متى يكون للرجل عدة

متى يكون للرجل عدة ، هو عنوان هذا المقال، ومعلومٌ أنَّ الشرعَ الحنيفَ أوجبَ العدةَ على المرأةِ، لكن هل الرجلُ يعتدّْ؟ وما هي الحالات التي يعتدُّ بها؟وما هي الحكمةُ من عدةِ الرجلِ في بعض الحالاتِ؟ وما هي العدةُ؟ وما أنواعها ومقدارها؟ كلُّ هذه الأسئلة سيجد القارئ الإجابة عليها في هذا المقال.

متى يكون للرجل عدة

إنَّ الرجلَ في الشرعِ الحنيفِ ليس عليهِ عدةٌ، لكن هناكَ بعضًا من الحالاتِ التي يجبُ عليهِ أن يتظرَ مدةً من الزمنِ ليُمكنه الزواجَ من امرأةٍ أخرى، وفيما يأتي بيانِ هذه الحالاتِ بشيءٍ من التفصيل:[1]

• إذا طلَّق الرجلُ زوجته طلاقًا رجعيًا وأراد الزواجَ ممن يحرم عليه الجمع بينها وبين زوجته، فعليه في هذه الحالة أن ينتظرَ انتهاءِ عدةِ زوجته ليتمكنَ من الزواجِ من الثانية.
• إذا طلَّق الرجلُ زوجته طلاقًا رجعيًا، وكان متزوجًا من أربعِ نسوةٍ، فلا بدَّ له من الانتظارِ حتى يتمكنَ من الزواجِ ثانيةً؛ وذلك لعدمِ جوازِ الجمعِ بينَ أكثر من أربع نسوة.

شاهد أيضًا: كم عدة المتوفي زوجها

الحكمة من انتظار الزوج مدة في بعض الحالات

إنَّ الحياةَ الزوجية لا تنقطعُ بين الزوجينِ في الطلقةِ الرجعيةِ إلَّا بعدَ انتهاءِ الزوجةِ من عدتها، وتحوُّل الطلقةَ من طلاقةً رجعيةً إلى طلقةٍ بائنةٍ بينونةٍ صغرى؛ وبناءً على ذلك فإنَّ الزوجةَ تبقى على ذمةِ زوجها خلال العدةِ، وتبقى الزوجية قائمةٌ بينهما؛ لذلك لا بَّ للرجلِ في هاتينِ الحالتينِ اللتينِ تمَّ ذكرهما سابقًا من انتظارِ العدةِ حتى تنتهي.

شاهد أيضًا: صحة حديث أيما امرأة طلبت الطلاق من غير بأس

ما هي العدة

تعرَّف العدة على أنَّها مدةً تتربصها المرأةُ بعد فراقِ زوجها لها، سواء كانَ هذا الفراق بسبب الطلاقِ أو الوفاةِ، وتكونُ العدةُ إمَّا بوضع الحملِ أو بالأقراءِ أو الأشهر،[2] وفي هذه الفقرة سيتم بيان هذه الأنواع بشيء من التفصيل:

شاهد أيضًا: فضل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

العدة بوضع الحمل

لقد بيَّن الله -عزَّ وجلَّ- أنَّ الحاملَ تعتدُّ بوضعِ الحملِ، ودليل ذلك قول الله تعالى: {وَٱلَّٰٓـِٔى يَئِسْنَ مِنَ ٱلْمَحِيضِ مِن نِّسَآئِكُمْ إِنِ ٱرْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَٰثَةُ أَشْهُرٍۢ وَٱلَّٰٓـِٔى لَمْ يَحِضْنَ ۚ وَأُوْلَٰتُ ٱلْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُۥ مِنْ أَمْرِهِۦ يُسْرًا}،[3] هذا بالنسبةِ للمطلقةِ، أمَّا المتوفى عنها زوجها فقيل أنَّها تعتدُّ بوضعِ الحملِ، وقيل أنَّها تعتدُّ بأبعدِ الأجلين.

العدة بالأقراء

أمَّا ذواتُ الحيضِ فعدتهنُّ ثلاثةُ قروء، حيث قال الله تعالى: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ}،[4] وقد تباينت آراءُ أهلِ العلمِ في معنى القرء، فذهب بعضهم إلى أنَّ القروءَ هنا هي الأطهار، وذهب آخرونَ إلى أنَّ القروءَ بمعنى الحيضاتِ، فتكونُ عدةُ النساءِ اللواتي يحضنَ ثلاثُ حيضاتٍ.

العدة بالأشهر

أمَّا النساء اللواتي لا يحضنَ بسبب وصولهنَّ لسنِّ اليأسِ أو بسبب صغرهنَّ، فإنَّه عدتهنَّن ثلاثةُ أشهرٍ، ودليل ذلك قول الله تعالى: {وَٱلَّٰٓـِٔى يَئِسْنَ مِنَ ٱلْمَحِيضِ مِن نِّسَآئِكُمْ إِنِ ٱرْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَٰثَةُ أَشْهُرٍۢ وَٱلَّٰٓـِٔى لَمْ يَحِضْنَ}،[5] أمَّا المتوفى عنه زوجها غير الحامل فعدتها أربعة أشهرٍ وعشرًا، ودليل ذلك قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا}.[6]

شاهد أيضًا: تفسير الأرواح جنود مجندة ما تشابه منها ائتلف وما تناكر منها اختلف

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان متى يكون للرجل عدة ، وفيهِ تمَّ بيان أنَّ العدةَ لا تكونُ للرجلِ على الإطلاقِ، إنَّما في بعض الحالاتِ يجب عليه أن ينتظرَ انتهاء عدةِ زوجته ليتمكن من الزواجِ بأخرى، كما تمَّ بيان الحكمةِ من ذلك، ثمَّ تمَّ بيانُ تعريفِ العدةِ وأنواعها، مع ذكر الدليل من القرآن الكريم.