ابناء الرسول من خديجة

ابناء الرسول من خديجة

ابناء الرسول من خديجة هو أحد الأمور التي يهتمُّ كل مُسلم بمعرفتها، فإنَّ معرفة سيرة النبي المُصطفى محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم- هي أمر يسعى له كل المُسلمين ويرغبون بالاطلاع على أصغر التفاصيل التي تخصُّ هذه السيرة العطرة، وفي هذا المقال سنسلط الضوء على التعريف بأبناء النبي بشكل عام وأبنائه من السيدة خديجة، كما سنُعرِّف أيضًا بزوجات الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- وأحفاده.

السيدة خديجة

هي خديجة بنت خويلد بن أسدٍ بن عبد العزَّى بن قصي القرشية الأسدية، تلتقي مع النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- في النسب وذلك عند الجد الخامس، وهي سيدة من السيدات ذات الأصل الرفيع والنسب العالي الشأن في مكة المكرمة، نشأت في بيت من بيوت قريش ذات السلطة العالية والأخلاق الرفيعة، فكانت منذ صغرها ذات خلق حسن، وقد عُرفت قبل زواجها بالنبي -صَّلى الله عليه وسلَّم- بأنَّها صاحبة مال كثير وتجارة ناجحة.

زواج النبي من السيدة خديجة

كان النبي -صَّلى الله عليه وسلَّم- يُلقب في الجاهلية بالصادق الأمين، وذلك لشدَّة أمانته وصدقه، وقد كان في ذلك الوقت شابًا في مُقتبل العمر ناجحًا في تجارته ومعروفًا بأمانته، فلما سمعت عنه السيدة خديجة، أرسلت معه مالها للتجارة، وخرج معه غلامٌ لها أسمه ميسرة فلما رجع من هذه القافلة، حدَّثها عن أخلاق النبي -صَّلى الله عليه وسلَّم- الحميدة والرفيعة، فطلبت منه الزواج ووافق على ذلك، و تم الزواج بينهما وهي في عمر الأربعين وهو في عمر الخامسة والعشرين صَّلى الله عليه وسلَّم.

مكانة السيدة خديجة

إنَّ السيدة خديجة هي أولى زوجات النبي صَّلى الله عليه وسلَّم، وهي أكثرهنَّ مكانة عنده، حيث أنَّه لم يتزوج بغيرها حتى توفيَّت رضي الله عنها، وهي أول من آمن بالوحي الذي نزل على النبي -صَّلى الله عليه وسلَّم- من الرجال والنساء، كما كانت عونًا له منذ بدء الدعوة وإلى حين وفاتها، بالإضافة لكونها من أنجبت له كل أبنائه الذكور والإناث ما عدا واحدًا وهو إبراهيم.[1]

ابناء الرسول من خديجة

أنجبت السيدة خديجة كل أبناء الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- من الذكور والإناث باستثناء ابنه إبراهيم، وإن أبناء الرسول من خديجة هم بالترتيب:[2]

  • القاسم ابن رسول الله.
  • زينب بنت رسول الله.
  • عبد الله ابن رسول الله.
  • رقية بنت رسول الله.
  • أم كلثوم بنت رسول الله.
  • فاطمة الزهراء بنت رسول الله.

أبناء الرسول

ولد للرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- ثلاثًا من الذكور، وشاء الله تعالى أن يتوفاهم جميعًا في عمر صغير، فقد رُزق الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- بالقاسم وعبد الله قبل الهجرة إلى المدينة وهما ابنا السيدة خديجة رضي الله عنها، كما رُزق بابنه إبراهيم بعد الهجرة إلى المدينة وهو ابن مارية القبطية، وهو آخر وأصغر أبناء الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- من الذكور والإناث.

القاسم

أكبر أبناء الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- فقد كان النبي يُكنَّى باسمه أي “أبو القاسم”، ولد في مكة قبل البعثة النبوية الشريفة، وقيل أنَّه عاش حتى شهد البعثة وأدركها، كما ورد أنَّه كان يستطيع ركوب الدابة عندما توفي، كان القاسم يُلقب قبل البعثة بابن مكة، إلَّا أنَّه من المُؤكد أنَّه توفي قبل الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة.

عبد الله

هو ثاني أبناء الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- الذكور، ولد في مكة وتوفيَّ فيها، وقد لُقِّب باسم الطيب الطاهر وذلك لأنَّه ولد بعد البعثة النبوية الشريفة، إلَّا أنَّه لم يعش كثيرًا وتوفي وهو في عمر صغير قبل الهجرة النبوية إلى المدينة أيضًا، وقد حزن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- والسيدة خديجة عند وفاته حزنًا شديدًا.

إبراهيم

وهو آخر أبناء الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- من الذكور والإناث، حيث أنَّه الولد الوحيد الذي ولد بعد الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة، وهو ابن السيدة مارية القبطية التي أهداها ملك مصر إلى الرسول، فأسلمت وتزوجها صلَّى الله عليه وسلَّم، وقد وَلدت له إبراهيم في العام العاشر للهجرة، إلَّا أنَّه لم يعش طويلًا أيضًا وتوفي في العام العاشر للهجرة، وقال النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- عند وفاته: “إنَّ العَيْنَ تَدْمَعُ، والقَلْبَ يَحْزَنُ، ولَا نَقُولُ إلَّا ما يَرْضَى رَبُّنَا، وإنَّا بفِرَاقِكَ يا إبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ[3]، والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: هو عم الرسول واخوه في نفس الوقت

بنات الرسول

إنَّ بنات الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- هنَّ أربع وذلك باتفاق كل الروايات، وهنَّ جميعهنَّ بنات السيدة خديجة رضي الله عنها، توفيت كل من رقية وأم كلثوم وزينب في حياة الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم، أمَّا فاطمة الزهراء فقد توفيت بعده بأشهر قليلة، وقد تزوجنَّ جميعهنَّ من خيرة الصحابة رضوان الله عنهم جميعًا.

زينب

هي أكبر بنات الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم، تزوجت بأبي العاص بن ربيع وهو ابن خالتها، تزوجت قبل الإسلام، فلما جاء الإسلام أسلمت مع أمِّها ولكنَّ زوجها رفض الإسلام، فلم تهاجر مع النبي في البداية وبقيت مع زوجها، ثم بعد ذلك هاجرت وحدها إلى المدينة، وتبعها زوجها بعد إسلامه، توفيت في العام الثامن للهجرة، وذلك بعد إسلام زوجها بفترة قصيرة، وتركت ورائها طفلة صغيرة تُسمى أمامة.

رقية

ثاني بنات الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم، تزوجت من الصحابي الجليل عثمان بن عفان، وهما من أول من هاجر من المُسلمين إلى الحبشة، ثم عادت مع عدد من المهاجرين إلى مكة المكرمة، وبعد ذلك هاجرت إلى المدينة المنورة، توفي ابنها عبد الله بعد الهجرة بفترة قصيرة وهو في عمر السادسة، ثم بعد ذلك أُصيبت بمرض شديد وتوفيت على أثره، وكان عثمان بن عفان في تلك الفترة يجلس معها ويرعاها، ولم يخرج إلى غزوة بدر بسبب ذلك، وجاء خبر وفاتها مع خبر نصر المُسلمين في بدر.

أم كلثوم

وهي ثالث بنات الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم، تزوجها عثمان بن عفان بعد وفاة السيدة رقية، وقد لُقب بذي النورين بسبب زواجه من اثنتين من بنات الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم، وهي ابنة الرسول الوحيدة التي لم تنجب أبدًا، بقيت مع عثمان حتى توفيت في شهر شعبان في السنة التاسعة للهجرة، ودفنت بجوار أختها رقية رضي الله عنهما.

فاطمة الزهراء

وهي آخر بنات الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم، ولدت قبل البعثة بخمس سنين، تزوجت من ابن عم الرسول علي بن أبي طالب في العام الثاني للهجرة، وكانت أشدُّ أبناء الرسول شبهًا به، من حيث الحديث وطريقة الكلام والسير، وكانت إذا جاءت إلى الرسول قام إليها وقبَّلها وأجلسها مكانه، شهدت وفاة النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، وتوفيت بعده بستَّة أشهر، ودفنت في البقيع.

الحكمة من موت أبناء الرسول

بعد الحديث عن أبناء الرسول من خديجة سنتطرق لذكر الحكمة من وفاة أبناء الرسول الذكور، فقد توفي أبناء الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- الذكور جميعًا في عمر صغير، حيث أنَّه لم يكبر أيٌّ منهم، وإنَّ الحكمة من ذلك تكمن في أنَّه لو عاش أبناء النبي الذكور لحصل في ذلك فتنة بين المُسلمين ولظنَّ بعض الناس أنَّه يجب أن يرث أحد أبناء النبي النبوّة عنه، تشبّهًا بالنبي إبراهيم وغيره من الأنبياء الذين أورثوا النبوَّة لأبنائهم، فإنَّ في ذلك تجنّبًا للفتنة التي كانت قد تحصل بعد وفاة النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: بحث عن معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم

أحفاد الرسول

بعد الحديث عن ابناء الرسول من خديجة سننتقل لذكر أحفاد الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم، حيث أنجبت بنات الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- جميعهنَّ باستثناء أم كلثوم العديد من الأحفاد من الذكور والإناث، وهم:[6]

  • أبناء رقية: أنجبت السيدة رقية ابنها عبد الله من زوجها عثمان بن عفان والذي توفي في عمر الست سنوات.
  • أبناء زينب: أنجبت علي وأمامة من زوجها أبي العاص بن ربيع، توفي ابنها علي في عمر صغير، كما كانت ابنتها أمامة طفلة صغيرة عند وفاتها.
  • أبناء فاطنة الزهراء: أنجبت الحسن والحسين وهما سيدا شباب أهل الجنة، كما أنجبت المحسن وزينب وأم كلثوم، وجميعهم من زوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

زوجات الرسول

إنَّ تعدد الزوجات بما يفوق الأربع هو أمر مخصوص بالنبي صلَّى الله عليه وسلَّم وحده، حيث أنَّ ذلك لا يجوز لأحد غيره، فقد تزوج النبي بعدد من النساء جميعهنَّ أمهات المُسلمين وهنَّ رضي الله عنهنَّ:[7]

  • خديجة بنت خويلد.
  • سودة بنت زمعة بن قيس.
  • عائشة بنت أبي بكر الصديق.
  • حفصة بنت عمر.
  • زينب بنت خزيمة.
  • أم سلمة بنت أبي أمية.
  • جويرية بنت الحارث.
  • زينب بنت جحش.
  • أم حبيبة بنت أبي سفيان.
  • ميمونة بنت الحارث.
  • صفية بنت حيي بن أخطب.
  • وقد ورد في بعض الروايات أنَّه تزوج أيضًا ريحانة بنت عمرو.

شاهد أيضًا: ما اسم زوجة الرسول اليهودية

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي عدد ابناء الرسول من خديجة، كما عرَّف بجميع أبناء الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم من الذكور والإناث، بالإضافة إلى ذكر أحفاد الرسول وزوجاته، والحكمة من وفاة أبناء الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- الذكور.

المراجع

  1. ^ islamstory.com , السيدة خديجة , 19-8-2021
  2. ^ islamweb.net , أبناء النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه وإماؤه , 19-8-2021
  3. ^ صحيح البخاري , أنس بن مالك، البخاري، 1303، صحيح.
  4. ^ islamstory.com , أبناء الرسول صلى الله عليه وسلم , 19-8-2021
  5. ^ islamonline.net , حكمة وفاة أبناء الرسول قبله اقرأ المزيد في إسلام أون لاين : https://fiqh.islamonline.net/%d8%ad%d9%83%d9%85%d8%a9-%d9%88%d9%81%d8%a7%d8%a9-%d8%a3%d8%a8%d9%86%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%b3%d9%88%d9%84-%d9%82%d8%a8%d9%84%d9%87/ , 19-8-2021
  6. ^ wikiwand.com , شجرة نسب النبي محمد بن عبد الله , 19-8-2021
  7. ^ islamqa.info , أزواج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أمهات المؤمنين رضي الله عنهن , 19-8-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *