الاحق بالامامة في الصلاة

الاحق بالامامة في الصلاة

الاحق بالامامة في الصلاة من يكون حيث أن الصلاة قد ذكرت في كل الأديان الإبراهيمية بصور مختلفة وفي الدين الإسلامي هي عماد الدين وقد توعد الله عز وجل تاركها بالعذاب العظيم في قوله تعالى “فويل للمصلين، الذين هم صلاتهم ساهون” وما كان هذا الاهتمام بالصلاة إلا لأهميتها في الدين الإسلامي فهي تقرب العبد من ربه وتغفر ذنبه وتطهر روحه كما تساعده على تدريب نفسه على المشقة وأداء الأوامر الإلهية بإتقان طمعًا في رضا الله عنه.

الاحق بالامامة في الصلاة

لقد اختلفت الفقهاء في كلمتهم في كينونة الأحق بالإمامة في الصلاة حيث أنهم اتفقوا على أن أحسن المصلين هو من يستحق الإمامة في الصلاة لكنهم اختلفوا في اختيار الأحسن من فقيه إلى فقيه فقالوا:

  • رأى مالك وأبو حنيفة والإمام الشافعي أن الأحق بالإمامة في الصلاة هو الأكثر علمًا بالفقه حيث أنه قد يرد في الصلاة حادث يتطلب حكمًا فقهيًا أو غيره فيكون الإمام الفقيه أقدر على البت فيه كما يجب أن يكون الإمام حافظًا لما يقرأ متمكنًا من القراءة فهو لا ينبغي عليه أن يكون حافظًا قارئًا وإنما ينبغي أن يكون فقيهًا ذو قدرة على القراءة.
  • رأى الإمام أحمد بن حنبل وأبي ثور وعدد من الأئمة أنه يشترط فيمن يؤم الصلاة أن يكون أفضل المصلين قراءة واستدلوا على ذلك بحديث الرسول حيث قال “يؤم القوم أقراؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سنًا، ولا يؤمن الرجل في سلطانه، ولا يقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه” فهذا الحديث يدل على أن ذا القراءة الحسنة مقدم على ذي العلم لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وضعه كأول مستحق لإمامة الصلاة ولأنه لا يتوقع منه الخطأ في قراءة القرآن الكريم فكان أحق بالإمامة.
  • ورأى أهل الظاهر أن إمامة الصلاة تكون لمن كان أكبر سنًا بين المصلين وهذا لا دليل عليه لا من كتاب ولا من سنة وإنما هو اجتهاد شخصي ضعيف قائم على العادات القبلية وكون الأكبر سنًا هو من يقود القبيلة لا أكثر.
  • الصحيح في مسألة الأحق بإمامة الصلاة أن الأحق بإمامة الصلاة هو الأكثر فقهًا لما روي أن رسول الله طلب من سيدنا أبو بكر الصديق أن يؤم الناس مع وجود الأقرء منه في ذلك الوقت وإنما يحمل حديث الإمامة للأفضل قراءة على أن الإمامة تكون له إذا لم يوجد الأقرء منه كما أنه في حالة تعارض النص مع الفعل المؤكد للرسول يجب تقديم الفعل وتأويل النص، ويجب على الإمام أن يكون ممتلكًا لحد معقول من القدرة على قراءة القرآن الكريم وتجويده بشكل جيد، وحالة امتلاك قدر من القدرة على التجويد يتساوى القارئ المجيد القارئ متوسط الإجادة في حق الإمامة.

شاهد أيضًا: التقدم على الإمام في انتقالات الصلاة تسمى

أهمية الصلاة في الدين الإسلامي

إن المسلمين قد اعتنوا بأمر الصلاة نظرًا لتأكيد الإسلام الشديد على أهميتها فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله “بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدًا رسول الله ، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان”  وقد جعلت الصلاة هنا في المرتبة الثانية بعد التوحيد بالله وتصديق الرسول للدلالة على عظيم أهميتها.

وفي النهاية نكون قد عرفنا من الاحق بالامامة في الصلاة فلقد كان الإسلام واضحًا في ذكر حجم الذنوب التي قد يتحملها تارك الصلاة عقابًا له على تركها، فتارك الصلاة لهوًا يعذر بينما منكرها يعد كافرًا لذلك فقد اهتم المسلمون بالصلاة وبأحكامها من أعظمها إلى أبسطها وتعددت الأفهام والأراء فمن أخطأ في حكمه فله حسنة ومن أصاب فله حسنتان، ونسأل الله عز وجل أن يجزي الجميع أجورهم بأحسن الذي كانوا يعملون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *