معنى تقوى الله والمراد منها

معنى تقوى الله والمراد منها هو أمر لا بدَّ من بيانه وتسليط الضوء عليه، فقد خلق الله تعالى الإنسان وأمره بالتقوى والإيمان، وجعل التقوى في السر والعلانية هو أساس من الأسس التي يقوم عليها الدين الإسلامي، والذي يجب أن يلتزم به كل عبد، ومن خلال سطور هذا المقال سنقوم بذكر تعريف التقوى ومعناها والمراد نها، كما سنذكر معنى التقوى في القرآن الكريم وبحسب شرح أهل العلم، بالإضافة لبيان ثمراتها وشروطها وأقسامها.

معنى تقوى الله والمراد منها

تقوى الله تعالى هو الخوف من الله تعالى واتّقاء كل أمر يحول بين الإنسان ورضا الله تعالى، والابتعاد عن كل أمر نهى عنه الله تعالى ويكرهه، وتشتمل التقوى على الامتثال لكل أوامر الله تعالى والالتزام بالعبادات والأحكام التي بيَّنها لنا من خلال الشريعة والدين، والابتعاد عن كل المُحرمات والشبهات والمكروهات، ومن الجدبر بالذكر أنَّ تقوى الله تعالى هو أمر ووصية ربانية، وصَّى الله تعالى بها عباده، وأمرهم بتقواه والخوف منه، والله أعلم.[1]

معنى التقوى عند العلماء

بيَّن أهل العلم المقصود من التقوى والمراد منها، من خلال شرحها وتعريفها كالتالي:

• ابن كثير: “وأصل التقوى التوقي مما يكره، لأن أصلها وقوى من الوقاية“.
• طلق بن حبيب: “إذا وقعت الفتنة فأطفئوها بالتقوى. قالوا: يا أبا علي: وما التقوى؟ قال: أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله“.
• ابن المعتز: “خل الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى، واصنع كماشٍ فوق أرض الشوك يحذر ما يرى،لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى“.
• الإمام بن رجب الحنبلي: “تقوى العبد لربِّه أن يجعل بينه وبين ما يخشاه من ربه مِن غضبه وسخطه وعقابه: وقايةً تَقِيه من ذلك، وهو: فِعل طاعته، واجتناب معاصيه”.

أقسام التقوى

يجب على الإنسان أن يتّقي الله تعالى في السر والعلن، وفي كل وقت وحين، وقد قسَّم أهل العلم مراتب ودرجات التقوى بطرق مُتعددة، ومنها نذكر درجات التقوى بحسب ابن القيم:[2]

• تقوى المحرمات: وهو أن يبتعد المرء عن كل ما حرَّم الله تعالى ويتقي غضبه في فعل المحرمات بجوارحه أو بقلبه.
• تقوى المكروهات: وهو أن يحمي قلبه وعقله وجوارحه من الوقوع في الأمور المكروهة والتي يُستحب الابتعاد عنها في الشريعة.
• تقوى الشبهات: أن يستغني الإنسان ويتعفف عن كل أمر فيه شبهة ويتّقي الله تعالى بحماية قلبه ونفسه من الفضول.

معنى التقوى في القرآن

أمر القرآن الكريم بالتقوى، كما بيَّن أن التقوى هو أمرٌ مفروض على الأمم والشعوب السابقة، ومن ذلك قوله تعالى: “وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ”[3]، كما حثَّ على التقوى من خلال الترغيب بأجر المُتّقين، والترهيب من عذاب الجاحدين والكافرين غير المُتقين، وبيَّن لنا القرآن الكريم معنى التقوى من خلال وصفه لأهل التقوى وصفاتهم، ومن ذلك نذكر:[4]

• قوله تعالى في سورة الزمر: “وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ”.[5]
• قوله تعالى في سورة آل عمران: “وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ”.[6]
• قوله تعالى في سورة الأعراف: “إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ”.[7]

 

شاهد أيضًا: كيف يحقق الإنسان تقوى الله

ثمرت تقوى الله

إنَّ لتقوى الله تعالى الكثير من الثمرات التي تعود عليه بالفضل والخير العظيمين، ومن ذلك نذكر:[8]

• إنَّ الله تعالى يكون بعون كل مُتقي، يُعينه في حياته وينصره ويحفظه من كل شر.
• التقوى سبيل لنيل محبة الله عزَّ وجل.
• التقوى تجعل الإنسان قادرًا على أن يفرق بين الحق والباطل، وتكفر له ذنوبه وسيئاته.
• التقوى سبيل لتفريج الهم وزواله والخروج من كل ضيق.
• يقبل الله تعالى من المُتقين أعمالهم الصالحة.
• يوفق الله تعالى كل مُتقي إلى خير الأعمال وأحسنها.

شروط تحقيق التقوى

لكي يُحقق الإنسان تقوى الله تعالى بشكلها الصحيح لا بدَّ من تحقيق بعض الشروط وهي كالتالي:[9]

• الإيمان التام بالله تعالى مُشتملًا على كل الشروط والأحكام التي تُحقق ذلك.
• إخلاص العبادة لله تعالى، وتقوى الله تعالى وحده لا شريك له.
• الالتزام بالحق وتصديقه وملازمته بشكل دائم.
• العمل وفق كتاب الله تعالى وشريعته، والالتزام بأحكامه.
• قبول الموعظة وتقبّل النصيحة، والعمل على إصلاح الخطأ أو الذنب.
• الاعتراف بنعمة الله تعالى، وشكره على النعم بشكل دائم.
• التواضع في الدنيا وعدم التكبر والتعالي.
• الابتعاد عن كل أمر فيه شر وفساد.
• الابتعاد عن الشبهات التي حرّمها الله تعالى.

شاهد أيضًا: كم مرة حثنا الله سبحانه وتعالى في الآيات على التقوى؟

بعد بيان شروط تحقيق التقوى نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي بيَّن معنى تقوى الله والمراد منها، كما ذكر معنى التقوى بحسب شرح أهل العلم لها، وذكر أقسام التقوى، ومعناها في القرآن الكريم، بالإضافة لبيان ثمرات التقوى على المُتقين.