هل قراءة سورة البقرة يوميا بدعة

هل قراءة سورة البقرة يوميا بدعة

هل قراءة سورة البقرة يوميا بدعة من الأحكام الفقهيّة التي يرغب طُلّاب العلم الشرعيّ، وخاصّةً طُلّاب عُلُوم القرآن، والذين يُداومون على قراءة القرآن الكريم آناء الليل وأطراف النّهار، والقرآن هو الكلام الذي فاق كُلّ كلام، والبيان الذي ارتقى عن كُلّ بيانٍ، فالفرق بين كلام الله وكلام النّاس كالفرق بين الله والنّاس، وفيما يلي سنتعرّف على حكم قراءة سورة البقرة يوميا.

التعريف بسورة البقرة

سورةُ البقرةِ من السُّور المدنيّة، والأصحّ في السّور المدنيّة أنّها هي التي نزلت بعد هجرة النبي-صلى الله عليه وسلّم- ولو بغير المدينة، وقيل: إنّ سورة البقرة هي أوّل سورةٍ نزلت في القرآن المدني، وتحتلّ المرتبة الثّانية بين سور القرآن بعد سورة الفاتحة وقبل سورة آل عمران، وهي أطول سورةٍ في القرآن، وبها أعظم آيةٍ في القرآن وهي آية الكُرسيّ، وبها أطول آيةٍ في القرآن، وهي آية :” يا أيها الذين ءامنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى…”، ولأنّ القرآن الكريم نزل مُنجّمًا أي مُفرّقًا حسب الوقائع والأحداث؛ فإنّ بعض الآيات في سورة البقرة لم تنزل كغيرها من الآيات، فآية:” واتقوا يومًا تُرجعون فيه إلى الله..” هي آخر آيةٍ نزلت في القرآن، وكذلك آيات الرّبا من أواخر الآيات التي نزلت في القرآن.[1]

شاهد أيضًا: عدد صفحات سورة البقرة وأهم القصص التي وردت بها

هل قراءة سورة البقرة يوميا بدعة

لم يرد في السنّة النبويّة المطهّرة ما يُبت بدعيّة قراءة سورة البقرة يوميا أو عدم بدعيّته، والقرآن الكريم هو كتاب الله -عزّ وجلّ- الذي أُنزل على سيّدنا مخمّد-صلى الله عليه وسلّم-، وقد استودع الله -تعالى- سُور القرآن الكريم الكثير من الأحكام والشّرائع والفوائد، والّتي إذا ما حافظ عليها المرءح حظي بالثّواب الجزيل من ربّ العالمين، فالحرف الذي يقرؤه المُسلم بحسنةٍ، والحسنة بعشر أمثالها، والله يُضاعف لمن يشاء والله واسع عليم، فقراءتها مرة أو مرّتين أو أكثر من ذلك ليس على سبيل الفرض، وإنّما هو من باب الاستحباب؛ لفضلها مع عامّة القُرآن، وفضلها الخاصّ بها، فهي سنام القرآن، وفيها أعظم سورةٍ من القرآن.[2]

شاهد أيضًا: فوائد قراءة سورة البقرة

سبب تسمية سورة البقرة بهذا الاسم

سبب تسمية سورة البقرة بهذا الاسم؛ لوُرود اسم وقصّة البقرة فيها، وقصّة البقرة وقعت في عهد نبيّ الله موسى -عليه السّلام-، فقد قُتل أحدًا من بني إسرائيل، ولم يتعرّفوا عليه، واختلفوا في من الذي قام بالقتل، وكانوا يعبدونها من دون الله، وفي ذلك يقول الله -تعالى-:”وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيها وَاللَّهُ مُخْرِجٌ ما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ”، وجاؤوا إلى موسى-عليه السّلام- ليحكُم بينهم، فدعا موسى ربّه، فأمرهم أن يذبحوا بقرةً، ولكنّهم تمادوا في بيان وصفها، قالوا ادعُ لنا ربّك يُبيّن لنا ما هي، قال إنّه يقول إنّها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك؛ فافعلوا ما تؤمرون، ثم قالوا: ادع لنا ربّك يُبيّن لنا ما لونها، قال إنّه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسُرّ النّاظرين، قالوا ادع لنا ربّك يُبيّن لنا ما هي، إنّ البقر تشابه علينا، قال إنّه يقول إنها بقرة لا ذلول تُثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلّمة لا شية فيها، قالوا الآن جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون.

شاهد أيضًاهل الدعاء بعد قراءة سورة البقرة مستجاب

الأحاديث النبوية الشريفة عن سورة البقرة

وردت الكثير من الأحاديث النبويّة التي تدُل على فضل سورة البقرة، ومكانتها، وأجرها بين غيرها من سور القرآن، ومن تلك الأحاديث:ثبت في صحيح مسلم عن الصحابي الجليل النّواس بن سمعان -رضي الله عنه- قال: (يؤْتَى بالقُرْآنِ يَومَ القِيامَةِ وأَهْلِهِ الَّذِينَ كانُوا يَعْمَلُونَ به تَقْدُمُهُ سُورَةُ البَقَرَةِ، وآلُ عِمْرانَ، وضَرَبَ لهما رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ثَلاثَةَ أمْثالٍ ما نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ، قالَ: كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ ظُلَّتانِ سَوْداوانِ بيْنَهُما شَرْقٌ، أوْ كَأنَّهُما حِزْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن صاحِبِهِما”، ومنها أيضًا:عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِرَ، إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الذي تُقْرَأُ فيه سُورَةُ البَقَرَةِ).

شاهد أيضًافضل الايتين الاخيرتين من سورة البقرة

فضل خواتيم سورة البقرة

وردت الكثير من الفضائل التي ذُكرت في خواتيم سورة البقرة، ومن تلك الفضائل:[3]

  • إنّها نورٌ للمُسلم يهتدي بها إلى الطّريق المُستقيم الذي أراده الله لعباده الصّالحين، ومما يدُل على ذلك:أخرج الإمام مسلم من صحيح السنّة النبويّة، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنّه قال: (بيْنَما جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، سَمِعَ نَقِيضًا مِن فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقالَ: هذا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ اليومَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَنَزَلَ منه مَلَكٌ، فَقالَ: هذا مَلَكٌ نَزَلَ إلى الأرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَسَلَّمَ، وَقالَ: أَبْشِرْ بنُورَيْنِ أُوتِيتَهُما لَمْ يُؤْتَهُما نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ البَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بحَرْفٍ منهما إلَّا أُعْطِيتَهُ”
  • تكفي المُسلم في ليلته، واستدلُّوا على ذلك بقول:عقبة بن عمرو -رضي الله عنه-، أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (مَن قَرَأَ بالآيَتَيْنِ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ في لَيْلَةٍ كَفَتاهُ”.
  • دليلٌ على أن الله -تعالى- رحيمٌ بأُمّته.

ومن خلال هذا المقال يُمكننا التعرُّف على هل قراءة سورة البقرة يوميا بدعة ، وما التّعريف بسورة البقرة من حيث مكّيتها ومدنيّتها، وترتيبها بين سور القرآن، وما هو فضل سورة البقرة، وما الأحاديث النبويّة الشّريفة التي وردت في بيان فضلها، وما هو فضل خواتيم السّورة المُباركة، وما سبب تسمية السورة بهذا الاسم.

المراجع

  1. ^ islamweb.net , حكم قراءة سورة البقرة , 13/6/2021
  2. ^ alukah.net , سورة البقرة , 13/6/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *