اين كان يجتمع النبي باصحابه في بداية الدعوة

اين كان يجتمع النبي باصحابه في بداية الدعوة

اين كان يجتمع النبي باصحابه في بداية الدعوة ؟ هو سؤال يراود كثير من المسلمين الذين يودون معرفة بداية ظهور الإسلام وحال النبي -عليه الصلاة والسلام- والصحابة مع طلوع فجر الإسلام، والمقال التالي يقف مع الإجابة هذا سؤال والعديد من التفاصيل التي تتعلق بذلك الموضوع.

اين كان يجتمع النبي باصحابه في بداية الدعوة

لقد كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يجتمع مع الصحابة سرًّا في دار عند الصفا لرجل اسمه الأرقم بن أبي الأرقم رضي الله عنه، وكان عندها في السادسة عشرة من عمره، فكان النبي يجتمع بالصحابة الذين قد أسلموا في بداية الدعوة يعلمهم الدين الجديد ويتلو عليهم القرآن الكريم ويزكيهم ويعظهم ويستمع منهم إلى ما يلقونه من أذى من المشركين، فكان يخفّف عنهم ويمنّيهم ويعدهم بالأجر العظيم والثواب الكبير الذي قد أعدّه الله -تعالى- للصابرين.[1]

شاهد أيضًا: كم استمرت دعوة الرسول سرا ومن هم أول من دخلوا فيها.

لماذا اختار الرسول دار الأرقم بن الأرقم

إن الأسباب التي جعلت الرسول صلى الله عليه وسلم يختار دار الأرقم بن أبي الأرقم لللقاء بالمسلمين السابقين إلى الإسلام كثيرة منها أنّ الأرقم -رضي الله عنه- كان شابًّا فتيًّا صغير السن، ولن يخطر في بال المشركين البحث عن المسلمين في دار أحد الفتيان، وكان سبب اختيار النبي -عليه الصلاة والسلام- أن يتّخذ مكانًا سريًّا يلتقي فيه مع المسلمين السابقين هو ما كان من أمر سعد بن أبي وقّاص -رضي الله عنه- حين حدثت مواجهة بينه وبين مشركي مكة حين كان يصلي هو وجماعة من المسلمين السابقين، فشجّ سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- أحد المشركين وسال دمه، فما كان من النبي -عليه الصلاة والسلام- إلّا أن قرّر أن يجتمع بالمسلمين في دار أحد الصحابة.[1]

ولم كذلك من الأسباب التي جعلت الرسول عليه الصلاة والسلام يختار دار الأرقم ولا يختار بيته مثلًا هو أنّ المشركين لا شكّ سيراقبونه، فإذا اجتمع المسلمون عنده فإنّ المشركين سيعلمون من هم وما عددهم وبالتالي فسوف يضيّقون عليهم إن لم يبادروا إلى قتلهم إن كانوا من المستضعفين مثل آل ياسر رضي الله عنهم، فكان اختيار بيت بعيد عن عيون مشركي مكّة ولشخص لا يمكن الشكّ فيه فكرة حكيمة عظيمة من رسول الله صلى الله عليه وسلّم.[2]

من آخر الملتحقين بدار الأرقم من الصحابة

لقد كانت دار الأرقم هي مركز الدعوة إلى الإسلام حين كانت سرًّا، فكان يجتمع فيها الرسول -صلى الله عليه وسلّم- بالصحابة يعلّمهم دينهم، فكان منهم من أسلم قبل قرار النبي -عليه الصلاة والسلام- باتخاذ دار الأرقم مركزًا لهم مثل أبي بكر وعلي بن أبي طالب وعبد الرحمن بن عوف وأبي عبيدة وعثمان بن مظعون وغيرهم رضي الله عنهم، ومنهم من أسلم أثناء اللقاء في دار الأرقم منهم عمار بن ياسر وصهيب الرومي وغيرهم رضي الله عنهم، ولكن آخر الصحابة إسلامًا في دار الأرقم كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهذا بحسب ما يرويه أحد أحفاد الأرقم رضي الله عنه، فبإسلام عمر انتهى زمن الدعوة السريّة وصارت الدعوة جهريّة وذلك بعد أن نزل قوله تعالى: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ}،[3] فهنا خرج النبي -عليه الصلاة والسلام- وجهروا بذكر الله سبحانه.[4]

شاهد أيضًا: من اول من اسلم من الرجال والنساء والصبيان.

مصير دار الأرقم

عندما حضرت الوفاة الأرقم بن أبي الأرقم -رضي الله عنه- نادى على ولده وتصدّق بها عليه، ولكنّه كتب في الوصية أنّ هذه الدار لا تُباع ولا تورث بل هي محرّمة بحرمة الحَرم المكي، وبقي أمرها على حاله حتى مجيء الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور، فلمّا رأى الدار وقعت في نفسه، فاشتراها من أحد أحفاد الأرقم مقابل مبلغ من المال بالإضافة إلى إطلاق حريته كونه كان محبوسًا بأمر أبي جعفر المنصور، وكذلك تتبّع أثر إخوته من الورثة ودفع لهم مبالغ كبيرة وأغراهم بها فباعوه، وفي خلافة المهدي جعلها للخيزران زوجته والدة هارون الرشيد، ثم صارت لابنها موسى وهكذا توارثتها الأجيال إلى أن أُزيلت في توسعة الحرم المكي وصارت في حدود المسعى.[5]

وهكذا يكون قد تم مقال اين كان يجتمع النبي باصحابه في بداية الدعوة وقد توضح فيه كل ما يخص هذه الدار وأبرز المعلومات الأخرى المتعلقة بها.