من هو النبي الذي القى في النار

من هو النبي الذي القى في النار

من هو النبي الذي القى في النار هو عنوان هذا المقال، فقد أرسل الله تعالى الأنبياء والرسل وجعل مهمتّهم دعوة الناس إلى توحيد الله تعالى وتعليمهم الأحكام والنصوص الإلهية، ولم تكن هذه المهمة سهلة على الأنبياء فقد واجههم أقوامهم بشتّى أنواع الصدّ والعداء والأذى، فبذلوا الكثير من الجهد والعناء لإعلاء كلمة الحق، وفي هذا المقال سنبيّن أحد قصص الأنبياء والمواجهة التي لقيها من الكافرين.

من هو النبي الذي القى في النار

إنّ النبي الذي اُلقي في النار هو خليل الله ابراهيم عليه السلام، فقد كان نبي الله ابراهيم -عليه السلام- قد دعا قومه إلى ترك عبادة الأصنام وتوحيد الله تعالى بشتّى الوسائل والطرق وسعى إلى ابعادهم عن الضلالة في كثير من الوسائل إلّا أنّهم رفضوا التسليم إلى دعوته -عليه السلام- واستكبروا، فلجأ النبي ابراهيم -عليه السلام- في النهاية إلى تكسير الأصنام التي كان يعبدها قومه لكي يُظهر لهم أنّ هذه الحجارة ليست بآلهة وأنَّ لا قدرة لها على حماية نفسها أو حمايتهم، فكان ردّ قومه أن جمعوا حطبًا كثيرًا وأوقدوا نار يُقال أنّه لم يوقد مثلها وعزموا على إلقاء النبي ابراهيم -عليه السلام- فيها عبر منجنيق، فلما ألقوه قال حسبي الله ونعم الوكيل، فأمر الله تعالى النار أن تكون بردًا وسلامًا على ابراهيم عليه السلام، وقد ورد ذلك في قوله تعالى: “قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ * قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ * وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ”[1]، وقد أمر الله تعالى النار أن تكون بردًا على النبي وسلامًا أيضًا لكي لا يؤذيه بردها، فلم تبقى نار على وجه الأرض في حينها إلّا وأُطفأت، والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي ظهرت عند قدميه مياه زمزم

ابراهيم عليه السلام

هو أحد الأنبياء الذين أرسلهم الله تعالى لهداية الناس في زمن انتشرت فيه عبادة الأصنام والكواكب والنجوم، وابتعد الناس فيه عن التوحدي ويُقال أنّه حين أرسل ابراهيم عليه السلام بالوحي لم يكن يُؤمن بتوحيد الله تعالى سواه هو وامرأته وابن أخيه لوط، وقد جعله الله تعالى خليلًا له وهي أعلى مراتب العلاقة بين العبد وربّه وهي أكثر من المحبة ولم تُمنح هذه الصفة سوى لابراهيم عليه السلام ومحمد صلّى الله عليه وسلّم، وقد ورد ذلك في قوله تعالى: “وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلًا [3]، كما إنَّ ابراهيم عليه السلام هو أبو الأنبياء فلم يُرسل نبي من بعده إلّا وكلن من نسله، كما رزقه الله باثنين من الأولاد وجعلهم من الأنبياء الصالحين هما اسماعيل عليه السلام وهو جد العرب وخرج من نسله رسول الله محمد صلّى الله عليه وسلّم، والآخر إسحاق وهو ابو النبي يعقوب والذي لُقب بإسرائيل والذي خرج من نسله قوم إسرائيل، وقد وردت أبوّة ابراهيم عليه السلام للأنبياء في قوله تعالى: “وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ*وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ*وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ”[4]، وقد كان ابراهيم عليه السلام من الأنبياء الذين نذروا حياتهم لدعوة من حولهم لتوحيد الله تعالى والخروج من المعاصي والآثام، وقد لقي الكثير من الصد من قومه وأقرب الناس له وهو أبوه فقد كان مُشركًا أيضًا ولم يستجب لعوة ابراهيم عليه السلام رغم محاولاته الكثيرة، فلما يأس من قومه وحدثت الواقعة التي حاول قومه حرقه فيها، أمره الله تعالى بالهجرة.[5]

شاهد أيضًا: كم عدد الايام التي ظل فيها نبي الله ابراهيم وسط نيران النمرود ؟

فضل النبي ابراهيم

إنّ للرسل والأنبياء جميعًا الكثير من الفضل على البشرية وذلك من خلال سعيهم لهداية الناس بأمر من الله تعالى، نشر عبادة التوحيد، من الفضائل التي خصَّ الله تعالى بها نبيّه ابراهيم عليه السلام نذكر:

  • هو أول من هاجر من مكان لآخر في سبيل الدين ونشر دعوة التوحيد.
  • هو خليل الله تعالى، ولم تُمنح هذه الصفة سوى له ولرسول الله محمد صلّى الله عليه وسلّم.
  • هو أبو الأنبياء فإنّ كل الأنبياء والرسل بُعثوا من نسله.
  • إنّ ابراهيم عليه السلام هو النبي الذي بنى الكعبة المكرّمة مع ابنه اسماعيل عليه السلام، وقد ورد ذلك في قوله تعالى: “وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ”[6].
  • أن النبي ابراهيم هو من دعا لمكة المكرمة فاستجاب له الله تعالى دُعائه وقد ورد ذلك في قوله تعالى: “وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ”[7].

شاهد أيضًا: هل جميع الانبياء دعوتهم واحده وشرائعهم مختلفه

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي بيّن من هو النبي الذي القى في النار، كما ذكر قصة إلقاء النبي ابراهيم عليه السلام في النار ونجاته منها بفضل الله تعالى، كما ذكر موجزًا عن قصة النبي ابراهيم عليه السلام وبعض الفضائل التي خصّه الله تعالى بها.

المراجع

  1. ^ سورة الأنبياء , الآيات 68، 69، 70.
  2. ^ alukah.net , قصة إلقاء إبراهيم عليه السلام في النار , 20-4-2021
  3. ^ سورة النساء , الآية 125.
  4. ^ سورة الأنعام , الآيات 84، 85، 86.
  5. ^ islamqa.info , إبراهيم عليه السلام , 20-4-2021
  6. ^ سورة البقرة , الآية 127.
  7. ^ سورة البقرة , الآية 126.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *