جزاء من أعرض عن ذكر الله

جزاء من أعرض عن ذكر الله

جزاء من أعرض عن ذكر الله سيتمّ الحديث عنه وعن ثواب مداومة الذكر، ولكن قبل ذلك لا بدّ من مفهوم الذكر، ففي المفهوم اللغويّ هو ما يكون من حفظ الشيء الذي يجري على اللسان، أو ما يكون من صيت الخير أو صيت الشر أو الثناء وما إلى ذلك، وقيل أنّ الذكر هو كلّ ما يقوله المرء في لسانه ويذكره في قلبه، وأمّا في المفهوم الاصطلاحيّ فالذكر هو ما يكون من التخلّص من الغفلة والنسيان، والذكر يكون على وجهين: ذكر القلب وذكر اللسان.[1]

الذكر في الإسلام

قبل الخوض في الحديث حول جزاء من أعرض عن ذكر الله لا بدّ من بيان منزلة الذكر في الإسلام، حيث أنّ الذكر يعدّ من العبادات الأيسر والأسهل بين العبادات الأخرى، ولها الفضل العظيم عند الله سبحانه وتعالى، فالمرء يحرك لسانه ويخشع في قلبه ليحقق شروط الذكر، وهي من أخف حركات الجوارح، وقد جعل الله سبحانه حاجة المرء إلى الذكر من الحاجات الرئيسة التي يحتاجها القلب للمضيّ قدمًا في الحياة الدّنيا، وليضع الحجر الأساس في الحياة الآخرة، ومن وجوه منزلة الذكر في الإسلام هي أنّ الدّين الإسلاميّ جعل لكلّ العبادات حدًّا أدنى إلّا الذكر، فلم يُعرف له حدُّ معلوم، وذلك لفتح سبيلٍ للانتهال من نهر الخير الوفير الذي يرافق هذه العبادة.[2]

جزاء من أعرض عن ذكر الله

إنّ الإعراض عن ذكر الله -عزّ وجلّ- يعدّ من أخطر الأمور التي قد يفعلها المرء في دنياه، وإنّ جزاء من أعرض عن ذكر الله يتلخّص في قوله تعالى في سورة طه: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ}،[3] فالإعراض عن ذكر الله يستوجب الحياة التعيسة للعبد والمعيشة الضيّقة.

وآيات التحذير من خطر الإعراض عن ذكر الله كثيرة في القرآن الكريم، فقد قال تعالى في سورة سبأ: {فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ العَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ}،[4] وفي سورة فصّلت: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ}،[5] فالإعراض عن ذكر الله سبب لنيل العقاب الدنيوي، وسبب للعمى عن الحقّ، والسير في ركب الباطل، قال تعالى في سورة الكهف: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآَيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا}،[6] والإعراض سبب الهموم والغموم وضيق الصدر وقلّة الرزق وانعدام البركة.[7]

ثواب من داوم على ذكر الله

بعد الحديث حول جزاء من أعرض عن ذكر الله تعالى لا بدّ من بيان الفوائد الجمّة التي ينالها العبد إذا داوم على الذكر، فالذكر منحة الله -سبحانه وتعالى- لعباده المؤمنين، والمؤمن كيّسٌ فطنٌ يعرف كيف يستغلّ هذه النعمة والمنحة، ليرتقي بذاته درجاتٍ ودرجات عن المولى، ومن الفوائد الجمّة التي تعود على من داوم على ذكر الله:[8]

  • الذكر سببٌ في حسرة الشيطان وابتعاده، وسبيلٌ لنيل رضى الرحمن ورحمته.
  • الذكر سبيل السعادة والسرور، وسببٌ لتفريج الهموم وإزالة الكروب.
  • الذكر سببٌ في نور الوجه في الدنيا، وسبيلٌ للقلب القويّ المفعم بالإيمان والحيويّة.
  • الذكر يورّث المودّة وسبيلٌ لجلب الرزق لصاحبه.
  • الذكر سبيلٌ لفتح أبواب الرضا والتوفيق وبحور المعرفة، وسبب للهيبة.
  • الذكر سبيلٌ لمحو السيئات وحطّ الخطايا، وسبيلٌ لإزالة الوحشة بين العبد وربّه.
  • الذكر ومجالسه تحفّها الملائكة بأجنحتها.

جزاء من أعرض عن ذكر الله مقالٌ فيه تمّ بيان الجزاء كما جاء عن الكتاب الكريم والسنّة النبويّة الشريفة، وذلك بعد بيان مفهوم الذكر باللغة والاصطلاح، كما قد تمّ بيان منزلة الذكر العظيمة في الإسلام، وذكر بعض الفوائد في فضل المداومة على ذكر الله سبحانه وتعالى.

المراجع

  1. ^ alukah.net , مفهوم الذكر , 16/09/2020
  2. ^ al-eman.com , منزلة الذكر , 16/09/2020
  3. ^ سورة طه , الآية 124
  4. ^ سورة سبأ , الآية 16
  5. ^ سورة فصلت , الآية 13
  6. ^ سورة الكهف , الآية 57
  7. ^ islamweb.net , عقوبة الإعراض عن الله تعالى , 16/09/2020
  8. ^ kalemtayeb.com , من فوائد وفضائل الذكر , 16/09/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *