اللَّه تعالى أشد من حاجته إلى الطعام والشراب، سيتمُّ  ذكرها:

  • قال الله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ).[4]
  • قال الله تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ).[5]

شاهد أيضًا: كم مرة حثنا الله سبحانه وتعالى في الآيات على التقوى؟

التمسك بهدي رسول الله

ومما يحقق التقوى أيضًا في قلب المسلمِ، هو تمسكه بهدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد دلَّ على هذا السبيل قول الله تعالى: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).[6]

الابتعاد عن حرمات الله

إنَّ اجتهادَ المسلمِ في الابتعادِ عمَّا نهى الله -عزَّ وجلَّ- وعن كلِّ ما حرَّمه، لهو سبيلٌ من سبل تحقيق التقوى في قلبه، ودليل ذلك قول الله تعالى: (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ).[7]

التفكر في الآيات الشرعية والكونية

كذلك تفكُّر المسلم في آياتِ الله -عزَّ وجلَّ- سواء الشرعية أو الكونية لسبيلٌ من سبلِ تحقيق التقوى في قلبه؛ لما في تفكره هذا من توصلٌ إلى قدرةِ الله في هذا الكونِ، وفيما يأتي ذكر الأدلة التي تبيِّن ذلك:

  • قال تعالى: (إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ).[8]
  • قال تعالى: (وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا).[9]

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان حاجة الإنسان إلى تقوى اللَّه تعالى أشد من حاجته إلى الطعام والشراب، وفيه تمَّ بيان صحة هذه العبارة، كما تمَّ بيان طرق تحقيق التقوى في قلب المسلم.

المراجع

[2]محمد: 17
[3]البقرة: 183
[4]البقرة: 177
[5]آل عمران: 133-136
[6]الأنعام: 153
[7]البقرة: 187
[8]يونس: 6
[9]طه: 113