متى أسلم أبو هريرة

متى أسلم أبو هريرة

متى أسلم أبو هريرة، هو عنوان هذا المقال، ومن المعلوم أنَّ أبو هريرة من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومن المعلوم أيضًا أنَّه أول من أسلم من قبيلة دوس، لذلك فإنَّ من حقه على المسلمين دراسة سيرته العطرة، ومن هنا فإنَّه سيتمُّ تخصيص هذا المقال للحديث عنه، حيث سيتمُّ ذكر نسبه ووقت إسلامه وبعضًا من ملامح شخصيته، كما سيتمُّ ذكر مواقفه مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثمَّ سيتمُّ الحديث عن أثره في الناس وفي الختام سيتمُّ الإشارة إلى وفاته.

نسب أبو هريرة

هو عبد الرحمن بن صخر، وهذا أشهر ما قيل في اسمه واسم أبيه؛ حيث اختلف المؤرخون في ذلك، أمَّا سبب تلقيبه بأبي هريرة يرجع إلى هرةٍ كان يحملها ويعتني بها، واسم أمِّه ميمونة بنت صبيح، لقد نشأ أبو هريرة يتيمًا، كذلك كان مسكينًا حيث قال عن نفسه: “نشأت يتيمًا وهاجرت مسكينًا وكنت أجيرًا لبسرة بنت غزوان بطعام بطني وعقبة رجلي. فكنت أخدم إذا نزلوا، وأحدو إذا ركبوا، فزوجنيها الله، فالحمد لله الذي جعل الدين قوامًا وجعل أبا هريرة إمامًا”، ويرجع نسب أبو هريرة إلى دوس، واسمه الكامل عبد الرحمن بن صخر الدوسي الأزدي اليمامي من دوس بن عدنان بن عبد الله بن زهران.[1]

شاهد أيضًا: عندما عصت قبيلة دوس ورفضت الدخول في الإسلام فإنَّ النبي

متى أسلم أبو هريرة

أسلم أبا هريرة على يد الصحابيِّ الجليل الطفيل بن عمرو الدوسي، وكان إسلامه بين صلح الحديبة وفتح خيبر، ويُذكر أنَّها كانت في السنة السابعة للهجرة.[2]

ملامح شخصية أبو هريرة

بعد الإجابة على سؤال متى أسلم أبو هريرة، سيتمُّ الحديث عن بعض ملامح شخصيته، وفيما يأتي ذلك:[3]

  • استيعاب أبو هريرة للحديث: فقد كان -رضي الله عنه- من أكثر الصحابة حفظًا لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال عن نفسه: “ليسَ أحدٌ من أصحابِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أَكْثرَ حديثًا عن رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ منِّي، ما خَلا عبدَ اللَّهِ بنَ عمرٍو فإنَّهُ كانَ يَكْتبُ ولا أَكْتبُ”.[4]
  • عبادة أبو هريرة: كان أبو هريرة من عبّاد الصحابة حيث كان يُكثر من الصلاة والصيام والذكر وقيام الليل، وكان رضي الله عنه- يصوم الاثنين والخميس ويسبِّح اثني عشر ألف تسبيحة.
  • تواضع أبو هريرة وورعه: كان أبو هريرة -رضي الله عنه- أيضًا شديد التواضع، شديد الورع.

شاهد أيضًا: كم عدد الاحاديث التي رواها ابو هريرة 

مواقف أبو هريرة مع رسول الله

لقد كان لأبي هريرة -رضي الله عنه- مواقف عديدة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفيما يأتي بعضها:

  • رُوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّه قال: “أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَقِيَهُ في بَعْضِ طَرِيقِ المَدِينَةِ وهو جُنُبٌ، فَانْخَنَسْتُ منه، فَذَهَبَ فَاغْتَسَلَ ثُمَّ جَاءَ، فَقالَ: أيْنَ كُنْتَ يا أبَا هُرَيْرَةَ قالَ: كُنْتُ جُنُبًا، فَكَرِهْتُ أنْ أُجَالِسَكَ وأَنَا علَى غيرِ طَهَارَةٍ، فَقالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، إنَّ المُسْلِمَ لا يَنْجُسُ”.[5]
  • رُوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّه قال: “قِيلَ يا رَسولَ اللَّهِ مَن أسْعَدُ النَّاسِ بشَفَاعَتِكَ يَومَ القِيَامَةِ؟ قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لقَدْ ظَنَنْتُ يا أبَا هُرَيْرَةَ أنْ لا يَسْأَلُنِي عن هذا الحَديثِ أحَدٌ أوَّلُ مِنْكَ لِما رَأَيْتُ مِن حِرْصِكَ علَى الحَديثِ أسْعَدُ النَّاسِ بشَفَاعَتي يَومَ القِيَامَةِ، مَن قالَ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، خَالِصًا مِن قَلْبِهِ، أوْ نَفْسِهِ”.[6]

شاهد أيضًا: من فضل الصحابة عن بقية الناس

أثر أبو هريرة في دعوة الناس إلى العبادة

كان أبو هريرة صاحب أثرٍ كبيرٍ في كلِّ مَن حوله بما يحمله من كنوزٍ عظيمة، وهي أحاديثُ النبي، وقد أسدى للأمَّة خيرًا عظيمًا بنقله هذا الكمِّ الضخم والكبير من أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد رُوي عن عبدالله الرومي أنَّه قال: “عن أبي هريرةَ أنَّه مرَّ بسوقِ المدينةِ فوقَف عليها فقال : يا أهلَ السُّوقِ ما أعجَزَكم قالوا : وما ذاك يا أبا هريرةَ قال : ذاك ميراثُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُقسَمُ وأنتم ههُنا ألا تذهَبونَ فتأخُذونَ نصيبَكم منه قالوا وأينَ هو قال : في المسجدِ فخرَجوا سِراعًا ووقَف أبو هريرةَ لهم حتَّى رجَعوا فقال لهم : ما لكم ؟ قالوا : يا أبا هريرةَ فقد أتَيْنا المسجدَ فدخَلْنا فلم نرَ فيه شيئًا يُقسَمُ فقال لهم أبو هريرةَ : وما رأَيْتُم في المسجدِ أحدًا قالوا : بلى رأَيْنا قومًا يُصلُّونَ وقومًا يقرَؤونَ القرآنَ وقومًا يتذاكَرونَ الحلالَ والحرامَ فقال لهم أبو هريرةَ : وَيْحَكم فذاك ميراثُ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم”.[7][8]

وفاة أبو هريرة

توفي أبو هريرة -رضي الله عنه- في  السنة السابعة والخمسين للهجرة وكان عمره آنذاك ثمان وسبعين سنة، وقد صحب رسول -صلى الله عليه وسلم- أربعة أعوام، وعاش بعد موت النبي -صلى الله عليه وسلم- سبعة وأربعون عامًا داعيًا إلى الله -عزَّ وجلَّ- معلمًا للقرآن الكريم  والسنة النبوية المطهرة، عاملًا بعلمه، مجتهدًا في عبادة الله -عزَّ وجلَّ- ذكرًا وصلاةً وصيامًا وقراءةً للقرآن الكريم وتعليمًا له، فرحمه الله ورضي عنه، وجزاه عن المسلمين خيرًا بما حفظ من سنة نبيهم -صلى الله عليه وسلم-.[9]

وبذلك نكون قد وصلنا إلى ختام مقال متى أسلم أبو هريرة، والذي تحدثنا فيه عن سيرته -رضي الله عنه- فذُكر نسبه ووقت إسلامه، وبعضًا من ملامح شخصيته، وكذلك تمَّ ذكر بعض مواقفه مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتمَّ التعريج أيضًا على ذكر أثره في دعوة الناس إلى عبادة الله -عزَّ وجلَّ- وفي الختام تمَّ الحديث عن وفاته.

المراجع

  1. ^ islamstory.com , أبو هريرة , 7-3-2021
  2. ^ alukah.net , تاريخ إسلام أبي هريرة رضي الله عنه , 7-3-2021
  3. ^ islamstory.com , أبو هريرة , 7-3-2021
  4. ^ نخب الأفكار، العيني، أبو هريرة، 146/14، حديث طريقه صحيح
  5. ^ صحيح البخاري، البخاري، أبو هريرة، 283، حديث صحيح
  6. ^ صحيح البخاري، البخاري، أبو هريرة، 99، حديث صحيح
  7. ^ مجمع الزوائد، الهيثمي، عبدالله الرومي، 128/1، حديث إسناده حسن
  8. ^ islamstory.com , أبو هريرة , 7-3-2021
  9. ^ alukah.net , سيرة أبي هريرة رضي الله عنه , 7-3-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *