من هي الصحابية التي قتلت سبعة من الروم

من هي الصحابية التي قتلت سبعة من الروم

من هي الصحابية التي قتلت سبعة من الروم هو عنوان هذا المقال، فقد أظهرت صحابيات رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عبر مراحل الدعوة الإسلامية أسمى مظاهر البطولة وأبرز صور الشجاعة، وقد كان لهنَّ دور عظيم في مساندة ودعم رسالة الإسلام في شتّى المجالات سواء أكان ذلك في تعلّم وتعليم الأحكام الشرعية أو الجهاد في سبيل الله أو رواية الأحاديث النبوية، وفي هذا المقال سنسلط الضوء على واحدة من صور الشجاعة والفداء لأحد الصحابيات الجليلات في الإسلام، كما سنتحدث عن دور المرأة في الجهاد ونشر الدعوة.

الصحابيات المجاهدات

لم يُنقص الإسلام يومًا من مكانة المرأة وقدراتها، ولم يُقلل من شأن انجازاتها وأعمالها، بل جاء ليُنصفها ويضمن لها حقوقها ويحميها من الظلم، فلم يُمانع الإسلام يومًا من عمل المرأة طالما كان يُحقق لها ما يتناسب مع وظيفتها البدنية ويضمن لها سلامة وصحّة الضوابط الشرعية، ولعلَّ أكبر دليل على ما سبق من الحديث هو ما وردنا عن صحابيات رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وسيرهم ودورهم في نشر الدعوة الإسلامية والجهاد، فقد كنَّ يخرجن للجهاد في الغزوات الإسلامية، ويدافعن عن دين الإسلام بأنفسهم وأولادهم، كما كنَّ يخرجن لطلب العلم ويجتمعن على ذلك، وقد خصص الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- يومًا للنساء ليجتمع بهنَّ ويسألهنَّ عن أمور دينهم ودنياهم ويعظهم ويعلّمهم تعاليم الدين، كما كانت النساء في عهد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يخرجنّ للعمل في أعمال دنيوية مثل جدّ النخل وغير ذلك، وقد ولّى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- امرأة تسمّى الشفاء بنت عبد الله حسبة السوق، وكان يأخذ رأيها ويقدّمه.[1]

من هي الصحابية التي قتلت سبعة من الروم

الصحابية التي قتلت سبعة من الروم هي أم حكيم بنت الحارث، وقد كان ذلك في مرج الصفر، فبعد ان توفي عنها زوجها عكرمة بن أبي جهل تقدّم لها خالد بن سعيد بعد أن كان قد شهد أَجنادين وفِحل ومَرْج الصفر، في وقت كان فيه الروم قد حشدوا للمسلمين، فسألته أن يؤجل زواجهم إلى أن تفضَّ الجموع وقالت له: “ لو أَخَّرْت الدّخول حتى يفضَّ الله هذه الجموع“، إلّا أنّه لم يوافق وأجابها: “إِن نفسي تحدّثني أني أُصاب في جموعهم”، فتزوجته حينها عند قنطرة سُميت بعد ذلك باسمها، فما أصبح صباح ذلك اليوم إلّا وكانت صفوف الروم قد اصطفت، فخرج خالد بن سعيد للقتال فقُتل، فلم تَهن أم حكيم أو تضعف بل شدّت عزيمتها وقاتلت مع صفوف المسلمين وقتلت في حينها سبعًا من الروم.[2]

شاهد أيضًا: من أشهر نساء الطائف بالقرن ١٣هـ سجلت مواقف بطولية في مقاومة الحملة العثمانية من هي؟

أم حكيم بنت الحارث

أم حكيم بنت الحارث بنت هشام المخزومية، أخت خالد بن الوليد، وزوجة عكرمة بن أبي جهل، أسلمت بعد فتح مكة وفرّ زوجها هاربًا إلى اليمن بعد الفتح فردّته بعد إذن من الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وثبّتت زواجهما بعد إسلامهما، توفي عنها زوجها في واقعة أجنادين، وقضت في عدّتها أربع أشهر وعشر أيام تقدّم لها في حينها  يزيد بن أبي سفيان وخالد بن سعيد واختارت خالد بن سعيد، وتزوجت منه وتفي عنها في صباح الليلة التي تزوجها بها، فقاتلت معه في نفس الواقعة وأبرزت الكثير من الشجاعة والبسالة، وقتلت سبعُا من الروم في تلك الواقعة.

بعض المجاهدات في الإسلام

لم يقتصر دور نساء المسلمين وصحابيات رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على الجلوس في البيوت وعدم الخروج منها، بل كان لهنَّ دور كبير في مساعدة المجاهدين في غزواتهم فكنَّ يسقين الماء ويضمدنَّ الجروح ويعددن الطعام، كما عملت الكثير من نساء المسلمين على حمل السلاح ومشاركة الرجال في القتال والدفاع عن الإسلام والمسلمين، وفيما يلي سنذكر بعض الصحابيات الفاضلات -رضي الله عنّهن- اللواتي شاركن في الجهاد في سبيل الله.

نسيبة بنت كعب

شهدت نسيبة عددًا من الوقائع مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكات أحد الحاضرين في بيعة العقبة الثانية فكانت ومعها أم منيع الأنصارية أمرأتان ضمن خمس وسبعون رجلًا ممّن بايعوا النبي صلّى الله عليه وسلّم، حضرت نسيبة غزوة أحد أيضًا وعملت فيها على الدفاع عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، ولقيت ما لقته حينها من الجروح والإصابات، وكانت حصيلتها اثنى عشر جرحًا، كما كان أولادها معها في أحد يدافعون عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- ويحاولون حمايته.

أم سليم بنت ملحان

أم سليم بنت ملحان أحد الصحابيات المجاهدات، وهي أم أنس بن مالك رضي الله عنه، الذي كان مُلازمًا للرسول -صلّى الله عليه وسلّم- ويعمل خادمًا له، قاتلت في عدد من الوقائع مع النبي صلّى الله عليه وسلّم، وحين تقدّم أبو طلحة الأنصاري لخطبتها طلبت منه مهرًا لها أن يُسلم، فأسلم وتزوج بها، وكان من خيرة المسلمين بعد ذلك.

أم كلثوم بنت عقبة

هي أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط، وهي أحد شُجاعات المسلمين ومن أكثر نساء المسلمين جرأة في سبيل الله تعالى، فقد هاجرت إلى النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بعد صلح الحديبة والذي نصَّ على أن يُرجع إلى قريس كل من جاء إلى محمد مسلمًا، وعلى الرغم من كونها تحت ولاية أهلها إلّا أنّها لم تخشى في سبيل الإسلام شيئًا فهاجرت من مكة إلى المدينة  على الأقدام وحدها، فرفض النبي -صلّى الله عليه وسلّم- ردّها إلى قريش، وصنّف ما فعلته في سبيل الإسلام على أنّه جهاد في النفس.[3]

دور المرأة في نشر الدعوة الإسلامية

كان للمرأة على مرّ التاريخ الإسلامي دور في نشر الدعوة الإسلامية، وكان لنساء المسلمين أثر واضح في تاريخ الإسلام والدولة الإسلامية، ولعلَّ ما وصلنا عبر كتب التاريخ هو غيض من فيض تضحيات وبطولات نساء المؤمنين، وعلى ذلك فإنَّ من واجب المرأة المسلمة السعي الدائم إلى الدعوة إلى الإسلام والعمل على نصح وإرشاد من ضلَّ طريقه وابتعد عن طريق الإسلام، وكما أنَّ نشر الدعوة هو فرض على الرجال فهو كذلك على النساء، إلّا أنَّ طريقة الدعوة وأسلوبها ومكانها هو مختلف بين الرجال والنساء، فإنَّ على المرأة العمل على نشر الدين والدعوة في الأماكن التي لا تتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية، مثل أن تدعو بين مجموعة من النساء ومجالسهم، أو في المدارس أو المساجد.[4]

شاهد أيضًا: أول من آمن بالرسول من زوجاته

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي بيّن من هي الصحابية التي قتلت سبعة من الروم، كما عرّف بها وبمآثرها، بالإضافة لذكر بعض الصحابيات المجاهدات في الإسلام، ودور المرأة المسلمة في نشر الدعوة الإسلامية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *