كم عدة المتوفي زوجها وماهي أنواع العدة

كم عدة المتوفي زوجها

كم عدة المتوفي زوجها، سُؤالٌ يُطرح في الأسئلة الفقهيّة، لمن كانت مُتزوجة وتوفّي عنها زوجها وانقضى أجله، عندها لا تملك المرأة المتوفّي عنها زوجها إلّا أن تتفقّه في الأحكام الشّرعيّة؛ حتى تُدرك ما عليها من أحكامٍ خاصّةٍ بها، وقد وضّح الشّرع في بابٍ مُفصلٍ عن العدّة من حيث مفهومها، وأحكامها المتعدّدة بتنوّع حالتها.

العدّة

العِدّة هي كلمةٌ جمعها عِدَد، وهي مقدار ما يّعدُّ ومبلغه، وأمّا اصطلاحًا فهي مُدَّة  زمنيّة مُحددةٌ شرعًا ومُقدّرة، لمن انفصلت عن زوجها بطلاقٍ أو مات عنها، وهي تختلف باختلاف حالاتها،[1] وقد ثبتت مشروعيتها في الكتاب والسّنة النّبوية، حيث قال الله -تعالى-في كتابه: “وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ”[2]، وقال تعالى: “وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ “[3]، فقد وضّحت الأيات مفهوم العدّة وفسّرت حالاتها، وأمّا من السّنة النّبوية فقد روت فاطمةَ بنتِ قَيسٍ: (أنَّ أبا عَمرِو بنَ حَفصٍ طَلَّقها البتَّةَ، وهو غائِبٌ، فأرسَلَ إليها وَكيلَه بشَعيرٍ فتَسخَّطَتْه، فقال: واللهِ ما لكِ علينا مِن شَيءٍ، فجاءت رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فذكَرَت ذلك له، فقال لها: ليس لكِ عليه نَفَقةٌ، وأمَرَها أن تعتَدَّ في بَيتِ أمِّ شَريكٍ)[4]، وسيتكلّم المقال عن إجابة تفصيليّة عن سؤالٍ يُطرح دائمًا وهو كم عدة المتوفى زوجها.

كم عدة المتوفي زوجها

أجابت كتب الفقه الشّرعي عن سؤال كم عدة المتوفي زوجها، من خلال تفسير قوله تعالى: وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا ۖ فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ”[5] فإذا تُوُفِّي الزَّوج فقد أوجب الله -تعالى- على زوجتِه العِدّة، ويكون ذلك بامتناعها عن الزواج، واستخدام  الطِّيب والتّزين، والخروج من البيت إلّا للضّرورة، لمدَّة أربعةِ أشهرٍ وعشرة أيام، فإذا كانت المرأة حاملًا فإن عدَّتها تنتهي بوضعها للحمل، فإذا انتهت هذه المدَّة فيجوز لها كلّ ما حرِّم عليها من زينةٍ وطيبٍ، ونكاحٍ حلالٍ،[6] وقد رَوت زَينب بنت أبي سَلَمةَ أخبرَتْه، قالت: (دخَلْتُ على أمِّ حَبيبةَ زَوجِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقالت: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: لا يَحِلُّ لامرأةٍ تُؤمِنُ باللهِ واليَومِ الآخِرِ تُحِدُّ على مَيِّتٍ فَوقَ ثلاثٍ إلَّا على زَوجٍ أربَعةَ أشهُرٍ وعَشرًا).[7]

أنواع العدّة

جاء الكلام سابقًا في الإجابة عن سؤالٍ كم عدة المتوفى زوجها، فكانت الإجابة مفصلّة بحسب وضع المرأة إذا كانت غير حامل فعدّتها أربعة أشهرٍ وعشرًا، وأمّا إذا كانت من ذوات الحمل، فعدتها حتى تضع حملها، وقد تنوّعت العدّات بحسب حالة المرأة، وفيما يأتي تفصيل مُبسط:[8]

  • العدّة بالإقراء: فإذا كانت الزوجة من ذوات الحيض، فعدّتها ثلاث قروء، أي ثلاث حيضات، ودليل ذلك، قوله تعالى: “وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ”
  • العدّة بالأشهر: وهي الزوجة التي انقطع حيضها لكِبَر سنها، فعدّتها ثلاثة أشهر، وكذلك الصّغيرة التي لا تحيض، فعدّتها كذلك ثلاثة أشهر، حيث قال سبحانه: ” وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ “، وأمّا كم عدة المتوفي زوجها فهي تُحسب بالأشهر كما تحدّث المقال سابقًا
  • العدّة بوضع الحمل: وأمّا المرأة الحامل، فإذا توفّي عنها زوجها أو طلّقت فعدّتها بوضع حملها، حيث قال سبحانه: “وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا”

الحكمة من العدّة

لقد جاء القرآن الكريم يُجيب عن كل الأسئلة التي تأتي على بال كل بشر، فلم تترك الإنسان تائهًا لوحده، إنّما جاء يُطمئن القلوب الحائرة، بإجاباتٍ تزيد العقول قناعةً بالإيمان، فكانت الإجابة على سؤالٍ كم عدة المتوفي زوجها ظاهرة من خلال الأدلة الشّرعية، وأمّا الحكمة من وجوب العدّة، فسيأتي في تفيصلها فيما يأتي:[9]

  • أولًأ:  الحكم ببراءة الرّحم من الحمل حفظًا للأنساب من الاختلاط والشّك، فعن طريق العدّة لمدة ثلاثة قروء أو ثلاثة أشهر يتبيّن الحمل، ومن خلالها يحصل التّثبت، هل المرأة حامل أم غير حامل؟
  • ثانيًا: إعطاء الأسرة فرصة لقيامها مرة أُخرى، ورجوع كلا الزّوجين لفتح بابٍ آخر للتّصالح، وتأسيس أسرة من جديد، فالإسلام أمر بالإهتمام  بالحياة الزّوجية؛ لأنّها أساسٌ لتماسك الأسرة، وأمر الرّجل بالمحافظة على بناءها وعدم التّسرع إلى إنهاءها في لحظة غضبٍ عارمة بالطّلاق الذي جعله الله-تعالى- من أبغض الحلال، فبالعدّة يخلو كلا الزّوجين بنفسيهما، فتكون فرصة لهما للإصلاح والمحافظة على قيام الأسرة، بل إنّ الإسلام حرّم خطبة الزوجة في فترة العدّة؛ حتى يتمكن الزوجين من التّفكير الجيد لرجعة بناء الأسرة، وعدم تكرار الأخطاء التي وقعت.
  • ثالثًا: فترة العدّة هي فترة مُناسبة لنسيان الحُزن الذي قد يقع بالطّلاق بعد أن كانت الحياة الزّوجيّة قائمة وتعلّق الزوجين ببعضهما البعض، أو فُقد الزّوج بوفاته، فبالعدّة  يخفّ الحزن ويُنسى.

كم عدة المتوفي زوجها، هو سؤالٌ يُطرح في كتب الفقه الإسلامي، لمعرفة المُدة التي المُناسبة للعدّة، وما يترتّب عليها من أحكام.

المراجع

  1. ^ almaany , العدة , 26-9-2020
  2. ^ سورة البقرة , آية رقم (228) , 26-9-2020
  3. ^ سورة الطلاق , آية رقم (4) , 26-9-2020
  4. ^ dorar , https://www.dorar.net/feqhia/4951/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A8%D8%AD%D8%AB-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A:-%D8%A3%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D8%A9 , 26-9-2020
  5. ^ سورة البقرة , آية رقم (234) , 26-9-2020
  6. ^ dorar , تفسير سورة البقرة , 26-9-2020
  7. ^ dorar , عدة الحائل المتوفي زوجها , 26-9-2020
  8. ^ al-eman , أنواع العدة , 26-9-2020
  9. ^ sites.google , العدة الشرعية , 26-9-2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *