الأثر المروي عن الرسول ﷺ أو الصحابة أو التابعين يسمى التفسير ب

الأثر المروي عن الرسول ﷺ أو الصحابة أو التابعين يسمى التفسير ب

الأثر المروي عن الرسول أو الصحابة أو التابعين يسمى التفسير ب فلقد اهتم الصحابة والتابعين بتفسير أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام والآيات القرآنية، وهو ما يُعرف بالأثر المروي عنه، وذلك لأنهم من عاصروه ويعلموا المعاني التي وراء الكلمات الواردة في هذه الأحاديث وهم الأجدر بهذا التفسير، فماذا يُطلق على هذا التفسير، تابعونا للمزيد من التفاصيل.

الأثر المروي عن الرسول أو الصحابة أو التابعين يسمى التفسير ب

يسمى الأثر المروي عن الرسول ﷺ أو الصحابة أو التابعين بـ التفسير المأثور الذي يُنسب إلى صاحب التفسير أو القائل بهذا التفسير، وذلك لتوضيح بعض المعاني أو المفاهيم الغير واضحة بالحديث وتسهيل إيصال المقصود منه إلى الشخص المتلقي.

اهتمام الصحابة بعلم التفسير

كان اهتمام الصحابة بعلم التفسير نابعًا من حبهم للحديث الشريف والقرآن الكريم، والدليل على ذلك أنهم لم يكونوا يحفظون الآيات القرآنية دون فهم وتفسير معانيها، وقد ورد عن أبو عبد الرحمن السلمي التأكيد على هذا الأمر عندما قال: (حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن كعثمان بن عفان وابن مسعود وغيرهما أنهم كانوا إذا حفظوا من الرسول صلى الله عليه وسلم عشر آيات لا يتجاوزونها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل، قال فحفظنا القرآن والعلم والعمل جميعًا).

كما قيل عن ابن عمر أنه حفظ سورة واحدة وهي سورة البقرة في ثمانية أعوام لأنه كان يتدبر بمعانيها ويفهمها جيدًا أثناء الحفظ، وكان يُطبق ما ورد بها من تعاليم وعبر، فكان الذي يحفظ سورة البقرة وسورة آل عمران ترتفع منزلته عند المسلمين.

وقد حرص التابعين أيضًا على التأمل في معاني الآيات القرآنية ومحاولة تفسيرها آية بآية، فعلم التفسير من أشرف العلوم وأفضلها لأنه يتعلق بما جاء في كتاب الله وسنة رسوله، ويجب على كل مسلم فهم القرآن ومحاولة تفسيره للاستفادة من كل آية منه.

شاهد أيضًا: من اقسام التفسير باعتبار معرفة الناس له

علم التفسير عند الصحابة والتابعين

كان الصحابة رضوان الله عليهم متخصصون في علم التفسير وهم الخلفاء الأربعة، وكذلك اهتم بعلم التفسير من الصحابة والتابعين كلًا من، أبي موسى الأشعري، أبي ابن كعب، عبد الله ابن الزبير، ابن عباس، ابن مسعود، ولعل أكثر من روي عنه من الصحابة هو الخليفة علي بن أبي طالب، لأنه كان منشغلًا بالتفسير ولم تشغله أمور الخلافة في بادئ الأمر، كما أنه قد صاحب النبي الكريم لفترة طويلة.

وكان علم التفسير لازمًا قديمًا وحديثاُ لتعدد القضايا في الأمة الإسلامية واختلافها وتشابكها، ونتيجة أيضًا لاختلاط العرب مع العجم، وكان الوارد عن أبي بكر الصديق في علم التفسير قليلًا لأنه لم يعيش طويلًا بعد الرسول عليه الصلاة والسلام.

ولذلك فإن الرواية عن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه هي الأكثر، والدليل على ذلك قوله، (سلوني فوالله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم، وسلوني عن كتاب الله، فو الله ما من آية إلا وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار أم في سهل أم في جبل).

كما أن هناك العديد من الروايات لابن مسعود فقد كان حريصاُ على تفسير العديد من الآيات ونجد ذلك في قوله: (والذي لا إله غيره ما نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن نزلت، وأين نزلت، ولو أعلم مكان أحد أعلم بكتاب الله مني تناله المطايا لأتيته).

ومن أشهر التابعين الذين اهتموا بالتفسير هو مجاهد المعروف بتفسير مجاهد، وأيضًا تفسير عكرمة، وسعيد ابن الجبير، وقتادة، ومولى ابن العباس، والضحاك، وزيد ابن أسلم وعطاء ابن رباح، والكثير من الأسماء الأخرى للصحابة والتابعين الذين كان لهم بصمات واضحة في التفسير، وكل ذلك يُشير إلى الإهتمام الشديد للصحابة والتابعين بالتفسير والتدبر في معاني القرآن الكريم.[1]

شاهد أيضًا: ينقسم التفسير بالرأي إلى قسمين هما

مراحل تدوين التفسير

مر تدوين التفسير بعدد من المراحل وهي كالتالي:

  • المرحلة الأولى: اعتمدت هذه المرحلة على النقل والرواية من الرسول عليه الصلاة والسلام عن طريق الصحابة، وكانوا يتناقلون هذه الروايات بين بعضهم البعض.
  • المرحلة الثانية: وهي مرحلة التدوين في كتب الحديث، عن طريق رواية الأحاديث الواردة عن الرسول الكريم ثم جمعها في بعض الكتب، مثل صحيح مسلم والبخاري، وقد جمعوا بهذه الكتب ما روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أو الصحابة والتابعين، فقد خصصوا أبواب خاصة بتفسير الآيات القرآنية، وكتب خاصة بالسنة النبوية الشريفة.
  • والمرحلة الثالثة: وتم الاهتمام في هذه المرحلة بالتدوين المستقل للتفسير عن طريق جمع ما جاء عن الرسول الكريم والتابعين والصحابة بحسب ترتيب المصحف الشريف، حيث يتم تفسير ما روي حول سورة الفاتحة، ويليه سورة البقرة ثم آل عمران حتى الانتهاء بسورة الناس، ومن قام بذلك مجموعة من علماء المسلمين وعلى رأسهم ابن ماجة، ابن جرير الطبري، أبن أبي حاتم، أبو بكر النيسابوري، أبو بكر ابن مردويه، الحاكم، أو الشيخ ابن حبان، والكثير غيرهم، وقد أجمعت هذه التفاسير عن الإسناد للرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين وأتباع التابعين، وجميعها تفسيرات مأثورة في معظمها.
  • المرحلة الرابعة: اعتمد التفسير في تلك المرحلة على الابتعاد عن الإسناد وتميز بدخول الاسرائيليات عليه، واختلطت التفسيرات الصحيحة بالضعيفة، وتم تناقل العديد من الأقوال غير الصحيحة بصفتها أقوال صحيحة، وقد اختلفت هذه المرحلة اختلافًا كليًا عن المراحل السابقة.

وفي النهاية نكون قد عرفنا أن الأثر المروي عن الرسول ﷺ أو الصحابة أو التابعين يسمى التفسير ب التفسير المأثور، حيث كان الصحابة والتابعين دائمًا ما يرون الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد اهتم من تبعهم بنقل هذه الأحاديث والروايات، وذلك حتى تكون عبرة وعظة للأجيال التابعة لهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *