جدول المحتويات
تقع البانيا في جنوب شرق اوروبا ، ويطلق سكّانها على أنفسهم لقب “أبناء النسور”. ويعتبرون أنفسهم عموماً من نسل الإيبيريين القدماء. الذين عاشوا في وسط أوروبا وهاجروا جنوباً إلى أراضي ألبانيا في بداية العصر البرونزي، حوالي 2000 قبل الميلاد. لقد عاشوا في عزلة وغموض نسبي خلال معظم تاريخهم الصعب، ويرجع ذلك جزئياً إلى التضاريس الوعرة في أراضيهم الجبليّة، ولكن أيضاً بسبب مجموعة من العوامل التاريخيّة والثقافيّة والاجتماعيّة.
هل تقع البانيا في جنوب شرق اوروبا
تقع البانيا في جنوب شرق اوروبا، وتحديداً في الجزء الغربي من شبه جزيرة البلقان على مضيق أوترانتو، في المدخل الجنوبي للبحر الأدرياتيكي. والعاصمة هي مدينة تيرانا. يحدها الجبل الأسود من الشمال الغربي، وكوسوفو من الشمال الشرقي، ومقدونيا الشماليّة من الشرق، واليونان من الجنوب الشرقي والجنوب، والبحر الأدرياتيكي والأيوني من الغرب والجنوب الغربي. في حين تفصلها عن إيطاليا – الجار الغربي المباشر لألبانيا – مسافة 80 كيلو متر عبر البحر الأدرياتيكي. يبلغ طول ألبانيا حوالي 340 كيلو متر، وعرضها حوالي 150 كيلو متر. أمّا مساحتها فتبلغ 28.748 كيلو متر مربّع. تتكون حوالي ثلاثة أرباع أراضيها من الجبال والتلال التي يزيد ارتفاعها عن 200 متر فوق مستوى سطح البحر؛ أمّا باقي الأرضي فمنخفضة وساحلية ورسوبيّة. كما تغطي جبال الألب الألبانية الشمالية، وهي امتداد لجبال الألب الدينارية، الجزء الشمالي من البلاد. مع ارتفاعات تقترب من 2700 متر، هذا هو الجزء الأكثر وعورة في البلاد. ومع ذلك فإنّها مليئة بالغابات وقليلة السكان.
أنهار ألبانيا في جنوب شرق اوروبا
أطول نهر في ألبانيا التي تقع في جنوب شرق اوروبا هو نهر درين، حيث يبلغ طوله 280 كيلو متر، والذي ينبع من كوسوفو. وألبانيا لديها أكثر من 152 من الأنهار والجداول. أمّا الأنهار الرئيسيّة الأخرى هي سيماني وشكومبين وفجوسا، وكلها تستنزف الجزء الأوسط من السهول الغربيّة. يوجد في ألبانيا أيضاً العديد من البحيرات، أهمها بحيرة سكوتاري المعروفة باسم بحيرة شكودر في الشمال الغربي، وبحيرات أوهريد وبريسبا على طول الحدود الشرقيّة.
مناخ ألبانيا في جنوب شرق اوروبا
يتّصف مناخ ألبانيا التي تقع في جنوب شرق اوروبا بأنّه كمناخ بلدان البحر الأبيض المتوسط الأُخرى، حيث تتميّز بصيف دافئ وجاف، وشتاء معتدل ورطب. ومع ذلك، يمكن أن يحدث تغيّر مناخي محلّي من منطقةٍ إلى أُخرى. الجزء الغربي من البلاد، الذي يخضع لتأثير الهواء البحري الدافئ من البحر الأدرياتيكي والبحر الأيوني، لديه درجات حرارة أكثر اعتدالاً من بقيّة المناطق في ألبانيا. على سبيل المثال، ساراندي، على الساحل الجنوبي، لديها متوسط درجات الحرارة اليوميّة حوالي 24 درجة مئوية في حزيران/ يوليو، تصل إلى حوالي 9 درجات مئوية في كانون الثّاني/ يناير. من ناحية أُخرى، يقع الجزء الشرقي من البلاد بشكل رئيسي تحت تأثير الهواء القاري، ويتميّز بصيف معتدل، بسبب الارتفاعات العالية، وشتاء بارد. بينما في الجبال الشرقيّة، لديها درجات حرارة متوسطة. كما تتساقط الأمطار في ألبانيا بوفرة، لكنها تحدث بشكل غير متساوٍ في جميع أنحاء البلاد وعلى مدار العام. يعاني الجزء الجنوبي الغربي من البلاد من الجفاف في الصيف.
السكان في البانيا
البانيا التي تقع في جنوب شرق اوروبا عبارة عن جماعات عرقية، وهي واحدة من أكثر السكان تجانساً في أوروبا، حيث يمثل غير الألبان أقل من عُشر إجمالي السكان. إلاّ أنّ أكبر الأقليات فيها هي الفلاش. ويقدّر عدد السكّان فيها وبحسب إحصائيّة تعود لعام 2018 م حوالي 2.936.281 نسمة. ومتوسّط العمر هو 78 عاماً. تعد ألبانيا الغربية أكثر كثافة سكانية، ضاعفت الهجرة الجماعية من الريف عدد سكان المناطق الحضريّة في ألبانيا. على الرغم من تسارع هذه الهجرة في التسعينيات، إلاّ أنّه في أوائل القرن الحادي والعشرين كان أكثر من خمسي سكان البلاد لا يزالون يعيشون في المناطق الريفيّة. يتم توزيع سكان الحضر بشكل عام بالتساوي بين المدن الرئيسيّة في البلاد.تشتهر ألبانيا بتقاليد الضيافة التي تستند إلى القانون. وهي مجموعة من القوانين غير المكتوبة التي وضعها الأمير ليكو دوكاجين في القرن الخامس عشر، وهو إقطاعي ألباني. يحكم القانون جميع العلاقات الاجتماعيّة، بما في ذلك تلك المتعلّقة بالزواج والموت والأسرة والدين.
اقرأ أيضاً: اين تقع ساموا
الحياة الثقافية والفنية في البانيا
تلعب الحياة الثقافية والفنية في البانيا التي تقع في جنوب شرق اوروبا دوراً هاماً في البلاد، وذلك لغناها بالموروث الشعبي التقليديّ والقديم. وفيما يلي أورد بعض المعلومات على سبيل المثال:
- تلعب الأعياد الوثنيّة والفولكلور دوراً في الحياة الألبانيّة، بالإضافة إلى الأعياد الدينية التقليديّة.
- تقام المعارض الزراعيّة والمهرجانات الدينيّة على مدار العام، وغالباً ما تتضمن مسابقات تسلط الضوء على الرياضات ذات المهارات العالية، والتي يتم التنافس عليها أحياناً في الاستاد الوطني في تيرانا.
- تقام المهرجانات الفولكلوريّة في المدن في جميع أنحاء البلاد؛ أحد أكبرها هو المهرجان الوطني للفولكلور الذي أقيم في جيروكاستر، وهي مدينة تاريخيّة تم تصنيفها كموقع للتراث العالمي لليونسكو في عام 2005.
- يتم الاحتفال باستقلال ألبانيا في جميع أنحاء البلاد في 28 نوفمبر/ تشرين الثّاني من كلّ عام.
- الفنون التقليديّة في ألبانيا غنيّة ومتنوعة، وهي تشمل التطريز وصناعة الدانتيل والنجارة وصناعة الأثاث.ي
- ستمتع الألبان بالموسيقى ورواية القصص، وخاصة تذوّق الملاحم التي يرويها المطربون التقليديون. غالباً ما يحفظ هؤلاء المغنون مئات بل آلاف السطور التي تحتفي بأعمال الأبطال القدامى. ومع ذلك، يبدو أن تقاليدهم عرضة لخطر الانقراض، حيث اختار عدد قليل من الشباب الألبان تبني هذا الشكل الفني القديم من البلقان.
- الموسيقى الشعبيّة الألبانيّة ذات طابع وطني، ولكن لها تأثيرات تركيّة وفارسيّة.
- تعدد الأصوات الألبانية، المشتق من موسيقى الكنيسة البيزنطيّة، هو شكل من أشكال الغناء الجماعي الذي يؤدّيه الرجال. أدرجت منظمة اليونسكو الألبانية متعددة الأصوات في عام 2005 كمثال بارز للتراث الثقافي غير المادي في العالم. تم إحياء هذا التقليد الشعبي في أوائل القرن 11، ولا يزال يمارس في حفلات الزفاف والمهرجانات والمناسبات الاجتماعيّة الأخرى.
- تشمل الآلات الشعبية الشائعة في ألبانيا السيفتيلي وهو مندولين طويل العنق ذو خيطين، والجيرنيت نوع من الكلارينيت.
معلومات غرائبية عن البانيا
هناك العديد من المعلومات عن البانيا التي تقع في جنوب شرق اوروبا، نذكرها على سبيل المثال:
- لغة ألبانيا هي الألبانية، والتي تهم اللّغويين لأنها سليل اللّغة الإيليرية المنقرضة. كما أنّها العضو الوحيد الباقي على قيد الحياة من فرعها من عائلة اللّغات الهنديّة الأوروبية.
- الأم تيريزا، ألبانية الأصل في سكوبي، والتي عملت كمبشرة كاثوليكيّة رومانيّة في الهند في القرن العشرين. لا سيما أنّها اليوم بطلة شعبيّة في ألبانيا.
- شهدت تقليديّاً مستوطنات متفرّقة، نظراً لكون المناطق الجبليّة فيها مناسبة بشكل أساسي للمراعي، مع قُرى صغيرة يصعب الوصول إليها في كثير من الأحيان من بضع عشرات من العائلات فقط. تم بناء المنازل من الحجر وتتكوّن من غرفة أو غرفتين حول موقد. في الوديان أو الأحواض الجبليّة، تطوّرت بعضها لتصبح كمراكز للزراعة المحليّة والتجارة.
- أعاقت التنمية الثقافية في ألبانيا أكثر من أربعة عقود من الحكم الشيوعي. فرضت الحكومة رقابة صارمة على الصحافة والمطبوعات والفنون المسرحيّة. بذلت الحكومات اللاحقة جهوداً واعية لتشجيع الحياة الشعبيّة الغنية في البلاد والحفاظ عليها.
- تيرانا هي موطن لعددٍ من المؤسسات الثقافيّة، بما في ذلك المكتبة الوطنيّة والمسرح الوطني، ومسرح الأوبرا، والباليه، والمتحف الوطني للتاريخ، والمتحف الوطني. هناك أيضاً العديد من فرق أوركسترا المدينة في جميع أنحاء البلاد. تمت إعادة بناء قلعة سكاندربيغ في كروجي وتضم الآن متحفاً.
- لا يزال بعض الألبان يتبعون قوانينها العرفية، بما في ذلك الحق في الانتقام. ومازال الثأر يحدث في أجزاء من شمال ألبانيا في القرن الحادي والعشرين
- ألبانيا لديها العديد من الكنوز الأثريّة، حيث كشف عدد من الحفريات في أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين عن آثار من العصور القديمة. أحد هذه المواقع الأثريّة هو بوترينت، في وقت ما كانت مستعمرة يونانيّة ومدينة رومانيّة وميناء بيزنطي. تم تصنيفها كموقع للتراث العالمي لليونسكو في عام 1992 ومنتزه وطني في عام 2000.
اقرأ أيضاً: اين تقع جبال اطلس
الحياة النباتية والحيوانية في البانيا
جزء صغير فقط من ألبانيا التي تقع في جنوب شرق اوروبا خالٍ تماماً من الغطاء النباتي. تغطي الغابات حوالي ثلث المساحة الإجماليّة. تتميّز الأراضي المنخفضة الساحليّة بشجيرات البحر الأبيض المتوسط مثل الغار والآس. في الأراضي المنخفضة، تسود غابات البلوط. فوق حزام البلوط، يبدأ من حوالي 900 متر، امتداد من خشب الزان والصنوبر، وتقع مراعي جبال الألب فوق الخط الخشبي. تسبّب الصيد غير المنظّم والجائز في خسائر فادحة في الحياة البريّة الألبانيّة، ولكن تم إدخال قوانين الصيد وتم إنشاء محميّات طبيعيّة في التسعينيات من القرن العشرين لحماية ما تبقّى من ابن آوى والذئاب والثعالب وحتى أندر الخنازير البرية والدببة والشامواه. يجذب المناخ الساحلي المعتدل أعداداً كبيرة من الطيور المهاجرة، مثل السنونو والطيور والبط والإوز والبجع. السردين والبوري من بين الأسماك الموجودة في المياه الساحليّة الألبانيّة، وتوجد التراوت في جداول وبحيرات الجبال، أي السلمون المرقّط.
إنّ في هذه المقالة والتي تحمل عنوان هل تقع البانيا في جنوب شرق اوروبا ؟ نجيب أنّه بالتأكيد، كما أنّها إحدى الدول التي لها تاريخ عريق في القارة الأوروبيّة، وبالرغم من كلّ الحروب التي شهدتها، إلاّ أنّها لم تنكسر، وتسعى دوماً للتطوّر والنموّ.
