جدول المحتويات
الايتين الاخيرتين من سورة البقرة هو الموضوع الذي سيتناوله هذا المقال، وقد نزل القرآن الكريم على سيّدنا محمّدٍ صلى الله عليه وسلّم حيث بلغ حروفه كما ورد عن ابن كثير في تفسيره ثلاثمائةٍ وعشرون ألفاً وخمسة عشر حرفاً، أمّا كلماته فهي سبعة وسبعون ألف كلمة وأربعمائة وتسع وثلاثون كلمة، أمّا آياته فهي ستّة آلاف آية وكلّ آياته وسوره مباركة ولها فضلٌ عظيم والله ورسوله أعلم.[1]
سورة البقرة
قبل الخوض في ذكر الايتين الاخيرتين من سورة البقرة لا بدّ من بيان أنّ القرآن الكريم هو كلام الله ونزل بالوحي على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فيه التّشريع الإسلاميّ فهو المصدر الأول له وأول سورةٍ في القرآن بعد فاتحة الكتاب وأطول سورةٍ فيه هي سورة البقرة، عدد آياتها مئتان وستّة وثمانون آية وعدد كلماتها ستّة آلافٍ ومئةٍ وأبعة وأربعون كلمة، حيث أنّ سورة البقرة سورةً مدنيّة لها فضلٌ عظيم وثوابٌ وأجرٌ كبير فيها الكثير من الأحكام التي على المسلم أن يتعلّمها، وفي سورة البقرة أعظم آيةٍ في القرآن وهي آية الكرسيّ ومن فضائل سورة البقرة أيضاً أنّها الحافظة الكافية لمن قرأها بإذن الله سبحانه وتعالى فهي حافظةٌ من شياطين الإنس والجن، وسورة البقرة طاردةٌ للشياطين من البيوت لأنّ لآياتها وقعٌ ثقيلٌ وشديدٌ عليهم ومن المعروف عن سورة البقرة أنّها تشفع للعبد يوم لا ينفع مال ولا بنون يوم القيامة لبركتها وعظمتها، وإنّ من الأثر أن المواظبة على قراءة آية الكرسيّ بعد الصلوات من موجبات دخول الجنّة والله ورسوله أعلم.[2]
شاهد أيضًا: حلمت اني اقرأ آية من سورة البقرة
الايتين الاخيرتين من سورة البقرة
إنّ الايتين الاخيرتين من سورة البقرة هما ايتين كريمتين وردتا في سورةٍ عظيمة، هذه السّورة التي تعدّ من أهمّ سور القرآن الكريم وأكثرها فائدةً للمسلم التي إن حرص على قراءتها فإنها تحفظه وتكفيه وتمنع عنه شياطين الجنّ والإنس بإذن الله سبحانه، وقد اجمع أهل العلم على فضلها وعظمتها بشكلٍ عام والايتين الاخيرتين من سورة البقرة بشكلٍ خاص، حيث يحصل المسلم على الحسنات الكثيرة عند قراءة القرآن الكريم ولكنّ الله سبحانه وتعالى اختصّ بعض الآيات بأفضال وأجر أكثر من غيرها من الآيات والسورة ومن تلك الآيات الايتين الاخيرتين من سورة البقرة قال الله تعالى فيهما: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}،[3] حيث أنّ لهاتين الآيتين فضلٌ كبير أجرٌ عظيم باتفاق أهل العلم.[4]
شاهد أيضًا: فضل سورتي البقرة وآل عمران
فضل الايتين الاخيرتين من سورة البقرة
إنّ الايتين الاخيرتين من سورة البقرة هما خواتيم السّورة كما أخبر الرّسول عليه الصّلاة والسّلام، وقد اتّفق العلماء وأهل الذّكر أنّ لخواتيم سورة البقرة فضلٌ كبيرٌ لمن يقرأها وقد ورد عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم الكثير من الأحاديث التي تخبر بفضلهما فقد ورد عن عبد الله بن عبّاس أنّه قال: “يْنَما جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، سَمِعَ نَقِيضًا مِن فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقالَ: هذا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ اليومَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَنَزَلَ منه مَلَكٌ، فَقالَ: هذا مَلَكٌ نَزَلَ إلى الأرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَسَلَّمَ، وَقالَ: أَبْشِرْ بنُورَيْنِ أُوتِيتَهُما لَمْ يُؤْتَهُما نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ البَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بحَرْفٍ منهما إلَّا أُعْطِيتَهُ”،[5] لذلك حثّ العلماء على قراءتها لما من أحاديث تتحدّث عن عظمتها وفضلها فينبغي على المسلم الإكثار من تلاوة القرآن عامّة وهاتين الآيتين خاصّة والله ورسوله أعلم.[6]
شاهد أيضًا: عدد صفحات سورة البقرة
فوائد الايتين الاخيرتين من سورة البقرة
إن لخواتيم سورة البقرة فوائد لا تعدّ ولا تحصى ويؤكد أهل العلم على ذلك فإنّ قراءة خواتيم سورة البقرة له فضلٌ كبير وخيرٌ كثير، وكما ورد أنّه ما من مسلمٍ قرأ بحرفٍ إلّا أوتيه، ومن فوائد الايتين الاخيرتين من سورة البقرة:
- ومن قرأهما في ليلةٍ فقد كفتاه.
- والمداومة على تلاوة القرآن وسورة البقرة وتحديداً خواتيمها أمرٌ حسن يضيف البركة والخير على حياة المسلم وفي ترك تلاوتها حسرةٌ وخسارة لكلّ مسلم.
- وكذلك في هذه الآيتين الكريميتين ايضاً تكريمٌ للمؤمنين حيث تصفهم الآيات بصفات النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام وتطمئنهم بأنّ لهم حظٌ وفير من الأجر والثّواب عند الله سبحانه.
- كما تؤكد على أنّ الدّين عند الله سبحانه هو دين الإسلام والله ورسوله أعلم.
شاهد أيضًا: فوائد قراءة سورة البقرة
تفسير الايتين الاخيرتين من سورة البقرة
قد ورد في تفسير الايتين الاخيرتين من سورة البقرة أنّهما تضمّنتا تصديقاً وشهادةً من الله تعالى على صدق وكمال إيمان النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام ومن آمن وصدّق ما جاء به وأُنزل عليه وشهادة الله سبحانه وتعالى لعباده لأمرٌ عظيمٌ ولا ينالها إلّا ذو حظٍّ عظيمٍ حيث أنّ المؤمنين الّذين كانوا مع النّبيّ لم يكن إيمانهم في قلبهم فقط بل انعكس على أفعالهم وفي حياتهم فجزاهم الله تعالى أحسن الجزاء سعادةً ورزقاً في الدّنيا وسينالون في الآخرة النّعيم في أعلى درجات الجنّة مع النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام كما أشارت الآية الكريمة إلى عدم التّفريق بين الرّسل فكلّهم مبعوثون من عند الله جلّ وعلا والرّسالات السّماويّة أصلها واحدٌ ومن تعمّد التّفريق بينهم وتكذيب بعضهم فقد وقع في الكفر والفتنة والعياذ بالله، كذلك قد ورد في تفسير سمعنا وأطعنا أنّ السّمع ليس بالأذنين بل بالعقل أي سمعنا قد استوعبنا الأمر وفهمناها وآمنّا به وأطعنا أي نفّذناه ونحن راضون حبّاً بالله تعالى ونبيّه عليه الصّلاة والسّلام، أمّا الآية الثّانية فإنّ تفسيرها هو أنّ الله تعالى لا يحمّل عباده المشقّات وما لا تحتمله نفوسهم وقلوبهم من مصاعب الحياة أو العبادة بل جعل لهم دينهم يسيراً سمحاً مرناً لئلّا يكون لهم حجّة يوم القيامة وكلّ عملٍ صالحٍ يعملوه فهو لهم وكلّ عمل سوءٍ سينقلب عليهم وقد ورد في هذه الآية الكريمة دعاءٌ يدعو به المؤمن الله تعالى يتضمّن طلب العفو من الله تعالى والغفران والنّصر على الكفّار والمشركين وفيه رجاءٌ من الله تعالى ألّا يعذّب الله أمّة محمّدٍ إذا عصت ويكون مصيرها كالأقوام السّابقة العاصية لله جلّ وعلا والله أعلم.[7]
شاهد أيضًا: فوائد سورة البقرة للرزق
سبب نزول أواخر سورة البقرة
ورد فيما سبق فضل وفوائد وتفسير الايتين الاخيرتين من سورة البقرة حيث ورد فيهما شهادة الله تعالى للمؤمنين مع النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام بحسن إيمانهم وكماله لكن ما سبب نزول اواخر سورة البقرة؟ وإنّ سبب نزولها هو أنّ الصّحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين كانوا شديدي الالتزام بالأوامر النّبويّة وكانوا يسألون النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام عن كلّ صغيرةٍ وكبيرةٍ وكانوا يحاسبون أنفسهم إن قصّروا فنزلت آيةٌ من سورة البقرة تخبر بأنّ الله تعالى يحاسب المرء على كلّ أمرٍ مهما صغر سواءً كان ظاهراً أو مخفيّاً في القلب فلاقى الصّحابة الكرام الصّعوبة والمشقّة في ذلك وشكَوا ذلك للنّبيّ بأنّ ما يخفى في القلب ليس لهم حكمٌ وسلطانٌ عليه وأنّ هذا الأمر فيه من المشقّة والصّعوبة الكثير فنزلت أواخر سورة البقرة لتريح قلوبهم من هذا الهمّ بأنّ الله تعالى لا يحمّل عباده المؤمنين الصّادقين ما لا يحتملون وما يشقّ عليهم في أيّ أمرٍ كان والله أعلم.[8]
شاهد أيضًا: سبب نزول سورة البقرة
الايتين الاخيرتين من سورة البقرة مقالٌ تحدّث عن القرآن الركيم وسورة البقرة وعن الايتين الاخيرين من سورة البقرة والفضل والفوائد التي تحمالهما هاتين الآيتين كما ورد فيه تفسيرهما وسبب نزولهما.
المراجع
- ^ islamweb.net , عدد كلمات وآيات وحروف القرآن , 10/01/2021
- ^ alukah.net , فضائل سورة البقرة , 10/01/2021
- ^ سورة البقرة , الآية 285،286
- ^ islamweb.net , فضل خواتيم سورة البقرة , 10/01/2021
- ^ صحيح مسلم , مسلم/عبد الله بن عباس/806/صحيح
- ^ islamweb.net , فضل خواتيم سورة البقرة , 10/01/2021
- ^ alukah.net , تفسير خواتيم سورة البقرة , 10/01/2021
- ^ islamweb.net , وإن تبدوا ما أنفسكم أو تخفوه , 10/01/2021