لماذا إسرائيل احتلت القدس
جدول المحتويات
لماذا إسرائيل احتلت القدس ؟ هو عنوان هذا المقال، ومن المعلوم أنَّ القدسَ الشريفَ محتلٌ من قِبَل العدوِّ الصهيونيِّ، فما سبب احتلالهم له؟ وما صحة ادَّعائهم في وجود سبب الاحتلال؟ وما رأي العلماء في ذلك، وما هي مكانة القدس عند المسلمين؟ وما حكم الدفاع عنه؟ كلُّ هذه الأسئلة سيتمُّ الإجابة عليها في هذا المقال.
لماذا إسرائيل احتلت القدس
يرجع سبب احتلال إسرائيلَ لبيتِ المقدس، هو زعمهم بوجود هيكل سليمان تحته، حيث أنَّهم يدَّعون أنَّ نبيَّ الله سليمان -عليه السلام- قام ببناء الهيكل فوق جبل بيت المقدس، وذلك على هضبة الحرم المبني فوقها المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة.[1]
شاهد أيضًا: هل من علامات الساعة تحرير القدس
مدى صحة ادِّعاء إسرائيل بوجود الهيكل
ما يزعمونه في وجود هيكل سليمان تحت المسجد الأقصى غير صحيح؛ حيث أنَّهم اختلفوا في مكان وجوده فيما بينهم، وسيتمُّ في هذه الفقرة بيان الأقوال في حقيقة وجود الهيكل تحت المسجد الأقصى:[2]
- الرأي الأول: يرى أصحاب هذا الرأي أنّ الهيكل مكانه خارج ساحة المسجد الأقصى.
- الرأي الثاني: يرى أصحاب هذا الرأي أنّ مكان الهيكل تحت قبة الصخرة.
- الرأي الثالث: يرى أصحاب هذا الرأي أنّ مكان الهيكل تحت المسجد الأقصى.
- الرأي الخامس: وهو رأي المتطرفين من الصهاينة حيث أنَّهم يزعمون أنّ المسجد الأقصى قد بُنيَ مكان الهيكل، وأنّ ما يسمّونه حائط المبكى “الحائط الغربي من الأقصى الشريف” هو آخر آثار هيكل سليمان.
- الرأي الرابع: وهو رأي جمهور العلماء من المسلمين ينفي المسلمون مزاعم اليهود حول وجود هيكل سليمان، ويستدلون على ذلك بأنّ المسجد الأقصى قد بُنيَ قبل ولادة النبي سليمان -عليه السلام- بنحو ألف عام على أقلّ تقدير، وقد يكون الذي بناه آدم أو إبراهيم أو يعقوب عليهم الصلاة والسلام، وما يزال قائمًا إلى هذا اليوم مع تغييرات قد طرأت عليه.
شاهد أيضًا: من سيحرر فلسطين في القرآن
مكانة القدس والمسجد الأقصى في الشريعة الإسلامية
بعد بيان الإجابة على سؤال لماذا إسرائيل احتلت القدس سيتمُّ بيان مكانة المسجد الأقصى والقدس، حيث إنَّ للمسجد الأقصى مكانةً عظيمة وفضائل عديدة على غيره من المساجد، وقد ورد ذلك في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: “لا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلا إِلَى ثَلاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الأَقْصَى، وَمَسْجِدِي هَذَا”، وإنَّ الصلاة فيه تعدل مئتين وخمسين صلاة،[3] وفيما يأتي ميزاتٍ أخرى للمسجد الأقصى في الإسلام:[4]
- أنَّه مسرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعراجه إلى السماوات العلا: حيث انتقل النبيُّ إليه من مكة المكرمة، ثمَّ عرَج منه إلى السماوات العلا، وقد ذُكرت هذه المعجزة في القرآن الكريم حيث قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.
- أنَّه قبلة المسلمين الأولى: فالمسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى وصلى إليه النبي صلى الله عليه وسلم ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً حتى نزل الأمر من الله تعالى بالتوجه إلى الكعبة المشرفة، وقد ذُكر ذلك في قوله تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ}.
- أنَّ البيعة تمَّت فيه: حيث اجتمع الأنبياء في بيت المقدس، ولم يجتمعوا في مكان آخر سواه، وأمَّهم النبي -صلى الله عليه وسلم في الصلاة-، ورحب كل نبي بمحمد -صلى الله عليه وسلم- وأثنى على رسالته، وتمت له البيعة، وتسلم القيادة، فكان لقاءً ربانيًا تتعانق فيه قيم الأنبياء جميعًا، كما ورد في الحديث الشريف: “مَثَلِي وَمَثَلُ الأَنْبِيَاءِ كَرَجُلٍ بَنَى دَارًا فَأَكْمَلَهَا وَأَحْسَنَهَا، إِلاَّ مَوْضِعَ لَبِنَةٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَدْخُلُونَهَا وَيَتَعَجَّبُونَ، وَيَقُولُونَ: لَوْلاَ مَوْضِعُ اللَّبِنَةِ”.
- أنَّه ثاني مسجد بني في الأرض: حيث أنَّه بني بعد المسجد الحرام.
- أنَّ أرض المسجد الأقصى مباركة: فقد بارك الله -عزَّ وجلَّ- بأرضه وما حولها، وهذا بصريح القرآن الكريم، حيث قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.
- أنَّ بيت المقدس مقام الطائفة المنصورة: بيت المقدس مقام الطائفة المؤمنة المنصورة إلى قيام الساعة، حتى يقاتل آخرهم الدجال، وقد جاء في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ”.
شاهد أيضًا: اقتباسات عن القدس قصير ومؤثرة مكتوبة وبالصور