تميز تفسير الصحابة لأسباب منها
تميز تفسير الصحابة لأسباب منها ؟ هو عنوان هذا المقال الذي سيُبيِّن سبب تمييز تفسير الصحابة للقرآن عن سائر التفاسير الأخرى، حيث أنَّ تفسير القرآن بشكل عام هو علم من العلوم التي لها الكثير من الفضل والمكانة، وإنَّ تفسير الصحابة بالتحديد هو تفسير يتميَّز عن غيره من التفاسير، ومن خلال سطور هذا المقال سنذكر سبب تمييز تفسير الصحابة عن غيرها، بالإضافة للتعريف بتفسير الصحابة، وسبب اختلاف الصحابة في التفسير.
تفسير الصحابة
إنَّ تفسير القرآن وتدوين التفسير هو علم من العلوم التي لم تكن موجودة في عهد النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، حيث أنَّ الأمة في ذلك العصر لم تكن تحتاج لمثل هذا العلم؛ وذلك لأنَّ الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- كان يشرح للمُسلمين ما صعب عليهم فهمه، ويشرح لهم المقاصد من كل سورة، بالإضافة لقوَّة فهم المُسلمين في ذلك العصر لتراكيب اللغة العربية الفُصحى ومعاني كلماتها وجملها، وقد قال تعالى: “وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ“[1]، وكذلك الصحابة الكرام فقد فسروا ما احتاج الناس إلى تفسيره في ذلك العصر وشرحوا ما تاه أمره على الناس فقط، ومن الجدير بالذكر أنَّ تفسير الصحابة لم يدوَّن في عهدهم، ولكنَّه نُقل إلينا، وتمَّ تدوينه في كتب التفسير التي كُتبت بعدهم.[2]
تميز تفسير الصحابة لأسباب منها
إنَّ تفسير الصحابة هو ما ورد عنهم من شروح وبيان لمعاني آيات القرآن الكريم، وقد تميز تفسير الصحابة لأسباب نذكر منها:[3]
- مُعاصرة الصحابة للنبي صلَّى الله عليه وسلَّم، ومعايشتهم لمراحل نزول الوحي والقرآن الكريم.
- شهدوا شرح النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- لآيات القرآن الكريم، فقد كان يُبيِّن لهم ما صعب عليهم، ويشرح لهم ما يحتاجون من التفسير.
- هم أقرب الناس إلى النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- قد شهدوا أسباب نزول القرآن والقرائن والدلائل لكل آياته.
- كون الصحابة من الناس الذين رُسِّخت لديهم مبادئ العلم والإيمان، وهم في درجة ومكانة مُرتفعة من العلم والإيمان.
- كون الصحابة على علم بمبادئ اللغة العربية الفُصحى، ولديهم القدرة على الفهم الواضح والقوي للغة القرآن الكريم.
اخلاف الصحابة في التفسير
إنَّ الاختلاف في تفسير الصحابة لآيات القرآن الكريم هو ليس اختلاف في أصول الدين أو أحكامه وتشريعاته الأساسية، وهو ليس اختلاف في تضاد أو تنافر في المعاني، أو اختلاف يتوه فيه المُسلم، بل هو اختلاف في المقاصد البسيطة الذي ليس فيه أي تأثير على عقيدة المُسلم أو إسلامه، وهو اختلاف ينبع من التنوع والاجتهاد والتوسع في شرح الآيات الكريمة، زمن أمثلة هذا الاختلاف تفسير الصحابة لمعنى كلمة السراط المُستقيم، فمنهم من فسَّرها بالقرآن الكريم، ومنهم من فسرها بالإسلام، كما ذهب آخرون إلى تفسيرها بأنَّها طاعة الله ورسوله، ومن حيث المعنى فلا يوجد أي تنافي أو تضاد في التفسيرات الثلاثة، والله أعلم.[4]
شاهد أيضًا: الأثر المروي عن الرسول ﷺ أو الصحابة أو التابعين يسمى التفسير ب
وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي كان بعنوان تميز تفسير الصحابة لأسباب منها، والذي عرَّف بتفسير الصحابة وسبب تمييزه عن غيره من التفاسير الأخرى، بالإضافة لذكر سبب الاختلاف في تفسير الصحابة.