افقه النساء واكثر الصحابيات رواية للحديث

افقه النساء واكثر الصحابيات رواية للحديث ، هو عنوان هذا المقال، ومعلومٌ أنَّ الإسلام لم يقمع المرأةَ، بل رفع من شأنها وأعلاه، وسمحَ لها بالتعليم والتعلُّم ورواية الحديثِ وغيرها من الأعمال الأخرى، حتَّى أنَّ هناكَ صحابيةً جليلةً كانت من أفقهِ نساءِ عصرها حتَّ أنَّها فاقت الرجالِ في فقههَا، فمن هذهِ الصحابيةَ؟ هذا ما سيجد القارئ الإجابة عليه في هذا المقال.

افقه النساء واكثر الصحابيات رواية للحديث

تعدُّ أمُّ المؤمنين السيدة عائشة بنت أبي بكر -رضي الله عنها- من أفقهِ النِّساءِ وأكثرِ الصحابياتِ روايةً لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم، وقد مدح بعض أهل العلم علمها، وفيما يأتي ذكر بعضها:[1]

• قال الزهري: لو جُمع علم عائشة إلى علم جميع أزواجه، وعلمِ جميع النساء، لكان علمُ عائشة أفضل.
• قال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة أفقه الناس، وأعلم الناس، وأحسنَ الناس رأيًا في العامة.
• قال الذهبي: أفقه نساء الأمة على الإطلاق.
• قال موسى بن طلحة: ما رأيت أحدًا أفصحَ مِن عائشة.
• قال أبو سلمة بن عبد الرحمن: ما رأيت أحدًا أعلمَ بسُنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أفقه في رأي إنِ احتِيجَ إلى رأيه ولا أعلم بآية فيما نزلَت، ولا فريضة – مِن عائشة.

شاهد أيضًا: أول من آمن بالرسول من زوجاته

نبذة عن السيدة عائشة

هي عائشة بنت أبي بكر الصديق، زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأشهر نسائه، كنيت بأمِّ عبدالله، ولقبت بالصديقةِ، وأمها أم رومان بنت عامر بن عويمر الكنانية، وُلدت السيدة عائشة -رضي الله عنها- في عصر الإسلامِ، وبالتحديدِ في سنةِ تسع قبل الهجرةِ، وعلى ذلك فهي لم تدرك عصر الجاهلية،[2] وقد رُوي عنها أنَّها قالت: “لَمْ أعقِلْ أبوَيَّ قطُّ إلَّا وهما يَدينانِ الدِّينَ،[3] وفيما يأتي ذكر بعض المعلوماتِ الخاصةِ بافقه النساء ووأكثر الصحابيات رواية للحديث:

شاهد أيضًا: من هي الصحابية التي قتلت سبعة من الروم

زواج السيدة عائشة من رسول الله

خطب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- السيدة عائشة -رضي الله عنها- وهي في السابعةِ من عمرها، وكان ذلك قبل الهجرةِ النبوية، وبعد هجرته إلى المدينةِ المنورةِ، لحقت السيدة عائشة به، وتزوجها النبيُّ في المدينةِ وكان عمرها آنذاك تسعُ سنواتٍ، ولحداثةِ سنِّها بقيت تلعب في الألعاب لفترةٍ من الزمن،[4] وقد رُوي عنها أنَّها قالت: “كُنْتُ ألْعَبُ بالبَنَاتِ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكانَ لي صَوَاحِبُ يَلْعَبْنَ مَعِي، فَكانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا دَخَلَ يَتَقَمَّعْنَ منه، فيُسَرِّبُهُنَّ إلَيَّ فَيَلْعَبْنَ مَعِي”،[5] وربما كان زواج عائشة من النبي هو السبب الأول الذي جعل منها افقه النساء وأكثر الصحابيات رواية للحديث.

شاهد أيضًا: كم كان عمر الرسول عندما تزوج عائشة

ملامح من شخصية السيدة عائشة

بالإضافة إلى أنَّ السيدة عائشة كان افقه النساء وأكثر الصحابيات رواية للحديث، فقد عُرف عنها أيضًا السخاء الشديد والكرم والزهدِ، كما أنَّها حصلت على مكانةٍ عاليةٍ في الإسلام، وقد قال فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ: إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ بنْتُ عِمْرَانَ، وإنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ علَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ علَى سَائِرِ الطَّعَامِ”.[6]

شاهد أيضًا: معلومات عن عائشة رضي الله عنها

وفاة السيدة عائشة

تُوفيت السيدة عائشة في السنة الثامنة والخمسون بعد الهجرة، وبالتحديد ليلة الثلاثاء لسبعٍ وعشرون ليلةً خلت من شهر رمضان الفضيل، ودُفنت في البقيعِ بعد الوتر؛ حيث أنَّها كانت قد أوصت بأن تُدفن ليلًا، وصلَّى عليها الصحابيِّ الجليل أبو هريرة -رضي الله عنها- ونزل في قبرها خمسةٌ من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهم: عبد الله وعروة ابنا الزبير، والقاسم بن محمد، وعبد الله بن محمد بن أبي بكر، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهم جميعًا وأرضاهم.[7]

شاهد أيضًا: من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم تلقب بأم المساكين

كم عدد الأحاديث التي روتها السيدة عائشة

ذُكر أنَّ السيدة عائشة -رضي الله عنها- كانت أكثر الصحابيات رواية للحديث، فقد روت على رسول الله ألفين ومئتين وعشرة حديثًا نبويًا، وقد اتفق الإمامان البخاري ومسلم على مئة وأربعة وسبعين حديثًا، وانفرد البخاري بأربعة وخمسين، وانفرد مسلم بتسعة وستين، وهذا ما ذكره الحافظ الذهب في كتابه المسمِّى بالسير.[8]

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي تمَّ فيه بيان أنَّ السيدة عائشة -رضي الله عنها- كانت افقه النساء واكثر الصحابيات رواية للحديث ، وقد تمَّ في الفقرةِ الثانية من هذا المقال ذكر نبذةس مختصرةٍ عن السيدة عائشة، حيث تمَّ ذكر نسبها ومولدها وزواجها من النبيِّ وبعضًا من صفاتها الخُلقية، وفي ختام هذا المقال تمَّ بيان عدد الأحاديثِ النبويةِ التي رَوتها عن رسول الله.