اول من عرف الشعر الملحمي

اول من عرف الشعر الملحمي هو موضوع هذا المقال، وتُعرَف كلمة الملحمة في اللّغة العربيّة على أنّها المجزرة أو الحرب الشّديدة أمّا في الأدب فهي قصائد مبنيّةٌ على عدّة قصصٍ تعتمد بشكلٍ أساسيٍّ على خوارق الطّبيعة والخيال وعناصر الإدهاش ويتحدّث هذا النّوع من القصائد عن أحداثٍ ومغامراتٍ رائعةٍ لأبطالٍ من البشر الخارقين وذوي القدرات المدهشة.[1]

الشعر الملحمي في الأدب العربي

لم يلتزم الشّعراء العرب عند كتابة الشعر الملحمي بكلّ تفاصيله وشروطه وخصائصه بل تكاد تخلو أشعارهم الملحميّة من الشّروط الأساسيّة للشعر الملحمي الّتي وضعها الشّعراء الغربيّون و ينطوي النّوع الّذي يكتبه العرب من الشعر الملحمي بالملاحم ومن أشهر الملاحم للشّعراء العرب ملحمة عيد الغدير للشّاعر بولس سلامة وملحمة على بساط الرّيح للشّاعر شفيق معلوف وتقوم الملاحم عند العرب بشكلٍ أساسيٍّ على سرد أحداث رحلاتٍ خياليّةٍ بعيدةً كلّ البعد عن الأبطال الخارقين والخوارق والبطولات أو سرد سيرة أشخاصٍ أو تاريخ أمّة، أمّا في العصر الحديث فقد عمل شعراء الشّعر الحرّ أو التّفعيلة على تطوير مفهوم الشعر الملحمي ليتحوّل هذا النّوع من الشّعر لسرد أحداثٍ عامّةٍ أبطالها الشّعب وما يمرّون به وتمتزج الاحداث بتجارب الشّاعر وثقافته أو تصف علاقاته بمجتمعه كما يوجد في هذا الشّعر لمساتٌ من الأساطير فيفصح الشّاعر بهذا النّوع من الشّعر عن حقائق وأحداثٍ تصف المجتمع أو الإنسان أو الكون أو أنّها من الممكن أن تصفهم جميعهم في وقتٍ واحدٍ ولكن من  اول من عرف الشعر الملحمي ونظّمه؟[2]

اول من عرف الشعر الملحمي

إنّ اول من عرف الشعر الملحمي وكتبه ونظّم القصائد والمطوّلات عنه هم اليونانيّون فقد وضعوا لهذا الشّعر الشّروط والأساسيّات الّتي يقوم عليها هذا النّوع حيث كانوا يكتبون  قصائد متعدّدة القصص الخياليّة أبطالها بشرٌ أو آلهةٌ أو كائناتٌ أسطوريّةٌ ويصفون أحداثها ومغامراتها معتمدين على الخيال وعناصر الإدهاش وقد أثّرت القصائد الملحميّة والمطوّلات في ثقافة اليونانيّين كثيراً كما أثّرت أيضاً على مناهج تعليم الأدب والشّعر عندهم، ومن أشهر الملاحم عند اليونانيّين هما ملحمتي الإلياذة والأوديسة وكاتبهما الشّاعر اليونانيّ هومر وهاتين الملحمتين تعدّان رمزاً ومثلاً للشّجاعة والقوّة والشّرف في اعتقادهم لما فيها من أحداثٍ بطوليّةٍ وحروبٍ ملحميّة، وإنّ سؤال اول من عرف الشعر الملحمي سؤالٌ متداولٌ بكثرةٍ في مناهج التّعليم الأدبيّ لما للشعر الملحمي من أهميّةٍ في الأدب وتأثيرٍ كبيرٍ عليه.[3]

خصائص الملحمة

بعد الخوض في تعريف الملحمة وبيان اول من عرف الشعر الملحمي لا بدّ من الخوض في ذكر الخصائص التي تميز كلّ قصيدةٍ ملحميّة، فللقصائد الملحميّة أو المطوّلات خصائصٌ تعتمد عليها الملحمة بشكلٍ أساسيٍّ:[4]

• أوّلها أنّها تعتمد على النّقل الشّفهيّ أو التّقليد الشّفهيّ عن من يغنّون هذه الملاحم أو يردّدونها فتنتقل من جيلٍ إلى جيلٍ بهذه الطّريقة ويكون ذلك بكتابة ما يُسمع من المغنّي أو المنشد لتبقى الملحمة نوعاً من أنواع الأدب قائماً على مرّ العصور.
• كما أنّ من خصائص الملحمة أنّ أحداثها تتميّز بالانسيابيّة والسّلاسة فلا يستطيع القارئ التّفريق بين الأحداث الحقيقيّة والأسطوريّة لشدّة امتزاجهما.
• كما يمكن للشّاعر استخدام عناصر أسطوريّةٍ وغير حقيقيّةٍ وعليه أن يكثر من الصّور البلاغيّة والمبالغة في وصف الأحداث لأنّها ملاحمٌ تصف أحداثاً بطوليّةً ومدحها لشعبٍ أو أمّةٍ أو بطلٍ ذي قدرةٍ عظيمةٍ والقصائد الملحميّة.
• تكون بعيدةً كلّ البعد عن المشاعر والعواطف والأحاسيس ولا ترتبط القصائد الملحميّة بمنظور الشّاعر فلا يستطيع إبراز نفسه فيها.

اول من عرف الشعر الملحمي مقالٌ تحدّث عن تعريف الملحمة ومعناها وتحدّث أيضاً عن الشعر الملحمي في الأدب العربي وذكر اول من عرف الشعر الملحمي كما ورد فيه ذكر خصائص الملحمة.