هل لصقات النيكوتين تفطر

هل لصقات النيكوتين تفطر

هل لصقات النيكوتين تفطر ؟، إن التدخين من الأسباب الرئيسية التي تسبب الأمراض وأهمها سرطان اللسان والفم والمريء، وقد أمر الشرع المسلم بحفظ النفس وألا يلقيها في التهلكة ومنها التدخين، وقد بعث الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليحل للناس الطيبات، ويبعد عنهم الخبائث والمنكرات، والدخان يعد من الخبائث التي حرمها الله عز وجل، فيجب على المسلم تركها امتثالًا لأوامر الله سبحانه وتعالى، ولحرصه على صحته ونفسه التي أمر الله بحفظها، والدعاء أثناء الصلاة أن يعينه الله تعالى في كربته، ليتمكن من الاقلاع عن هذا الأمر السيء في أسرع وقت ممكن، واستخدام العلاجات الطبية والأعشاب ومنها اللصقات الطبية تسمى لصقات النيكوتين، فهل لصقات النيكوتين تفطر في شهر رمضان.[1]

النيكوتين ولصقات النيكوتين

النيكوتين هو مركب شبه قلوي سام ،يعد من أخطر المواد المضرة على صحة الانسان الموجودة في الدخان، والنيكوتين هي المادة المسببة للإدمان لدى المدخنين، لذلك حرص العلماء  على إيجاد وسائل بديلة تعين المدخن على التخلص من الإدمان الخطير على الصحة، وكان ذلك بتصنيع النيكوتين المحسن والمخفف، ليؤخذ على شكل لبان، أو أعواد كالسجائر أو على شكل أقراص، أو لصقات تحتوي على كميات متفاوتة من مادة النيكوتين، ويتدرج المدخن المدمن  في استعمال هذه البدائل لتمكنه من التوقف عن التدخين لأطول مدة زمنية ممكنة، مع تجنب التعرض للأعراض الانسحابية التي تنتج عن التوقف المفاجئ عن استهلاك النيكوتين أثناء التدخين.

غالبًا ما يضطر المدخن للعودة إلى التدخين كي يتخلص من الأعراض الانسحابية الناتجة عن التوقف عن التدخين، ولصقات النيكوتين تكون عبارة عن شريط مطاطي لاصق، تخرج منه مادة النيكوتين على هيئة جل لزج يمتصه الجلد، ثم ينتقل عبر الشعيرات الدموية أسفل الجلد وصولًا إلى الدم، فتساعد هذة اللصقات المدخن على التخفيف من أعراض الانسحاب قدر الإمكان، وتستخدم عادةً على الجزء العلوي من الذراع، وتكونن فترة بقائها على الجلد محدودة تبلغ 16 ساعة فقط فى اليوم، وقد تظهر أثناء استخدامها بعض الأعراض الجانبية المزعجة المضرة: كالغثيان، والضعف العام واضطراب ضربات القلب، وتختلف درجات لاصقة النيكوتين من حيث قوة التأثير إلى ثلاث درجات : 5، 10، 15.[2]

اقرأ أيضًا: اعراض انسحاب النيكوتين .. نصائح للتعامل مع أعراض انسحاب النيكوتين.

هل لصقات النيكوتين تفطر

إنّ لصقات النيكوتين التي تستخدم من قبل البعض للمساعدة على الإقلاع عن إدمان التدخين، وكذلك جميع اللصقات الطبية حكمها أنها لا تبطل الصيام؛ لأن المسام الجلدية ليست بمنفذ مفتوح إلى جوف الجسد، شرط ما يفسد الصيام أن يدخل إلى الجسم من منفذ مفتوح، لا يتحقق هذا الشرط في لصقات النيكوتين واللصقات الطبية،  هي تشتمل على مواد كيميائية أو علاجية تقوم بإرسال إشارات عبر مسامات الجلد، وتقوم بامتصاصها بوساطة الشعيرات الدموية الصغيرة الموجودة أسفل الجلد، لتصل إلى الدم، وتنتشر منه إلى أنحاء الجسد، وقد جاء في “مغني المحتاج” من كتب الشافعية: “لا يضر وصول الدهن إلى الجوف بتشرب المسام”.

أصدر جمع الفقه الإسلامي قرار رقم: 93 (1/10) بعد اطلاعه على الأبحاث المقدمة في موضوع في مجال التداوي والمفطرات، وبمشاركة الأطباء والفقهاء، حيث جاء في القرار: : “أن ما كل يدخل الجسم امتصاصاً من الجلد؛ كالدهونات والمراهم واللصقات العلاجية الجلدية المحملة بالمواد الدوائية أو الكيميائية لا تعتبر من المفطرات”، والله أعلم.[3]

على المسلم أن يستعين بالله لاعانته في الاقلاع عن التدخين، ولا يدع للشيطان مجال أن يهول له ويعظم له الأمر بأنه لا يستطيع، وأنه في حالة توقفه وإقلاعه يشعر بعصبية ورعشة وفوران بالجسم، فكم من الساعات يمتنع المسلم عن التدخين في نهار رمضان من الفجر وحتى المغرب وإلى ما بعد ذلك أحيانًا، فيقوي من الإرادة فالذي يستطيع الصبر هذه الساعات الطوال خلال اليوم يستطيع بمزيد من والتحدي والاحتساب والإرادة والصبر ترك هذه المحرمات، وعليه استحضار نية أن من ترك شيئاً لله وحده أبدله الله خيراً منه، وكذلك يجب عليه عدم الإكثار من من الجلوس مع الاصدقاء المدخنين، والتحدث بموضوع التدخين، فيجب  الابتعاد عنهه نهائيًا، وخاصةً في بداية الاقلاع عن التدخين، حتى يمن الله عليه بالإقلاع بشكل نهائي ولمدة طويلة من الزمن، بعدها يمكنه تقديم النصح والتوجيه، وليكون بذلك نموذجًا عمليًا لهم في تجربة الإقلاع.[1]

اقرأ أيضًا: هل الدخان يفطر الصائم وما حكم استنشاق الدخان للصائم

خطر التدخين

التدخين هو الوباء الذي يقضي على الأموال والأنفس، وأتى على كل البشر على اختلاف لغاتهم وطبقاته و ألوانهم وأجناسهم، الوباء الذي أثمر قلوبًا سقيمة، وأذهانًا كليلة، وأنفسًا مضطربة وعليلة، وحياةً قصيرة مرهقة، وأعصابًا ثائرة
مضطربة، إنه التدخين الموت المحقّق المؤلم، والقاتلُ البطيء الذي بات ظاهرة مقلقة يفتك بالمجتمع، يحرق المال والدين والصحة، استكانةً للشيطان في لحظات يغيب العقل فيها عن التفكير السوي السليم، والنظر المستقيم.

وإن التدخين يقتل بشكل سنوي على المستوى العالمي ما بين ثلاثة إلى خمسة ملايين إنسان، نسبة أمراض السرطان الناتجة عن وباء التدخين تمثل أربعين بالمائة من الإصابات بالمرض، أكثرهم بسبب التدخين القصري، وهو مجالسه المدخن ومخالطته.

فضلاً عن الأمراض الخطيرة المزمنة الأخرى، وتليف الكبد، والسعال المستمر، تصلب الشرايين، الذبحة الصدرية، والفشل الكلوي، والضعف العام في الجهاز المناعي، هل بعد كل هذا يرضى المسلم المدخن لنفسه الاستسلام لهذا الوباء المدمر، وإن التدخين أيضًا ظاهرة مزعجة تفتك بالكبار قبل الصغار، وبالرجال والنساء، ظاهرة سيئة زينَها الشيطان، مع أنَّ فاعلها يدرك ضررها ويعلم قبحها، قال الله تعالى: ( وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ ).

هل لصقات النيكوتين تفطر، تعد لصقات علاجية تستخدم للتخلص من التدخين، فلا تفسد الصيام لأنها تدخل من مسام الجلد، ولا حرج من استخدامها في نهار شهر رمضان الفضيل، فلا تأثير لها على الصيام حسب الفقهاء والعلماء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *