معنى الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم من الله ومن العبد

معنى الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم من الله

معنى الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم من الله الكثير منا لا يعرفها فقد ميز الله تعالى خير الخلق سيدنا محمد ﷺ بمزايا وهبات عديدة على سائر الأنبياء والمرسلين، فله ﷺ المقام المحمود يوم القيامة دون سواه، وأوتي جوامع الكلم، وغفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وأرسله سبحانه للناس كافة ثم أمر المسلمين بالصلاة عليه زيادة في التكريم والتشريف له ﷺ.

معنى الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم من الله

الصلاة على الرسول ﷺ من الله معناها الرحمة منه سبحانه على والثناء عليه ﷺ في الملأ الأعلى، فهي رحمة مقرونة بتعظيم وتشريف ورفع درجة المصلى عليه، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾، وصلاة الملائكة استغفار له ﷺ.

معنى الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم من العبد

أما عن الصلاة على النبي ﷺ منا فمعناها الدعاء له ﷺ بأن يصل الله عز وجل عليه، أي يرحمه سبحانه ويثني عليه في الملأ الأعلى عنده.

وللصلاة على النبي ﷺ صيغ متعددة أشهرها الصيغة المأمور بها كل مسلم في صلاته وهي:

” اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد”.[1]

شاهد أيضًا: متى تجب الصلاة على النبي وأفضل الصيغ لها

حكم الصلاة على النبي

اختلف الفقهاء في حكم الصلاة على النبي ﷺ على ثلاثة أقوال:

  • القول الأول: أنها واجبة، فتجب على المسلم الصلاة على النبي ﷺ كلما ذكر اسمه، وكذلك تجب في التشهد الأخير للصلاة، ودليلهم قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾، وقوله ﷺ في الحديث الشريف: “جاءني جبريل قال: شقيَ عبدٌ ذُكرتَ عنده ولم يصلِّ عليك، فقلت: آميـن” [رواه البخاري].
  • والقول الثاني: أنها مستحبة، لا يأثم تاركها، وأنها سنة بالتشهد الأخير في الصلاة، ودليلهم على ذلك أن النبي ﷺ لم يفرضها وإنما أجاب لما سئل: كيف نصلي فقال:” قولوا: (اللَّهُمَّ صَلِّ على محمَّدٍ، وعلى آل محمَّدٍ)”
  • القول الثالث: أنها الأمر على الإطلاق يقتضي وجوبها على كل في العمر مرة واحدة، وذهب إلى هذا الرأي مالك والثوري وأبو حنيفة.

فضل الصلاة على النبي

وردت أحاديث كثيرة تبين عظيم فضل الصلاة على النبي ﷺ منها:

  • قول النبي ﷺ: “مَن صلَّى عليَّ واحدةً، صلَّى الله عليه بها عشراً” [رواه مسلم].
  • وقوله ﷺ: “مَن صلَّى عليَّ حين يُصبحُ عشراً وحين يمسي عشراً أدركتْهُ شفاعتي يوم القيامة” [صحيح الجامع].
  • وكذا حديث: “مَن صلَّى عليَّ واحدةً صلَّى الله عليه عشرَ صلواتٍ، وحطَّ عنه عشرَ خطيئاتٍ، ورفع له عشرَ درجاتٍ” [صحيح الجامع].
  • وعن أُبيُّ بن كعب رضي الله عنه قال: يا رسول الله، إني أصلّي من الليل، أفأجعلُ لك ثُلثَ صلاتي؟ قال رسول الله ﷺ :”الشطر”، قال: أفأجعلُ لك شطر صلاتي؟ وقال رسول الله ﷺ: “الثلثان أكثر” قال: أفأجعلُ لك صلاتي كلَّها ؟ قال رسول الله ﷺ :” إذنْ يغفر لك ذنبُك كلُّه” [رواه الترمذي]
  •  وقال رسول الله ﷺ: “إنَّ أولى الناس بي يوم القيامةِ أكثرُهم عليَّ صلاةً “.

فمن الأحاديث السابقة يتبين لنا أن للصلاة على النبي ﷺ سببًا للكثير من الفضائل: فبها يدرك المسلم شفاعته ﷺ، ويغفر له من خطاياه، ويعلو بها درجات، وينال العبد بركة دعائه له ﷺ.

شاهد أيضًا: فضل الصلاة على النبي في قضاء الحوائج

مواطن الصلاة على النبي

يقصد بمواطن الصلاة على النبي ﷺ أي الأوقات التي شرعت فيها الصلاة عليه ﷺ سواء أكان بالوجوب أو الاستحباب، وهذه المواطن هي:

  • الصلاة: شرعت الصلاة على النبي ﷺ في التشهد الأوسط والأخير من كل صلاة، وكذلك بعد التكبيرة الثانية من صلاة الجنازة.
  • بعد ترديد الأذان: فقد قال ﷺ: “إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول، ثم صلوا عليّ، فإنه مَن صلى عليّ صلى الله عليه بها عشراً، ثم سلوا لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة” [صحيح مسلم].
  • الخطب: شرعت الصلاة على النبي ﷺ في مختلف أنواع الخطب مثل: خطبة الجمعة والعيدين وغيرهما.
  • عند دخول المسجد والخروج منه: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ: “إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي، وليقلْ: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج فليسلم على النبي، وليقلْ : اللهم أجرني من الشيطان الرجيم” [رواه ابن ماجة].
  • يوم الجمعة: يستحب الإكثار من الصلاة على النبي ﷺ يوم الجمعة، فقد قال ﷺ في الحديث الشريف: “إن من أفضلِ أيّامكم يومَ الجمعةِ، فيه خُلقَ آدمُ، وفيه قُبضَ وفيه النفخةُ وفيه الصعقةُ، فأكثروا عليَّ من الصلاةِ فيه فإنَّ صلاتكم معروضةٌ عليَّ” [صحيح الجامع]
  • عند الدعاء: فقد قال ﷺ: ” إذا دعا أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه، ثم ليصلِّ على النبي، ثم ليدعُ بعد بما شاء” [رواه الترمذي]
  • في الصباح والمساء: قال ﷺ :”مَن صلَّى عليَّ حين يصبحُ عشراً ،  وحين يُمسي عشراً أدركتْه شفاعتي يوم القيامةِ” [رواه الطبراني].
  • قبل التفرق من المجلس: فقد قال ﷺ: “ما جلس قومٌ مجلساً، ثم تفرقوا ولم يذكروا الله، ولم يصلوا على النبي إلا كان عليهم من الله ترة، إن شاء عذبهم، وإن شاء غفر لهم” [رواه الحاكم].
  • كلما ذكر ﷺ: قال رسول الله ﷺ: “البخيلُ مَنْ ذُكرتُ عنده فلمْ يصلِّ عليَّ” [رواه ابن حبان].[2]

وبعد أن عرفنا معنى الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم من الله، فقد لاحظنا أيضًا أن للصلاة على النبي ﷺ ثمرة طيبة يعود نفعها على قلبه ووجدانه بشتى المعاني، فهي وإن كانت دعاء للنبي ﷺ إلا أنها بركة على لسان المسلم، ورفعًا لدرجاته، ومغفرة لسيئاته، ونيلًا للشفاعة العظمى منه ﷺ، فكأنها صلاة له ومنه ﷺ، فاللهم صل وسلم وبارك على خير الأنام الحبيب المصطفى وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *