قصص استجابة الدعاء في قيام الليل

قصص استجابة الدعاء في قيام الليل
قصص استجابة الدعاء في قيام الليل

قصص استجابة الدعاء في قيام الليل قصص كثيرة يعرفها الكثير ممن جرب رفع الحاجات والاضطرار إلى الرب سبحانه وتعالى والابتهال له في قيام الليل، والدعاء في قيام الليل من الدعاء في الأوقات المباركة الفاضلة التي يستجيب الله فيها أكثر من غيرها من الأوقات، وفي الليل يشعر المسلم بالهدوء والسكينة والخشوع أكثر من أي وقت آخر، وفي موقع محتويات نقدم عدد من قصص استجابة الدعاء في قيام الليل، وأسباب استجابة الدعاء في الثلث الأخير من الليل، وشروط استجابة الدعاء.

دعاء الثلث الأخير من الليل

الدعاء في الثلث الأخير من الليل كان ولا يزال من علامات الصالحين ودليل على الصدق في الالتجاء إلى الرب سبحانه وتعالى، والدعاء له أوقات فاضلة يستحب للمسلم الإكثار من الدعاء فيها، منها على سبيل المثال الدعاء في السجود، والدعاء ما بين الآذان والإقامة والدعاء في الثلث الأخير من الليل.

والثلث الأخير من الليل هو وقت تنزل الرحمات من الله سبحانه وتعالى وقربه جل في علاه من عباده، وهي من سمات الصالحين وصفات المتقين، قال تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}[1].

وفي الثلث الأخير من الليل يتنزل الرب سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا وينادي على عباده القائمين هل من مستغفر فأغفر له، هل من داعٍ فأستجيب له، هل من كذا هل من كذا حتى يطلع الفجر، والمسلم الصادق من يحرص على اغتنام هذه الأوقات المباركة ويكثر فيها من الدعاء ورفع الحاجات وطلب المعونة من رب الأرض والسماوات.

قصص استجابة الدعاء في قيام الليل

كثيرة هي القصص التي مر بها أصحابها ورأوا فيها كرم الله سبحانه واستجابته لهم بعد الدعاء في الليل والقيام بالصلاة والدعاء، ومن أمثلة هذه القصص ما يلي:

  • تحكي إحدى السيدات عن قصتها مع قيام الليل وتقول إنها تزوجت منذ أكثر من خمس سنوات ولم يكتب الله لها الإنجاب، وكانت تشتاق إلى الولد لا سيما وهي ترى زوجها يبدو عليه الحزن والألم ولكنه لا يظهر لها ذلك، وقد ذهبت المرأة للعديد من الأطباء والذين أخبروها أنه لا مانع من الإنجاب عندها أو عند زوجها ولمن مع ذلك لا يحدث الإنجاب، وتكمل السيدة أنها بدأت في قيام الليل والانشغال بالدعاء والابتهال إلى الرب سبحانه وتعالى ولم تيأس حتى من الله عليها بالحمل وتحقيق الرجاء.
  • القصة الثانية من قيام الليل تحكيها إحدى الفتيات وقد تخطت سن الثالثة والثلاثين دون أن يتقدم لها زوج مناسب، وكانت الفتاة تخشى على نفسها من فوات قطار الزواج وبقائها دون زوج أو ولد يملأ عليها بيتها وحياتها، ولجأت الفتاة إلى قيام الليل والدعاء والإكثار من الاستغفار وقراءة القرآن، كما لزمت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كثيرًا حيث إن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم سبب لتفريج الكرب وغفران الذنب، وبالفعل لم يمضي وقت طويل حتى تقدم لخطبتها شخص على قدر من الصلاح والتدين وارتاحت نفسيتها بعد طول عناء.

معجزات تحققت بفضل قيام الليل

الكثير من الأماني والأحلام حققها الله سبحانه وتعالى لأصحاب القيام والدعاء في الليل وهو ما يشبه المعجزات، وفيما يلي بعض من هذه القصص عن تحقيق قيام الليل ما يرجوه المسلم ويدعو به:

  • هذه القصة يحكيها أحد الأشخاص ويقول أن زوجته كانت تعاني من آلام شديدة في رجلها بحيث كانت لا تستطيع التحرك إلا بصعوبة شديدة، وكان الألم ينتشر من أعلى الرجل إلى أسفلها، وكان يخشى عليها من مشكلات في الظهر والعمود الفقري هو السبب في هذه الآلام، وكانت أحوال الزوج المالية متعسرة بسبب وجود أبناءه في الدراسة وكثرة الإنفاق عليهم وعلى تعليمهم ومن ثم فكان متعسر ماليًا، فأكثر الزوج من الدعاء لزوجته في قيام الليل أن يشفيها الله وان يشفي رجلها بشكل كامل، وبالفعل الحمد لله ذهب الألم الذي كانت تشعر به الزوجة وتعافت من الألم دون ذهاب إلى الطبيب او حتى تناول علاجات.
  • القصة الثانية التي تشبه المعجزة بفضل قيام الليل والدعاء فيه تحكيها إحدى الفتيات التي كانت لا تزال في سن الدراسة الجامعية، وبعد شعورها بالتعب والإجهاد المتواصل قامت بزيارة الطبيب الذي أخبرها أنها مصابة بالسرطان وتحتاج إلى العلاج الكيميائي بسرعة، وأصاب الفتاة وأسرتها الحزن الشديد والغم بسبب ذلك، ولكنها استعانت بالله وبدأت في العلاج وبعد فترة شعرت بعدم جدوى ذلك العلاج فتوقفت من تلقاء نفسها، ولجأت إلى ربها وأكثرت من قيام الليل والابتهال لله والاستغفار حتى شفاها الله تمامًا من السرطان دون علاج.

متى ينتهي الثلث الأخير من الليل

قيام الليل هو الصلاة من بعد صلاة العشاء وحتى موعد آذان الفجر، فأي صلاة في هذا الوقت هي من قيام الليل، وأفضل وقت لقيام الليل هو الثلث الأخير من الليل وهو وقت تنزل الرب سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا، والثلث الأخير من الليل يتم حسابه من خلال حساب بداية وقت الليل ونهايته، فالليل يبدأ من بعد آذان المغرب وحتى آذان الفجر، فلو فرضنا أن آذان المغرب في الساعة السادسة مساءً والفجر في الرابعة فجرًا، فإن الليل كله يبلغ عشر ساعات، ومن ثم فإن الثلث الأخير منه يبدأ من الساعة الواحدة من بعد منتصف الليل تقريبًا.

وصلاة القيام تجوز في بداية الليل بعد صلاة العشاء مباشرة، كما تجوز في وسطه ولكن أفضل أوقاتها هو الثلث الأخير من الليل وهو الوقت الذي كان يحرص على القيام فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعده الصحابة والتابعين.

فضل الدعاء في قيام الليل

الدعاء والابتهال إلى الله سبحانه وتعالى في الثلث الأخير من الليل له الكثير من الفضل، وفيما يلي نتعرف على بعض هذه الفضائل للدعاء في قيام الليل:

  • سبب لمحبة الله سبحانه وتعالى لعبده وقرب العبد من ربه وشعوره بالمعية والعون من الرب -سبحانه-.
  • الدعاء في جوف الليل الأخير سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة من بعده.
  • من علامات الصلاح وأدلة الإخلاص لله في العبادة حيث إن العبد في الليل بعيد عن أعين الناس فلا يقوم الليل إلا مخلص.
  • سبب في الاستجابة للدعاء كون الثلث الأخير من الليل من الأوقات الفاضلة، والاستجابة للدعاء قد تكون بتعجيل الإجابة أو تأخيرها للآخرة وإثابة المسلم عليها، أو دفع البلاء بقدر ذلك الدعاء.
  • سبب لغفران الذنوب وعفو الله سبحانه عن عبده والتجاوز عن المعاصي.
  • الدعاء بشكل عام يغير القدر ويجعله الله سببًا في دفع البلاء، فلا يعير القدر إلا الدعاء.
  • تقوية الإيمان وتثبيت القلب على الدين والطريق المستقيم.

شاهد أيضًا: حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله انا الى ربنا راغبون سورة

أسباب استجابة الدعاء في قيام الليل

هناك عدد من الأسباب التي تعين على استجابة الدعاء في الثلث الأخير من الليل يأخذ بها المسلم، ومن هذه الأسباب ما يلي:

  • الإكثار من الدعاء في السجود في صلاة قيام الليل، فأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، وإذا اجتمع السجود في الثلث الأخير من الليل كان أحرى بالإجابة السريعة.
  • بداية الدعاء بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وختم الدعاء كذلك بالصلاة عليه، فالله سبحانه وتعالى يقينًا يقبل الصلاة على نبيه، وهو أكرم سبحانه وتعالى أن يرد ما بين الصلاتين من دعاء.
  • الإخلاص في الدعاء لله سبحانه وترك التعلق بالأسباب التي يسيرها الله كيف يشاء، فالأصل هو مشيئة الله وإرادته لا الأسباب.
  • الإلحاح في الدعاء وفي طلب الحاجة، فإن الله يحب العبد الذي يلح في الدعاء ويكثر منه ويكرره ولا يمل منه..

وبهذا نكون قد تعرفنا على قصص استجابة الدعاء في قيام الليل، وتعرفنا على أسباب استجابة الدعاء، وشروط الدعاء المقبول، كما تعرفنا على معجزات تحققت بفضل قيام الليل، وفضل عبادة الليل على عبادة النهار.

المراجع

[1]سورة الزمرالآية 9