صفة صلاة الاستسقاء كصفة صلاة وحكم صلاة الاستسقاء

صفة صلاة الاستسقاء كصفة صلاة

صفة صلاة الاستسقاء كصفة صلاة هو الموضوع الّذي سيناقشه هذا المقال، فرض الله تعالى على عباده خمس صلواتٍ في اليوم واللّيلة، وأتبعها نبيّ الله -عليه الصّلاة والسّلام- بسننٍ ونوافل، وفي مقالنا الآتي في موقع محتويات سوف نتعرف على إجابة السؤال السابق.

صلاة الاستسقاء

قبل الخوض في الحديث عن صفة صلاة الاستسقاء كصفة صلاة لا بدّ من معرفة أنّ صلاة الاستسقاء هي سنّةٌ مؤكدّةٌ عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- تُصلّى لطلب العون والسُّقيا من الله جلّ وعلا في وقت القحط والجفاف، ويؤديها جماعة من المسلمين في المسجد، أو في الفلاء وهو الأفضل والمستحبّ، وليس لصلاة الاستسقاء وقتٌ محدّدٌ، بل يجوز أن يؤدّيها المسلمون في أيّ وقتٍ كان عدا الأوقات الممنوعة والمكروهة، فيخرج الإمام مع جماعة المسلمين فيصلّوا ركعتين، ثمّ يخطب الإمام بالنّاس، ويدعوا الله متضرّعين خاضعين لأمره ليغيثهم بالمطر، ويعطيهم من فضله -سبحانه- وتعالى، وتتشابه صلاة الاستسقاء مع صلاة العيد في أحكامها، ويجوز للمسلم إن لم يدرك جماعة المسلمين في صلاة الاستسقاء أن يصلّيها مفرداً، ويدعو الله طالباً السُّقيا منه ولا حرج في ذلك والله أعلم.[2]

صفة صلاة الاستسقاء كصفة صلاة

اختلف أهل العلم في صفة صلاة الاستسقاء كصفة صلاة، ففي روايةٍ يقال إن صلاة الاستسقاء تُصلّى كصلاة العيد حيث يُكبَّر فيها في الرّكعة الأولى سبعاً وخمساً في الثّانية وذلك عند الشّافعيّ، أمّا عند مالك فصفة صلاة الاستسقاء ركعتان بتكبيرة إحرامٍ واحدةٍ كصلاة التّطوع وهذه الرّواية الثّانية، لكنّ الغالب الأصحّ من القولين هي الرّواية الأولى، فقد ورد عن ابن عبّاسٍ حديثٌ شريفٌ بيّن فيه صفة صلاة الاستسقاء كما صلّاها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: “خرَج رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- مُتَبَذِّلًا مُتَمَسْكِنًا مُتَضَرِّعًا – أو قال: مُتواضِعًا، أو قالهما جميعًا – ولم يَخطُبْ خُطبتَكم هذه، وصلَّى ركعتينِ كما كان يصلِّي في العيدِ”،[3] ولكن وبشكلٍ عامٍّ من صلّى صلاة الاستسقاء دون تكبيراتٍ فصلاته صحيحةٌ ولا بأس فيها، وقال النّوويّ في هذه المسألة: لو حذف التّكبيرات، أو زاد فيهنّ، أو نقص منهنّ صحّت صلاته، ولا يسجد للسّهو، وقد نقل ذلك عن الحاويّ وغيره.[4]

حكم صلاة الاستسقاء

إنّ الحديث عن صفة صلاة الاستسقاء كصفة صلاة يدفع إلى الخوض في ذكر حكم صلاة الاستسقاء، فعندما تمتنع الأرض عن إخراج خيراتها وتحبس السّماء غيثها، ويصاب النّاس بالقحط والجفاف، فيُسنّ لهم أن يصلّوا صلاة الاستسقاء راجين من الله تعالى أن يؤتيهم من نعمه وفضله وخيره الكثير طالبين منه السّقيا وتبديل قحطهم لنعيمٍ وخيرٍ، فتخرج جماعة من المسلمين مع إمامٍ ويصلّوا في الفلاء، أو في المسجد، ويدعوا الله ويتذلّلون إليه، وصلاة الاستسقاء صلاةٌ مسنونةٌ ثبتت عن النّبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- وأدّاها رسول الله، وصلّاها في صحابته الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، وقد وردت بعض الأحاديث النّبويّة في هذا الأمر والله ورسوله أعلم.[5]

متى تصلى صلاة الاستسقاء

بعد الحديث عن صفة صلاة الاستسقاء كصفة صلاة وبيان حكمها في الشريعة الإسلامية لا بدّ من الخوض في بيان متى تصلى صلاة الاستسقاء، فقد تعدّدت الأقوال في وقت صلاة الاستسقاء فمتى تُصلّى صلاة الاستسقاء، ففي المذهب الشّافعيّ قيل أنّ صلاة الاستسقاء جائزةٌ في كلّ الأوقات عدا أوقات النّهي والكراهية، سواءً كانت ليلاً أو نهاراً، فوقتها متّسعٌ لا تعيين، ولا تقيّد فيه، أمّا في المذهب المالكيّ، فحدّدوا وقتاً لها وهو من وقت الضّحى حتّى الزوال، ولا يجوز صلاتها قبل هذا الوقت أو بعده، لكن إذا كان الاستسقاء دعاءٌ فقط، فيجوز في أيّ وقتٍ كان حتّى أنّه يجوز مع أيّ صلاةٍ مفروضةٍ أو مسنونةٍ ولا خلاف في ذلك، كما أنّه لا يوم معيّن لها والله أعلم.[6]

كيفية أداء صلاة الاستسقاء

ويأتي ذكر كيفية أداء صلاة الاستسقاء كما صلّاها رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- بأصحابه  فهي صلاةٌ تُصلّى دون أذانٍ أو إقامةٍ، فيكبّر الإمام تكبيرة الإحرام ثمّ يقرأ الفاتحة في الرّكعة الأولى مع سورة الأعلى، ثمّ يركع ويسجد وينتقل للرّكعة الثّانية فيقرأ الفاتحة ويُتبِعها بسورة الغاشية شرط أن يجهر بالقراءة في الرّكعتين وكما ذُكِر فيما سبق اختلافٌ في صفة الصّلاة فمن النّاس من يصلّيها كصلاة العيد فيكبّر في الرّكعة الأولى سبع تكبيراتٍ وفي الثّانية خمساً ومنهم من يصلّيها كصلاة التّطوع، والطريقتين صحيحتان جائزتان والله أعلم.[7]

شروط صلاة الاستسقاء

لصلاة الاستسقاء بعض الشّروط لتتمّ تأديتها على أحسن وجهٍ وكسب الأجر والنّفع بإذن الله تعالى ومن شروطها أنّها تلزم الطّهارة كأيّ صلاةٍ أخرى في اللّباس والبدن والمكان، ومن الأفضل للإمام والمستحبّ من الأمر أن يحدّد يوماً لها لكي يستعدّ النّاس لها فيرجعوا إلى الله ويتوبوا إليه ويستغفروه ويكثروا من الصّدقات والأعمال الصالحة، ومن أهمّ شروطها هو حدوث الموجب الّذي يستلزم تأدية هذه الصّلاة، ولا يؤذّن لهذه الصّلاة أو يقام لها ومن الأفضل أن تؤدّى في مكانٍ خارج البلد مفتوحٌ وخالٍ والله أعلم.[7]

خطبة صلاة الاستسقاء

اختلف علماء المسلمين فيما إذا كانت خطبة الاستسقاء قبل الصّلاة أم بعدها وقيل عن الشّافعيّة أنّ خطبة الاستسقاء تكون بعد الصّلاة واستدلّوا بذلك بحديثٍ شريفٍ عن عبد الله بن زيدٍ أنّه قال: “خرَجَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم إلى المُصَلَّى فاستَسْقَى، وحَوَّلَ رداءَه حينَ استَقْبَلَ القِبْلَةَ، وبدأَ بالصلاةِ قبلَ الخطبةِ، ثم استَقْبَلَ القِبْلَةَ فدعا”،[8] أمّا أحمد ومالك فقد ذهبوا لروايةٍ أخرى حيث قالوا أنّ خطبة الاستسقاء تؤدّى قبل الصّلاة ولكن في العموم  فالرّوايتان جائزتان وصحيحتان، وعلى الإمام أن يشمل بخطبته على الوعظ والنّدم والتذلّل لله تعالى وعليه أن يُظهر الافتقار والحاجة لله تعالى وعونه والإلحاح في طلب الغيث والسّقيا فلا رازق إلّا هو ولا معين غيره.[9]

فضل صلاة الاستسقاء

لصلاة الاستسقاء فضلٌ عظيمٌ وأجرٌ كبيرٌ بإذنه جلّ وعلا، فهي تُرجع العبد إلى طريق الحقّ إذا ما ضلّ عنه واشتغل في أمور الدّنيا وزهد في الآخرة وتُذكّره بأنّ الله هو رازقه ومعينه، وتُذكّره بأنّ العبد في حاجةٍ دائمةٍ لربّه في جميع أمور حياته، وصلاة الاستسقاء باب استغفارٍ وتوبةٍ مفتوحٌ لمن يبتغيهما فالبلاء لا يحلّ بالعباد إلّا لذنبٍ فعلوه أو إثمٍ قد أقدموا عليه فتحلّ رحمة الله جلّ وعلا فيهديهم لطريق التّوبة فيرجعوا لله ويستغفروه لما أذنبوا ويتذكّروا أنّ لا خير ولا نفع ولا راحة دون طاعة الله فيما أمر ونهى عنه فإن أمسك الله الرّزق عن العبد فليس له من نصيرٍ أو معينٍ غيره سبحانه وتعالى فعلى المسلمين أن يداوموا على الاستغفار والدّعاء فلا يزيل البأس والضّرّ عن العباد إلّا التّوبة والاستغفار وصلاة الاستسقاء غيضٌ من فيض سبل الرّجوع إلى الله لذا فلها فضلٌ عظيمٌ وتعود على العباد بالنّعيم والخير والسّقيا بإذن الله تعالى.[10]

صفة صلاة الاستسقاء كصِفة صّلاة مقالٌ تمّ الحديث فيه عن الصلوات المفروضة والمسنونة وعرّف صلاة الاستسقاء، كما تحدّث عن صفة صلاة الاستسقاء كصفة صلاة وذكر حكمها كذلك ذُكِر فيه متى تصلى صلاة الاستسقاء.

المراجع

  1. ^ islamweb.net , الصلوات المسنونة، أنواعها ومراتبها , 16/11/2022
  2. ^ alukah.net , صلاة الاستسقاء: تعريفها وحكمها ومكانها وصفتها , 16/11/2022
  3. ^ إتحاف الخيرة المهرة , البوصيري/ عبد الله بن عبّاس/ 340/2/له شاهد
  4. ^ islamweb.net , أرجح القولين في صفة صلاة الاستسقاء , 16/11/2022
  5. ^ alukah.net , صلاة الاستسقاء: تعريفها وحكمها ومكانها وصفتها , 16/11/2022
  6. ^ islamqa.info , وقت صلاة الاستسقاء , 16/11/2022
  7. ^ islamweb.net , صلاة الاستسقاء.. كيفيتها.. ووقتها , 16/11/2022
  8. ^ نيل الأوطار , الشّوكانيّ/ عبد الله بن زيد/ 1167/ سكت عنه ( وقد قال في رسالته لأهل مكّة كلّ ما سُكِت عنه فهو صالح)
  9. ^ alukah.net , صلاة الاستسقاء: تعريفها وحكمها ومكانها وصفتها , 16/11/2022
  10. ^ alukah.net , الحث على الاستسقاء , 16/11/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *