جدول المحتويات
لماذا لحم الابل ينقض الوضوء حيث يُعد لحم الجمل من اللحوم المُحببة لدي العديد من الأشخاص، ولكن التساؤل الذي يراودهم بكثرة هو لماذا لحم الابل يُنقض الوضوء وما الأسباب التي تجعله دون غيره من اللحوم يُنقض الوضوء، وذلك ما سوف نوضحه بشكل مُفصل في السطور التالية.
لماذا لحم الابل ينقض الوضوء
تعددت الروايات حول هذه المسألة حيث يرى بعض العلماء أن لحم الإبل من اللحوم التي تعمل على تهيج الأعصاب وسرعة الغضب، لذا يجب الوضوء بعد تناول لحمه حتى يهدأ الإنسان، حيث فسر البعض أن للإبل طبيعة شيطانية وعند تناول لحمه فإن تلك الطبيعة تؤثر على الشخص، لذا يجب الوضوء بعد تناول لحم الإبل للتخلص من تلك الطبيعة، ويستشهد بعض العلماء على ذلك برواية براء بن عازب حيث قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لا تصلوا في مبارك الإبل، فإنها من الشياطين) رواه ابو داود، صححه الألباني.
كما فسر بعض العلماء أن سبب نقض لحم الإبل للوضوء هو أن الإبل يتسم بالأنانية وحب الذات، وما يدل على ذلك هو قيامه بتخزين الطعام في السنام الخاص به، كما رُوي أيضًا موقف عن الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه كان جالسًا مع عدد من أصحابه والناس، فوجد ريحًا قد خرجت من أحد الاشخاص الموجودين بعد أن تناولوا لحم الإبل فأمرهم بأن يتوضؤوا جميعًا.
حكم الوضوء من أكل لحوم الإبل
لقد اختلف الفقهاء والسلف حول حكم الوضوء بعد أكل لحوم الإبل، وهل بالفعل أكله يُنقض الوضوء أم لا، وقد نجد أن المالكية والشافعية والحنفية بالإضافة إلى مجموعة من السلف قد اقروا بأن أكل لحم الإبل لا يحتاج إلى وضوء، ويحوز الصلاة بعد أكله دون إعادة الوضوء مرة أخرى، وقد استدلوا على ذلك من قول سعيد بن الحارث عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أنه زمن رسول الله صل الله عليه وسلم كانوا لا يجدون طعام الإبل إلا قليلًا، وإذا وجدوه أكلوا منه، ولم يكون لهم مناديل إلا الأكف والسواعد والأقدام، وكانوا يصلون ولا يتوضؤون.
أما بعض العلماء قد أقروا بأن لحم الإبل ينقض الوضوء من أهمهم مذهب الحنابلة، وابن عثيمين، وابن المنذر، والنووي، وابن باز، وقد استدلوا على ذلك من السنة النبوية، وقد ورد عن البراء بن عازب رضي الله عنه، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد سُل عن الوضوء من لحوم الإبل فقال نعم توضؤوا منها)، وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه (أن رجلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، هل يتوضأ بعد لحم الغنم، فأجابه الرسول صلى الله عليه وسلم قال: إن شئت فتوضأ، وإن شئت فلا تتوضأ، ثم سأله هل أتوضأ من لحوم الإبل؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: نعم توضأ من لحوم الإبل، ثم سأله هل أصلي في مرابض الغنم؟ قال الرسول صلى الله عليه وسلم: نعم، ثم سأله هل أصلي في مبارك الإبل، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: لا.
شاهد أيضًا: لماذا لا يؤكل رأس الجمل
حكم الوضوء مِن شرب لبن ومرق لحم الإبل
قد أجاز العديد من العلماء والمذاهب الاربعة المالكية والحنابلة والشافعية والحنفية إمكانية الصلاة بعد شرب لبن ومرق لحم الإبل، وأنهما لا يُنقضوا الوضوء وقد استدلوا على ذلك بما ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قدم ناس من عُكل او عُرينة، فاجتووا المدينة، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بلقاح، وأن يشربوا من أبوالها وألبانها، فانطلقوا، والدليل على ذلك بأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يطلب منهم أن يتوضؤوا بعد شرب اللبن والأبوال، وان الرسول صلى الله عليه وسلم قد أمر بالوضوء من لحم الإبل فقط، حينما قال صلى الله عليه وسلم( توضؤوا من لحوم الإبل، ولا توضؤوا من لحوم الغنم) واللبن والمرقة ليس لحمًا.
هل أكل لحم الجمل سنة
يعتبر لحم الجمل كسائر اللحوم الأخرى يؤكل حسب الرغبة وهو ليس سُنة أو فرض على أمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن ما يُفرق لحم الإبل عن اللحوم الأخرى هو أنه يُنقض الوضوء.
هل مرق لحم الإبل ينقض الوضوء
لقد ورد إلى الشيخ محمد بن صالح العثيمين، سؤال: هل مرق لحم الإبل ينقض الوضوء، فكان رد بن عثيمين عليه: بأنه لا يُنقض الوضوء، أما الذي يُنقض الوضوء، هو اللحم، سواء كان لحم أحمر أو شحمًا أو أمعاءً أو كُرشًا أو كبدًا أو رئةً أو قلب، فكل ما يؤكل من الإبل يُنقض الوضوء.
وفي النهاية نكون قد عرفنا لماذا لحم الابل ينقض الوضوء حيث أن العلماء والرواة اختلفوا فيما بينهما في سبب ذلك، كما اختلفوا أيضًا في حكم إبطال لحم الجمل للوضوء، كما تعرفنا أيضًا على حك وضوء من تناول لبن أو مرق الإبل.