جدول المحتويات
لماذا سمي كهف مجلس الجن بهذا الاسم ؟ يصنف هذا الكهف كثاني أضخم وأكبر الكهوف الجوفية في العالم. في الواقع هو إحدى عجائب الطبيعة البكر، حيث يقع كهف مجلس الجن في سلطنة عمان وتحديدًا شمالي هضبة سلمى على مقربة من قرية فنس، بولاية قريات صور في محافظة مسقط. كما ويبعد مسافة 3 ساعات عن العاصمة العمانية مسقط، على الطريق الواصل بينها وبين نيابة طيوي، التابعة لولاية صور في محافظة جنوب الشرقية.
لماذا سمي كهف مجلس الجن بهذا الاسم
سمي كهف مجلس الجن بهذا الاسم بسبب الحركة والخيالات التي يراها من يدخل الكهف، ونظرًا للأصوات المسموعة فيه. كما ويوجد روايات كثيرة حوله مفادها أنه كهف مرعب وخطر، تسكنه طائفةٌ من الجن. وأن من يدخله لا يمكنه الخروج منه مجددًا، حيث دخله كثيرون منذ مئات السنين ولم يخرجوا. كذلك ويسمى هذا الكهف بكهف سلمى.
شاهد أيضًا: الكهوف سلطنة عمان ويكيبيديا
اكتشاف لغز كهف مجلس الجن
بعد معرفتنا السبب الذي من ورائه سمي كهف مجلس الجن بهذا الاسم. تم حلّ لغز هذا الكهف ،والمشاهدات التي عاينها البعض لتحركات وانعكاسات لخيالات أشخاص، والأصوات المسموعة من داخله. في الواقع أشارت الأبحاث والدراسات، أن حقيقة الأمر تعود لتجاويف موجودة في سقف الكهف من فتحات الكهف الثلاث. بينما يتسلل عبرها الضوء على الحائط الأيمن للكهف، فتعكس معها الظلال المتحركة تلك، وهذا ما جعل الأهالي يعتقدون بأنها خيالات للجن والعفاريت، التي اتخذت الكهف مجلسًا ومقرًا لها.
معلومات عن كهف مجلس الجن
بعد معرفة لماذا سمي كهف مجلس الجن بهذا الاسم، نعرض فيما يلي بعض المعلومات عن كهف الجن، أحد أكثر الكهوف غموضا ًوضخامةً في العالم:
- تقدر المساحة الأرضية للكهف بحوالي 61 ألف متر مربع. كما أن مساحة سعته، تقدر بنحو 4 ملايين متر مكعب. كذلك ويبلغ طوله نحو 310 أمتار. بينما عرضه فيقدر بنحو 225 متر. في حين يقدر أخفض ارتفاع أخفض فتحة من فتحاته الثلاث بنحو 120 مترًا. إلا أن الارتفاع الأعلى فيقدر بنحو 158 متر.
- يمكن أن يستوعب الكهف عبر مساحته المترامية، نحو عشر طائرات جامبو مصطفة بجانب بعضها. كما أنّ ارتفاعه يسمح بتوضّع أربع طائرات فوق بعضها البعض، للوصول إلى السقف. في حين صرح بعض الخبراء أن الكهف يستوعب حوالي 12 طائرة بوينغ 747، أو نحو 1600 حافلة سياحية.
- تم اكتشاف كهف مجلس الجن عن طريق الصدفة البحتة، خلال بعثات التنقيب عن الصخور الكربونية، بغرض البحث عن المياه الجوفية العميقة.
- قدّر العلماء الجيولوجيون العمر الجيولوجي لكهف مجلس الجن، الذي يعرف أيضًا بكهف سلمى، بنحو خمسين مليون سنة. كما وصنفوه بيئيًا، كمستودع حيوي يعجّ بكنوز الحياة الطبيعية.
- يكلف الوصول إلى إحدى فتحات الكهف، جهودًا كبيرة ورحلة شاقة. لا سيما وأنه يتطلب اجتياز الطرق الجبلية الوعرة على مسافة تقدر بنحو 1.300 متر، في غضون خمس ساعات تقريبًا. ناهيك عن استحالة الدخول من فتحات الكهف، إلا بواسطة الحبال، أو عن طريق القفز بالمظلة.
- يتفرد هذا الكهف في تكوينه، حيث أن مدخله يبدأ من السقف، وليس كما هو معتاد في المغر والكهوف، عبر الواجهة الأمامية أو الجانبية. كما لا ينصح بالمخاطرة والنزول إليه إلا لأصحاب الخبرة من الرياضيين المحترفين، وهواة التسلق المعتادين على المخاطرة المجازفة.
محاولات الدخول إلى الكهف
أول من تمكن من الدخول إلى كهف مجلس الجن،خبيرٌ في بعثة التنقيب عن المياه الجوفية، وهو دون ديفيسون. كما ودخل من أصغر فتحاته، بعد أن تطوع للقيام بهذه المهمة التي في منتهى الصعوبة، وكان ذلك في عام 1983 م. بينما في العام التالي 1984 م، قامت زوجته شيريل جونز بتكرار المحاولة، ولكن دخلت من أعمق فتحات الكهف. وتسمّت هذه الفتحة على اسمها. وفي العام التالي 1985 م، أعاد دون جونز الكَرّة وهبط إلى الكهف من فتحته الثالثة. وبعده بعقود استطاع فيليكس باومغارتنر الرياضي النمساوي في عام 2007 م، وبطل القفز المظلي من إحراز قفزة بالمظلة، داخل كهف مجلس الجن، للمرة الأولى في التاريخ. بعد ها أدلى بتصريح قال فيه: “هو شعور رائع، قد يظن البعض أنني مجنون، لكنني شخص يحدد لنفسه أهدافًا لم يسبقه إليها أحد”. ومن بعده قام مغامران من متسلقي الجبال ،أحدهما ألماني وهو ستيفان غلوفاكش، وأميركي وهو كيرس شارما، بالتسلق عبر جدران الكهف الداخلية خلال 12 مرحلة. كما وقام المغامر اللبناني توفيق أبو نادر عام 1919 م، برحلة استكشافية لثلاثة أيام إلى الكهف. وصف فيها أرضية الكهف المكونة من الطين، وبعض الصخور صغيرة، والصواعد. كما وعثر فيه على بعض النباتات، والزواحف، والثعابين، والطيور، والخفافيش. وأردف قائلًا: “الظلمة والرطوبة والتضاريس القاسية، تُصعّب من مهمة التقاط الصور في أي كهف. ولكن فتحات مجلس الجن الثلاث، قد وفّرت ظروفًا أفضل لتوثيق ما بداخله.
قصة كهف سلمى في عمان
في البحث حول لماذا سمي كهف مجلس الجن بهذا الاسم، فقد تعددت الروايات الشعبية، المحفوظة في الذاكرة التراثية لسكان المنطقة، حول كهف مجلس الجن، والذي يسمى أيضًا بكهف سلمى. في الواقع أن سبب هذه التسمية، يعود إلى الرواية التي تقول: أن هناك كانت راعية أغنام، من النساء الصالحات وكان اسمها سلمى. كما وكانت تجني من تعبها وكدها قوت يومها، من منتجات أغنامها السبعة. وفي غفلةٍ منها، أغار (النمرُ العربي) على قطيعها وأكل الغنم، وهرب. فغضبت، وابتهلت إلى الله عز وجل أن ينتقم من الجاني. فسقطت من السماء سبعة نيازك، على عدد الأغنام، وأحدثت الفتحات في جدران الكهف. لذلك سميت تلك الهضبة بهضبة سلمى، وأطلق على الكهف فيها كهف سلمى.
شاهد أيضًا: ما أول جبل وضع على الارض
بهذا نكون قد عرّفنا لماذا سمي كهف مجلس الجن بهذا الاسم. كما وتعمل وزارة السياحة في سلطنة عمان، على وضع الخطط لإدراج الكهف ضمن المعالم السياحية، ليتمكن السياح من الوصول إلى داخله، ومعاينة التشكيلات الجيولوجية، من البلورات والمنحوتات والتكوينات الجيرية، والحياة الفطرية داخل الكهف، واستقطاب الخبراء والمتخصصين في تهيئة الكهف، ليكون معلمًا سياحيًا زيارته متاحة للجميع. كغيره من كهوف عُمان.
المراجع
- ^ omantourism.gov.om , كهف مجلس الجن , 02/11/2021