رواية يوتوبيا

رواية يوتوبيا

رواية يوتوبيا هي واحدة من أفضل أعمال الأديب المصري الراحل أحمد خالد توفيق التي ناقش من خلالها العديد من القضايا الاجتماعية الهامة أبرزها الفارق الهائل بين طبقات المجتمع وكيف يلعب المال دورًا هامًا في تشكيلها، وبالرغم من مرور ما يزيد عن عشرة أعوام على إصدار هذه الرواية إلا أنها لا زالت تحتل الصفوف الأولى في قائمة أفضل أعمال العراب، ربما لأنه مس من خلال أحداثها الواقع الذي يعايشه الكثير من الناس في شتى أنحاء العالم. لذا فيما يلي من خلال هذا المقال سنقدم لكم العديد من المعلومات عن رواية يوتوبيا وملخص لأحداثها بالإضافة لنبذة عن مؤلفها.

رواية يوتوبيا

  • ظهرت رواية يوتوبيا للمرة الأولى عام 2006م فنُشرت على ستة أجزاء في جريدة الدستور المصرية، ثم تم تجميعها في كتاب واحد وأضاف العراب إليها مزيد من الأحداث لتصدر في قالبها الجديد عام 2008م من قبل دار ميريت.
  • حققت الرواية نجاحًا كبيرًا عند إصدارها حتى أنها احتلت المرتبة الثانية في قائمة أفضل الكتب مبيعًا لدار ميريت.
  • تقوم فكرة الرواية الرئيسية على تسليط الضوء على الأوضاع الاقتصادية ومدى تأثيرها على المجتمعات، فيعرض الكاتب من خلال أحداث الرواية كيف يسيطر أصحاب المال على المجتمع فيزيد الأغنياء غنى ويزيد الفقراء فقرًا حتى تذوب الطبقة الوسطى في ظل سيطرة الرأسمالية على المجتمع وينقسم إلى طبقة الأغنياء التي تحكم وطبقة الفقراء التي تكافح للنجاة.

يوتوبيا

  • ليست تلك المرة الأولى التي يذكر بها اسم “يوتوبيا” في تاريخ الأدب فقد سبق الكاتب الإنجليزي توماس مور أحمد خالد توفيق بالتسمية بهذا الاسم الذي تعود جذوره لفلسفة أفلاطون لدى الغرب والفارابي لدى العرب، فتشير كلمة يوتوبيا للمدينة الفاضلة التي تقوم على العدل والمساواة بين جميع سكانها دون تفرقة بين غني وفقير.
  • إلا أن مدينة يوتوبيا المذكورة في هذه الرواية تخالف تمامًا المعتقدات السائدة عن المدينة الفاضلة في مختلف العصور، فهنا تشير للمدينة الفارهة التي استوطنها أغنياء القوم وضربوا حولها سور عالي تنتشر عليه قوات المارينز الأمريكية لحمايتهم من الفقراء ساكني العشوائيات الواقعة خلفه.
  • مدينة يوتوبيا تقع في جمهورية مصر العربية تحديدًا في منطقة الساحل الشمالي، داخل أسوارها تتوفر كامل المقومات التي تضمن لسكانها السعادة الأبدية والرفاهية الكاملة، لكن في ظل هذا الترف الذي لا نهاية له تصبح الحياة مملة وتدفع بعض سكان هذه المدينة لتجربة أشياء جديدة لكسر الحياة الروتينية الفارهة مثل الخروج للصيد لكن هنا الصيد مختلف تمامًا فالفريسة ليست الحيوانات البرية إنما الفقراء القاطنين خلف تلك الأسوار.

أبطال الأحداث في الرواية هم أربعة شخصيات رئيسية :

  • علاء: ابن مراد بك الوحيد أحد أغنى رجال مدينة يوتوبيا.
  • جريمينال: صديقة علاء ورفيقته في رحلة الصيد.
  • جابر: شاب فقير من الأغيار يقدم العون لكل من علاء وجريمينال.
  • صفية: شقيقة جابر الصغرى.

ملخص رواية يوتوبيا

  • تبدأ رواية يوتوبيا بقص تفاصيل الحياة المترفة التي يعيشها سكان يوتوبيا على لسان بطل الرواية علاء، ذلك الشاب الذي لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره مع ذلك فقد جرب كل مغامرة يكن أن تخطر بال على أي حد ما هو مباح منها وما هو محرم،  حتى أنه ملّ من هذه الحياة وصار يبحث عن مغامرة جديدة يستعيد بها حماسه من جديد، فكانت المغامرة الوحيدة التي لم يجربها هي الصيد وهي هواية اعتاد شباب يوتوبيا ممارستها حين يصل الملل بهم للحد الذي لا يطاق، فيتسللون لمنطقة الأغيار حيث يسكن الفقراء ويصطادون أحد هؤلاء البائسين وبعد الاستمتاع بتعذيبه يقومون بقتله والعودة بتذكار يبرهن على خوضهم لهذه المغامرة والمتمثل في أي جزء من جسد الضحية.
  • يضع علاء خطة هروبه وجريمينال للأغيار وهي الحلول محل اثنين من هؤلاء الفقراء في المساء في الحافلة المخصصة لإعادتهم لديارهم، فيختار كل منهما فريسته والطعم هو ساندوتش برجر فيتمكنان من الإيقاع برجل وامرأة يسلبان منهما ملابسهما وهويتهما ويحلان محلهما في الباص.
  • ينطلق الاثنين ولا يكشف أمرهما ويصلان للأغيار حيث يسكن الفقراء وللمرة الأولى تقع عيناهما على ألوان مختلفة من مظاهر الحياة القاسية فلا كهرباء ولا ماء ولا مدارس فالفقر يسكن كل ركن من هذا المكان حتى أن الكلاب تحولت هنا لطعام فلا يوجد سواها، لكن هذا لا يحرك داخلهم سوى مشاعر الاشمئزاز من هذه الحياة.
  • تجمع الأحداث علاء وجليمينار بجابر الذي يحميهما من سكان الأغيار في خيمته المتواضعة، والذي يعرف على  الفور بأنهما من سكان يوتوبيا ويقرر مساعدتهم للعودة لها مرة أخرى سالمين، وبالرغم مما عاناه جابر وبالرغم مما فعله لمساعدة علاء وجريمينال للعودة ليوتوبيا يقتله علاء في النهاية حينما يصل ليوتوبيا ويأخذ إحدى يديه كتذكار على هذه المغامرة الرائعة، لكن مقتل جابر واغتصاب علاء لأخته صفية بعدما حماهم في منزله وشاركهم طعامه القليل حرك الغضب الكامن في نفوس الفقراء منذ سنين ودفعهم للتوجه نحو هذه المدينة كالسيل العارم فلا يوجد شي يخشاه هؤلاء الفقراء حتى الموت نفسه.

مؤلف يوتوبيا

  • هو الأديب المصري أحمد خالد توفيق، والذي لقبه محبيه بالعراب لأنه جعل الكثير من الشباب يقرئون.
  • ولد في مدينة طنطا محافظة الغربية في العاشر من شهر يونيو 1962م، وتوفي في الثاني من شهر أبريل 2018م عن عمر يناهز خمس وخمسين عامًا إثر تعرضه لأزمة قلبية.
  • درس الطب فالتحق بكلية الطب في طنطا وتخرج منها عام 1985م.
  • تزوج من طبيبة مصرية تدعى منال وأنجب منها طفلين هما محمد ومريم.
  • صدرت أول أعماله عام  1993م وهي سلسلة ما وراء الطبيعة المكونة من مجموعة من القصص الخيالية المنتمية لعالم الرعب فتدور أحداث القصص التي تناولتها حول مغامرات الدكتور رفعت إسماعيل بطل السلسلة مع مجموعة من الوحوش والمخلوقات الغريبة، وبالرغم من قلة كتابة أدباء العرب في مجال الرعب إلا أن العراب تمكن من تحقيق نجاح كبير في هذا المجال تاركًا بصمة خالدة به لا تزول بمرور الزمان فاستمرت هذه السلسلة من عام 1993 وحتى عام 2014م ويعدها الكثيرين من أفضل أعماله والتي لا زالت قاعدة جماهيريها ومحبيها في زيادة حتى اليوم بالرغم من مرور كل هذه السنين على صدورها.
  • ثم تتابعت أعماله فيما بعد فأطلق سلسلة جديدة من المغامرات الخيالية التي اتخذت طابعًا علميًا بعيدًا عن الرعب وهي سلسلة فانتازيا الصادرة عام 1995م والتي تدور أحداثها حول المغامرات التي تخوضها عبير بطلة السلسلة، ومن بعدها أصدر سلسلة جديدة عام 1996 وهي سلسلة سفاري بطلها طبيب مصري يرسل للعمل في الكاميرون وتدور أحداثها حول المعاناة التي يعايشها سكان أفريقيا على أكثر من صعيد، له كذلك ثلاث سلاسل أخرى هي “سلسلة روايات عالمية للجيب، سلسلة رجفة الخوف، وسلسلة WWW”.
  • كتب العديد من الروايات الرائعة كذلك مثل “رواية السنجة الصادرة عام 2012م، رواية مثل إيكاروس الصادرة عام 2015م، رواية في ممر الفئران الصادرة عام 2016م، ورواية شآبيب الصادرة عام 2018م”.
  • بالإضافة لكتابته سلسلة من المقالات الشهيرة مثل “دماغي كده، وعشاق الأدرينالين”،ومجموعة من القصص القصيرة الرائعة مثل “قوس قزح، وعقل بلا جسد”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *