كم مره صام اشرف الخلق في رمضان

كم مره صام اشرف الخلق في رمضان ؟ هو أحد الأسئلة المهمة التي يبحث عنها المسلمون المهتموّن بسيرة رسول الله عليه الصلاة والسّلام، فالصيام فرض في المدينة المنورة بعد أن هاجر الرسول الكريم وأصحابه رضي الله عنهم، وفي ها المقال سنعرف متى فرض الله تعالى صيام رمضان على المسلمين، وكم مرّة صامه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

متى فرض الصيام

قبل أن نعرف إجابة السؤال كم مره صام اشرف الخلق في رمضان، فسنعرف متى فُرض صيام شهر رمضان على المسلمين، وقد كان ذلك في السّنة الثانية من الهجرة النبويّة إلى المدينة المنورة، وقد قال تعالى في سورة البقرة: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”[1]، فالصيام لم يفرض على المسلمين فقط، بل فرضه الله عزّ وجل الأنبياء وعلى أُمَمهم من آدم إلى آخر الدهر، إذًا فكان الصيام فريضة على الأمم جميعًا وإن اختلفت كيفيته ومواقيته، والله أعلم.[2]

كم مره صام اشرف الخلق في رمضان

في الإجابة عن السؤال: كم مره صام اشرف الخلق في رمضان فقد صام رسول الله عليه الصلاة والسّلام تسع رمضانات، وذلك بإجماع علماء السيرة والتاريخ، فقد فرض صوم شهر رمضان فرض في شهر شعبان من السنة الثانية من الهجرة، والنبيّ عليه الصلاة والسّلام توفي في شهر ربيع الأول من السنة الحادية عشرة من الهجرة،وقد جاء في قول النووي: “صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَمَضَانَ تِسْعَ سِنِينَ ; لأَنَّهُ فُرِضَ فِي شَعْبَانَ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ الْهِجْرَةِ , وَتُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ إحْدَى عَشْرَةَ مِنْ الْهِجْرَةِ”.[3]

اقرأ أيضًا: امساكية رمضان حفر الباطن

فضل شهر رمضان

بعد أن عرفنا كمْ مرةً صامَ أشرفُ الخلقِ محمد صلّى الله عليه وسلّم في رمضان، فسنعرف فضل شهر رمضان، كما ورد في القرآن الكريم وفي سنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:[4]

• أنزل الله عزّ وجلّ فيه القرآن الكريم, كما جاء الآية الكريمة: “شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ”.[5]
• جعل الله تعالى صوم رمضان الرّكن الرّابع من أركان الإسلام، لقوله تعالى: “شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه”.[5]
• جعل الله في شهر رمضان ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر، قال تعالى: “لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ”.[6]
• جعل الله تعالى صيام شهر رمضان وقيامه إيمانًا واحتسابًا سببًا لمغفرة الذّنوب، وذلك لقول رسول صلّى الله عليه وسلّم: “مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن قامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”.[7]
• في رمضان تفتح أبواب الجنان، وتُغلق فيه أبواب جهنم، وتُصفَّد فيه الشّياطين، وذلك كما جاء في حديث أبي هريرة أنّ النبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “إذا جاءَ رَمَضانُ فُتِّحَتْ أبْوابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوابُ النَّارِ، وصُفِّدَتِ الشَّياطِينُ”.[8]
• العمرة في تعدل حجّة، وذلك لما جاء في حديث عبد الله بن عبّاس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لامرأة من الأنصار: “ما مَنَعَكِ أَنْ تَحُجِّي معنَا”؟ قالَتْ: لَمْ يَكُنْ لَنَا إلَّا نَاضِحَانِ فَحَجَّ أَبُو وَلَدِهَا وَابنُهَا علَى نَاضِحٍ وَتَرَكَ لَنَا نَاضِحًا نَنْضِحُ عليه، قالَ: “فَإِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فَاعْتَمِرِي، فإنَّ عُمْرَةً فيه تَعْدِلُ حَجَّةً”.[9]

وهكذا نكون قد عرفنا متى فرض شهر صيام رمضان المبارك على المسلمين، وعرفنا كم مره صام اشرف الخلق في رمضان، وأخيرًا عرفنا الفضائل التي اختصّ الله تعالى  ورسوله الكريم شهر رمضان المبارك دونًا عن غيره من الشهور.