اسباب العنف الاسري ضد الاطفال

اسباب العنف الاسري ضد الاطفال

العنف الأسري هو أحد المشاكل التي باتت تفتك بكافة المجتمعات على اختلاف ثقافاتها، ومن مخاطر هذا النوع من أنواع العنف أنّه لا يظهر بشكل علني، ولا يمكن معاقبة المعنِّف إلّا بعد تقديم شكوى من المعنَّف، ولكنَّ الكثير من المعنَّفين لا يقدمون على تقديم الشكاوى والبلاغات، إمّا لحداثة سنّهم أو لقلّة وعيهم، وفي هذا المقال سنتحدّث عن مفهوم العنف الأسري وأسبابه، وسنخصّص أجزاءً منه للحديث عن أسباب العنف الأسري ضد الأطفال، بالإضافة إلي بيان طرق علاج العنف الأسري، وطرق الإبلاغ عنه. 

العنف الأسري

إنّ العنف الأسري هو أخطر أنواع العنف، ذات الأثر البالغ على الفرد والمجتمع، حيث إنّه يستهدف بشكل مباشر الأطفال، ومن المعروف أنّ مرحلة الطفولة هي مرحلة بناء الإنسان، والطفل الذي يتعرض للعنف بشكل مباشر، أو يشاهده في بيته وبين أفراد أسرته، يكون أكثر عرضة للمشاكل النفسية والاجتماعية، ويصبح عدوانيًا ويتجه إلى العنف كأول وسيلة في مواجهة مشاكله الحياتية.[1]

وبالنسبة لمفهوم العنف الأسري فهو يختلف تبعًا لوجهة نظر الباحث، أو الجهة التي تقوم بتوصيف العنف الأسري، وبيان أشكاله ومحدداته، فقد تمّ تعريف العنف الأسري بأنّه شكل من أشكال السلوك العدواني، الناتج عن وجود علاقة غير متساوية، وتتعلّق هذه العلاقة بتقسيم وتحديد عمل كل من الرجل والمرأة داخل الأسرة، وما يترتب على هذا من تحديد مكانة ودور كل فرد في الأسرة، ويكون هذا ناتج عن عادات المجتمع ونظامه اقتصاديًا واجتماعيًا.[1]

كما تمّ تعريفه أيضًا بأنّه: نمط من أنماط السلوك العدواني، القائم على وجود طرف قوي وطرف ضعيف داخل الأسرة، فيقوم الطرف الأقوى بانتهاك حقوق الطرف الأضعف، والتعدّي عليه بدنيًا أو لفظيًا، أمّا في المجال الطبي فقد تمّ توصيف العنف الأسري بأنّه: حالات يمكن فيها تشخيص إصابة أو أذى، أو وجود نية من قبل وليّ الأمر كالوالد أو المشرف، لإلحاق الأذى بالأطفال ومن هم تحت ولايتهم، كما تمّ تصنيف سوء التغذية المتعمّد ضمن أشكال العنف الأسري.[1]

اسباب العنف الاسري

إنّ الأسباب والدوافع الكامنة وراء العنف الأسري كثيرة جدًا، ولكنّ وجود هذه الأسباب لا يُسوّغ العنف الأسري أبدًا، فالوالد قد يتعرّض لضغوطات حادّة، ويمر بفترات عصيبة، سواءٌ على الصعيد المادي أم الاجتماعي، ولكنّ هذا لا يعطيه أي حق في تفريغ غضبه على زوجته وأبنائه، وفيما يأتي جملة من الأسباب والدوافع التي تقف غالبًا وراء العنف الأسري وتؤدي لحدوثه:[1]

  • أسباب ودوافع متعلّقة بالبيئة المحيطة، كوجود أفكار مجتمعية سائجة تظن أنّ تعنيف الرجل لزوجته وأبنائه هو من قبيل إثبات الشخصية، وإظهار الرجولة والتميّز والاستعلاء على المرأة.
  • عوامل اقتصادية، والتي يقف الفقر وضيق الحال على رأسها، فقلّة الموارد وانتشار البطالة وعدم توفّر فرص عمل؛ يؤدّي في كثير من الأحيان إلى ضغوط نفسية كبيرة، وشحن جو الأسرة بالغضب والعنف.
  • أسباب وعوامل شخصية ترجع إلى شخصية الوالدين، الذين هم الأكثر تأثيرًا في الأسرة، فوجود فارق في الوعي بين الرجل والمرأة، قد يحدو بالرجل إلى تعنيفها وإظهار سطوتها عليها، وقد يكون العنف الأسري أيضًا ناتجًا عن شخصية المرأة السلطوية، وقلّة الإدراك لديها، إلى غير ذلك من العوامل النفسية، والأسباب الشخصية.

اسباب العنف الاسري عن الاطفال

العنف الأسري ضد الأطفال مشكلة خطيرة جدًا، لا بدَّ من محاربتها بشتّى الوسائل والأساليب، نظرًا لنتائجها الكارثية، واستهدافها للإنسان في مراحله المبكّرة، حيث لا حول له ولا قوة، وعندما يكون في طور تخزين المعلومات والمواقف، كي يعيدها ويترجمها أفعالًا وتصرفات، عندما يكبر ويصبح مدركًا، وقبل الحديث عن مخاطر العنف الأسري ضد الأطفال، وحلول هذا العنف وطُرق علاجه، لا بدّ من بيان أسباب العنف الأسري ضد الأطفال.[2]

الأسباب النفسية

إنّ الماضي المليء بالعنف الأسري للأب أو الأم، أو لكليهما، قد ينتج عنه في كثير من الأحيان صورة مماثلة أو شبيهة لما تعرّضا له في صغرهما، فالإنسان المعنَّف قد يلجأ للعنف كوسيلة للتعامل، كما أنّ المشاكل النفسية، كقلة احترام الذات والاضطرابات النفسية والسلوكية بكافة أشكالها، قد تكون سببًا كامنًا ومهمًا للممارسة العنف ضد الأطفال.[2]

الأسباب الاقتصادية

إنّ الأسباب الاقتصادية ذات أثر كبير في انتشار العنف في المجتمع، فالفقر والبطالة تزيد من معدلات الجريمة في المجتمع بشكل عام، وعلى الصعيد الأسري فإنّ الأطفال سيكونون ضحية بدون ذنب، ويتعرّضون إلى أنواع شتّى من العنف الأسري والتعذيب والإذلال، بالإضافة إلى أنّ الفقر سيحرمهم من أبسط حقوقهم، كحقهم في التعليم وتوفير الغذاء والدواء.[2]

الأسباب الاجتماعية والتربوية

تقف الأسباب الاجتماعية وراء الكثير من الممارسات العنيفة، التي يمارسها الأب أو الأم على أطفالهم، حيث إنّ فكرة العقاب والإهانة تُسوّغ بكثرة في المجتمعات ذات الثقافة المتدنية، حيث يتم الترويج للضرب كوسيلة تربية ناجعة، تؤدّي إلى تهذيب الطفل، وتقويم سلوكه، دون النظر إلى مخاطر هذا الضرب وآثاره النفسية على الأطفال.[2]

الأسباب القانونية

إنّ العنف الأسري ليس وليد اللحظة، بل هو آفة اجتماعية تضرب جذورها بعمق في التاريخ الإنساني، وعند دراسة بعض القوانين والتشريعات على مرّ العصور، قد يجد الباحث أنّ بعض القوانين تُشرّع العنف الأسري وتسوغّه، بدلًا من أن تُحاسب عليه وتعاقب فاعله، إلّا أنّ القوانين في العصر الحديث باتت تُجرّم العنف الأسري، في معظم أنحاء العالم، وإن كانت بعض هذه القوانين غير رادعة وزاجرة بما فيه الكفاية.[2]

بحث عن العنف الاسري

لا يقتصر العنف الأسري على العنف ضد الأطفال أو الزوج، فكثير من البيوت والأسر تشهد عنفًا ضد الرجل، رب الأسرة والقائم بشؤونها، فعند فقد الاحترام بين أفراد الأسرة، قد تلجأ الزوجة إلى تعنيف زوجها، والأبناء إلى تعنيف والدهم، خصوصًا مع وجود حالات ضعف وعجز بدني عند الوالد، نتيجةً لمرض معيّن أو إصابة، أو جرّاء التقدّم في السن، كما يمكن أن يمارس الأبناء العنف فيما بينهم، فتكون لغة العنف هي اللغة الوحيدة في المنزل، وصوت القوة هو الصوت السائد.

وقد تمّ التعرّف على أهم أسباب العنف الأسري بشكل عام، وأسباب العنف الأسري ضد الأطفال بشكل خاص، ولا بدّ من الإشارة إلى دور الوعي في الحد من ممارسة العنف بكافة أشكاله، فمن الواجب على كل من الرجل والمرأة، إحسان اختيار شريك حياتهما، والعمل على إيجاد صيغة للحوار، وحل النزاعات والخلافات، مبنية على التفاهم والاحترام المتبادل، وبعيدة عن العنف والصراخ.

حلول العنف الاسري

العنف الأسري هو مشكلة عالمية، تؤثر بشكل رئيس على الأسرة، التي هي نواة المجتمعات والدول، ولمواجهة هذه المشكلة والحد من تفاقمها، لا بدّ من تضافر الجهود على كافة الأصعدة، فعلى الصعيد الدولي يجب إقرار القوانين الرادعة والأنظمة الزاجرة لكل من يقوم بممارسة العنف على غيره من أفراد عائلته، وعلى الصعيد المجتمعي فيجب العمل على نشر الوعي بين الأفراد، وتفعيل دور المؤسسات التربوية كالمدارس والجامعات، والجهات الدينية كالمساجد والإكثار من الحديث عن مخاطر العنف.[3]

بالإضافة إلى ضرورة تسهيل عملية الإبلاغ عن وجود عنف أسري، وتوفير الحماية للمعنَّف على اختلاف سنّه وجنسه، كما يجب على الوالدين الإدراك أنّ ممارستهما للعنف على أطفالهما، سينتج أفرادًا عنيفين ذوي ضرر وخطر على أنفسهم ومجتمعاتهم، وأنّ تعنيفهم لأبنائهم في الصغر قد يؤدّي إلى العقوق في الكبر، وهذه ليست دعوى للعقوق أو تبرير له، وإنما دعوى للصحوة قبل فوات الأوان.[3]

طرق الابلاغ عن العنف الاسري

إنّ طرق الإبلاغ عن العنف الأسري تتحدَّد وفقًا لكل حالة، وكل مجتمع وكل دولة، فمن المهم قبل الإقدام على عملية التبليغ معرفة القانون الموجود في الدولة أو البلاد، المسنون للتعامل مع هذه الحالات، فالكثير من الدول باتت تخصّص أرقامًا محدّدة للتبليغ عن العنف الأسري، وهناك الكثير من الهيئات التي تعالج هذه القضايا وتلجأ للإصلاح ومعاقبة الجاني، عند وجود جناية وأذى كبير.[3]

وختامًا فلا بدّ لكل إنسان أن يعلم حقوقه وواجباته، وأن يمرّن نفسه على الدفاع عن حقّه، وإخبار أي شخص أو جهة يجد عنده الأمان كالأقارب والمربيّن، حال وقوع أي ضغط أو أذى عليه، سواء في البيت أو المدرسة أو الحي، وبهذا نكون قد بيّنا ما هو مفهوم العنف الأسري، وتحدّثنا عن أسبابه، وفصلّنا القول في أسباب العنف الأسري ضد الأطفال، وأوضحنا حلول العنف الأسري وطرق الإبلاغ عنه.

المراجع

  1. ^ wikiwand.com , عنف أسري , 18-10-2020
  2. ^ sites.google.com , اسباب العنف ضد الاطفال , 18-10-2020
  3. ^ wikiwand.com , معالجة العنف الأسري , 18-10-2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *