ما هو الفرض الثالث من فروض الوضوء

الفرض الثالث من فروض الوضوء

ما هو الفرض الثالث من فروض الوضوء ، من الأسئلة المهمة التي سيتمّ الإجابة عليها في هذا المقال، حيث يُعرّف الوضوء بأنّه: أهم شرط من شروط الصلاة، حيث إن الله لا يقبل صلاة العبد إلا إذا كانت مسبوقة بالطهارة أيْ الوضوء، وفي الشرع يعني أنه الماء الذي يُدفع للأعضاء الأربعة بقصد الصلاة أو غيرها من العبادات ومعناه النظافة.

الفرض الثالث من فروض الوضوء

مسح الرأس هو الفرض الثالث من فروض الوضوء ، وفيما يأتي تفصيل فرائض الوضوء بالترتيب:

الفرائض المتفق عليها

اتفق الفقهاء على عدة فرائض للوضوء، حيث لا يجزئ الوضوء إلا بها، وفيما يأتي بيانها:[1]

  • غسل الوجه: اتّفق الفقهاء على أنّ غسل الوجه كاملًا ما ظهر منه مرّةً واحدة أول فرض من فروض الوضوء؛ ودليل ذلك قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.[2]
  • غسل اليدين إلى المِرفقين: اتّفق الفقهاء أيضًا على أنّ غسل اليدين إلى المِرفقين ركنٌ رئيس من أركان الوضوء، حيث لا يجزئ الوضوء إلا بغسلهما، واستدلّوا على ذلك بالقرآن الكريم والسُنّة والإجماع، ودليل ذلك قول الله عز وجل: {فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق}.[3]
  • مسح الرّأس: اتّفق الفقهاء على أنّ مسح الرّأس في الوضوء ركنٌ من أركانه وفرضٌ من فروضه؛ والمقصود بالمسح هو أن يمرر العبد يده المُبتلّة بالماء على الرّأس بدون أن تسيل الماء من يده، وقد اختلف الفُقهاء في الكمّ الذي يُجزِئ من مسح الرّأس في الوضوء على أقوال: حيث ذهب المالكيّة على المَشهور والحنابلة على الصّحيح من المذهب إلى أنّه يجب مسح الرّأس كله، وقال الشافعيّة: شيء من المسح؛ ومعنى ذلك أنه يجزِئ المسح لبعض الرّأس ذاته أو بعض شعر الرّأس، وقال الحنفيّة في المشهور عندهم من المذهب أنّه يُجزِئ مسح ربع الرّأس.
  • غسل الرّجلين إلى الكعبين: اختلف الفقهاء في غسل الرّجلين أو مسحهما والراجح هو قول الجمهور، حيث ذهب إلى أنّ من أركان الوضوء غسل الرّجلين إلى الكعبين مرّةً واحدةً فقط إن كانت صحيحة غير مُصابةٍ بكسرٍ أو ملفوفةٍ بجبيرة؛ لقول الله عزَّ وجلَّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ}.[4]

فرائض الوضوء المختلف فيها

وفيما يأتي فرائض الوضوء المختلف فيها:[5]

  • القصد: أن تكون العبادة عبادة عبادة لله تعالى ولا شيء آخر ، وهذه النية لازمة للعبد.
  • الترتيب: يقول الشافعية والحنابة والمالكية: إن ترتيب الوضوء ركن رئيس، وهذا قول عثمان بن عفان وابن عباس الشهير، وهو أيضًا إشارة إلى حجية علي بن أبي طالب وغيره من الصحابة -رضي الله عنهم-.
  • الموالاة: هي جعل الأفعال متتابعة بحيث لا يقع بينها فاصلاً أو زمنًا معينًا وهذا في العُرف، وقد اختلف الفقهاء في حكم المُوالاة في الوضوء: حيث ذهب الحنفيّة والشافعيّة في القول الصّحيح، والمالكيّة في قول، والحنابلة في روايةٍ إلى أنّ المُوالاة في الوضوء سُنّة، بينما ذهب المالكية في المشهور والشافعية في القديم إلى أن الموالاة فرض.
  • التّخليل: هو تمرير اليد على سائر العضو بعد سيلان الماء وقبل جفافه، وقد اختلف الفُقهاء في حكم ذلك في الوضوء، فذهب جمهور الفقهاء إلى أنّ الحكم في ذلك سُنَّة من سنن الوضوء، وذهب المالكيّة إلى أنَّه واجب، ويكون بباطن الكفّ لا بظاهر اليد، ويُندَب أن يكون خَفيفاً مرّةً واحدةً، وأما التّشديد والتّكرار لما فيه من التَعمُّق في الدّين المُؤدّي للوسوسة فذلك مكروه.

شاهد أيضًا: كم عدد فروض الوضوء.

سنن الوضوء

وبعد أن تم بيان الفرض الثالث من فروض الوضوء لا بُدّ من بيان سنن الوضوء:[6]

  • البسملة: وحكم البسملة بعد النيّة سنة، حيث وإذا نسي المسلم فلا شيئ عليه.
  • السواك: إنّ استخدام السواك قبل البدء بالوضوء بغرض لتنظيف الأسنان مستحب.
  • غسل اليدين: يُسن غسل اليدين بعد البسلمة، وقبل البدء بالوضوء، ويفضل غسلها ثلاث مرات.
  • المضمضة: أي تحريك الماء في الفم، ثم إخراجه، ويُسن فعلها ثلاث مرات.
  • الاستنشاق: أي يحبس الماء عن طريق النفس لداخل أنفه، ثم يخرجه، ويُسن المبالغة في الاستنشاق، إلا إذا كان صائماً لا يُبالغ المسلم بالاستنشاق لئلا يدخل الماء الجوف.
  • غسل الأذنيْن: يُستحبّ غسل الأذنيْن بعد مسح الرأس.
  • الترتيب والموالاة: يسن الترتيب وعدم ترك فاصل زمني طويل عند غسل الأعضاء، أي غسل العضو يلو العضو الآخر دون تأخير في الوقت.
  • تخليل الماء: يُسنّ تخليل الماء بين شعر اللحيّة إذا كانت كثيفة.
  • الاقتصاد في الماء: نهى الرّسول عليه الصّلاة والسّلام في الإسراف في الماء عند الوضوء.

نواقض الوضوء

وفيما يأتي نواقض الوضوء، أي الأمور التي تُفسد الوضوء، ممّا يجدر إعادته:[7]

  • الحدث الأصغر: الإخراج سواء كان بول أو غائط.
  • الريح: الخارج من فتحة الشرج.
  • اختفاء عقل الإنسان: مثل الإغماء والسكر والارتباك والنوم العميق الطويل الذي لا يستطيع طريح الفراش أن يشعر بانتقاض وضوئه.
  • لمس الفرج دون عائق: إذا لمست الفرج، سواء كان نفس الشخص أو شخصًا آخر، حتى الطفل، فإنّ ذلك يوجب إعادة الوضوء، فتغسيل اليدين ليس كافٍ.
  • أكل لحوم الإبل: أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد أكل لحم الإبل أو بعض أعضائها (كالكبد والأمعاء) بإعادة الوضوء.

إلى هنا نكون قد بينا الفرض الثالث من فروض الوضوء ، كما بينا جميع الفرائض المتفق عليها بين الفقها والمختلف فيها فيما بينهم، كما وضحنا سنن الوضوء والأمور المستحبة، بالإضافة إلى نواقض الوضوء.

المراجع

  1. ^ وهبه بن مصطفى الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته (الطبعة الرابعة)، دمشق - سورية: دار الفكر، صفحة 366-389، جزء 1. بتصرّف.
  2. ^ سورة المائدة , 6
  3. ^ سورة المائدة , 6
  4. ^ سورة المائدة , 6
  5. ^ وهبه بن مصطفى الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته (الطبعة الرابعة)، دمشق - سورية: دار الفكر، صفحة 366-389، جزء 1. بتصرّف.
  6. ^ www.saaid.net , صفة الوضوء , 30-01-2021
  7. ^ www.saaid.net , صفة الوضوء , 30-01-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *