من هو ابو الانبياء

من هو ابو الانبياء هو الموضوع الذي سيتناوله هذا المقال فالأنبياء أرسلهم الله سبحانه وتعالى لهداية النّاس وذلك إكراماً من الله للبشر أجمعين ونعمةً من نعمه عليهم، وذلك لأنّ هداية النّاس تعني تطهير قلوبهم من الرّجس والكفر والشّرك والضّلال، وقد وعد الله سبحانه وتعالى من اتّبع الرّسل صلوات الله عليهم أجمعين  بالفوز بالثواب العظيم والأجر الكبير في الدّنيا والآخرة، أمّا  من أعرض عنهم ولم يصدق ويؤمن بما أنزلوا به فله عذابٌ أليمٌ في الدّنيا والآخرة.[1]

الأنبياء والرسل

إنّ الله سبحانه وتعالى رتّب عباده السعداء في أربعة منازل في الجنّة وبدأ بالأعلى درجةٍ منهم وهم النّبيّون صلوات الله عليهم أجمعين، حيث اصطفاهم الله سبحانه وتعالى وكانوا خير البشر لينزل عليهم الوحي ويهدي على أيديهم النّاس فيخرجونهم من الظّلمات إلى النّور ويرشدونهم إلى طريق الصّواب،   فتعريف النّبيّ لغةً هو إنسانٌ اصطفاه الله تعالى لينزل عليه الوحي بدينٍ أو شريعة فإن كُلّف بتبليغها سمّي رسولاً وإن لم يكلّ بتبليغها سمّي نبيّاً، وبذلك فكلّ رسولٍ نبيّ ولكن ليس كلّ نبيٍّ رسول،  وقد خصّ الله سبحانه وتعالى كلّ نبيّ ورسول بمعجزاتٍ لتدلّ على عظمة ولتصديق  نبوّتهم ورسالتهم، وقد أنزلت الكتب السماويّة على الرّسل ومنها الزبور والإنجيل والتّوراة والقرآن الكريم،  وإنه كما ورد عن أهل العلم أن عدد الأنبياء والرّسل غير محدد ولكن من ذكر منهم في القرآن خمسةً وعشرون نبيّاً ورسولاً،  أوّلهم أبو البشر سيّدنا آدم عليه السّلام وآخرهم سيّد الخلق النبيّ الأعظم وخاتم المرسلين محمداً صلّى الله عليه وسلّم،  وعند معرفة عدد الأنبياء المذكور في القرآن الكريم  قد يتساءل البعض من هو ابو الانبياء والرسل أجمعين.[2]

شاهد أيضاً: قامت دعوة الأنبياء على أسس منها

من هو ابو الانبياء

قد أرسل الله سبحانه وتعالى خيرة عباده بعد أن اصطفاهم وفضّلهم على العالمين بأن جعلهم أنبياءً ورسلاً يحملون رسالات الله وعقيدة توحيده سبحانه،  فمنهم من كُلّف بتبليغ الرسالة فسمي رسولاً ومنهم نزل عليه الوحي لكنّه لم يكلّف بتبليغ النّاس وقد سمي نبيّاً، وقد أطلق على كلّ نبيّ أو رسول لقباً يبيّن فضله أو يصفه بحاله، كلقب خاتم النّبيّين الذي أطلق على النّبيّ صلى الله عليه وسلّم لأنّه كان آخر رسولٍ ينزل عليه الوحي من الله سبحانه فهو خاتم الرّسل والنّبيين، وقد يتساءل البعض من هو ابو الانبياء أو الذي أطلق عليه هذا اللّقب، قد يعتقد أنّ الجواب هو آدم عليه السّلام أو نوح عليه السّلام لقدمهما لكن لم يكونا هما فمن المعروف أنّ آدم أبو البشر جميعاً وقد لقّب أيضاً نبي الله نوح بهذا اللقب أبو البشر لأنّ الأرض عمرت من ذريّته بعد الطّوفان، أما الإجابة عن التّساؤل من هو ابو الانبياء فهو نبيّ الله إبراهيم عليه الصّلاة والسّلام، والسّبب لإطلاق هذا اللقب عليه أنّه فعلياً أبٌ للأنبياء فالأنبياء من بعده كلّهم كانوا من ذريّته عليه الصّلاة والسّلام، كإسماعيل وإسحق ويعقوب ويوسف صلوات الله عليهم أجمعين وصولاً إلى محمد رسل الله صلى الله عليه وسلّم فنسبه يصل لنبيّ الله إبراهيم.[3]

نوح عليه السلام

بعد أن نزل آدم عليه السّلام إلى الأرض وانتشار ذريّته فيها وبداية حرب الشّيطان ضد البشر بإغوائهم وإضلالهم عن الحق،  انحرف النّاس عن عبادة الله سبحانه وتعالى واتّجهوا يعبدون الأوثان والأحجار وغيرها وجيلاً بعد جيل نسي النّاس عبادة الواحد القهّار وانتشر الشّرك بين النّاس،  فأرسل الله سبحانه وتعالى نبيّه نوحاً عليه السّلام لأولئك النّاس ليخرجهم من الظّلمات التي وقعوا بها ويدعوهم إلى عبداة الله وحده،  وقد كان نوح عليه السّلام رجلاً صالحاً مؤمناً على فطرته السّليمة ولم يعبد الأوثان من دون الله حاله كحال جميع الأنبياء والرّسل من قبله ومن بعده، فجاء نوحٔ إلى قومه يدعوهم إلى الله وينهاهم عن الشّرك به وينذرهم من عذابه وغضبه إن هم استمرا بشركهم ولم يتوبوا إلى الله،  واستمرّ في دعوته سنواتٍ وسنوات فلمّا يئس منهم وعلم أنّهم لن يؤمنوا به دعا ربّه بأن لا يترك أحداً من الكفّار على هذه الأرض، فاستجاب الله له وأوحى له بأن يبني سفينةً ضخمة لينقذ بها المؤمنين ولمّا انتهى من بنائها أوحى إليه الله أن يحمل عليها المؤمنين ومن كلّ شيءٍ زوجين اثنين عندما يفور التّنّور، وفار التّنور وفاضت الأرض بالماء وغرق الكفّار جميعاً وبقي المؤمنون على السفينة ونجوا أجمعين، وبذلك نجى الذين مع نبيّ الله نوح وبهذا سمي أبو البشر وقد ورد سابقاً إجابةً عن السؤال الذي قد يراود البعض من هو ابو الانبياء وهو سيّدنا إبراهيم عليه السّلام والله ورسوله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: قصة نوح عليه السلام

ابراهيم عليه السلام

ابراهيم عليه السلام هو ابراهيم بن تارخ بن ناحور بن ساروغ بن راغو ويصل نسبه إلى سام بن نوح عليه السّلام، وقد ورد عن أهل العلم أنّه ولد في بابل في العراق وقيل في دمشق  فلم يتفق العلماء حول مكان ولادته عليه السلام، بعث الله سبحانه وتعالى إبراهيم عليه السّلام إلى قومه ليخرجهم من الظّلمات إلى النّور لأنّهم كانوا يغرقون برجس الشّيطان وعبادة الأوثان، بدأ ابراهيم عليه السلام دعوته بدعوة أبيه الذي كان يعبد الأصنام ويصنعها إلى عبادة الله تعالى وتوحيده والإيمان به وترك الوثنيّة ونبذها وقد كان مشفقاً على أبيه لما هو فيه من ضلال،  لكن أباه أصرّ على ما هو فيه ورفض الاستماع لولده وما يدعو إليه من هدي وهداية، فتركه ابراهيم عليه السلام وتوجّه إلى قومه يدعوهم لعبادة الله الواحد الأحد وترك عبادة الأصنام والأوثان فرفض قومه الاستماع إليه أيضاً فحطّم أصنامهم فأرادوا أن يحرقوه،  فألقوه في نارٍ عظيمة لكنّه وبفضل الله وأمره نجا منها وكانت برداً وسلاماً عليه وكانت هذه معجزةً لنبيّ الله ابراهيم عليه السلام،  كان ابراهيم عليه السلام من أكمل النّاس توحيداً وهو من أولي العزم من الرّسل فقد كان راشداً صدّيقاً سليم القلب،  وقد منّ الله عليه بأن خلّد ذكره في العالمين فجعل الصّلوات الإبراهيميّة  وقد أثنى الله عليه في القرآن الكريم فاصطفاه وأتمّ نعمته عليه،  وقد أطلق عليه لقب خليل الله وذلك لمحبّة الله له ولمحبّة إبراهيم عليه السلام لله سبحانه وتعالى، فمن هو ابو الانبياء إذا كان ابراهيم هو خليل الله والإجابة أنّ ابراهيم أيضاً لقبه ابو الانبياء وذلك لما في ذريّته من نبوّة  كإسماعيل وإسحق ويعقوب والله ورسوله أعلم.[5]

من هو ابو الانبياء هو الموضوع الذي تناوله هذا المقال وفي قد ورد تفصيلاً عن الانبياء والرسل وما الفرق بين النّبي والرّسول،  وأجاب المقال عن سؤال من هو ابو الانبياء وقصّ قصّة نوح عليه السلام ولمحةٍ عن قصة ابراهيم عليه السلام.