ما الاثار المترتبة على كفر النعم
جدول المحتويات
ما الاثار المترتبة على كفر النعم التي أنعم الله تعالى بها على الإنسان، فالأصل بنا أن نقوم بشكر النعم، وحمد الله تعالى على كل ما أنعم به علينا من نعم لا تعد ولا تحصى، والكفر بالنعم له عدد كبير من الاثار المترتبة عليه، والتي سوف نذكرها في مقالنا التالي، ونذكر حكم كفر النعم، وأسباب دفع عقوبات الكفر بالنعم، وكيف يكون شكر النعم؟، وصور لجحود وكفران النعم.
ما الاثار المترتبة على كفر النعم
كفر النعمة معناه: جحدها، وعدم شكرها والتحدّث عنها، ويترتب على كفر النعم زوالها، ووقوع العقاب من الله تعالى، ففي الحديث النبوي الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:(من صُنِعَ إليه معروفٌ فلْيُجْزِه ، فإن لم يجد ما يُجْزِه ، فليُثْنِ عليه ؛ فإنه إذا أثنى عليه ، فقد شكره ، و إن كتمه ، فقد كفره ، و من تحلَّى بما لم يُعْطَ كأنما لبس ثوبَيْ زورٍ)[1]،وشكر النعمة يكون بالقلب واللسان والجوارح، فكما أن كفر النعم يؤدي إلى زوالها، فإن شكر النعم يؤدي إلى زيادتها وكثرتها كما قال تعالى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}[2]،[3].
ومن أبرز الآثار الأخرى المترتبة على كفر النعم هي:[4]
- حلول غضب الله تعالى: فالله تعالى عادل في كل أحكامه وأقداره، حيث أعدّ جهنم لكل من يكفر بنعمه.
- الإبتلاء بالجوع: الجوع هو نوع من أنواع ابتلاء الله تعالى للناس الذين كفروا بنعمته.
- الإبتلاء بالخوف: يبتلي الله تعالى الإنسان الجاحد بنعمه سبحانه وتعالى بالخوف الذي يقلب حياته رأسًا على عقب.
- نقص الثمرات: فالله سبحانه وتعالى يبتلي الشخص الكافر بالمحن التي يصعب تجاوزها، ويبتليه بنقص الطعام والثمرات حتى يعودوا ويرجعوا إلى ربهم.
- الغفلة عن الدعاء: من أسباب قلة الرزق أيضًا، عدم الإلحاح على الله تعالى بالدعاء لطلب الرزق ليبارك الله تعالى برزقه.
- العقوق وقطيعة الرّحم: ومن الأسباب الرئيسة لقلة الرزق وضيق العيش وقلة البركة، هو عقوق الوالدين وقطيعة الرحم، فبر الوالدين وصلة الأرحام من أهم الأسباب التي لطول العمر وزيادة الرّزق.
- الإمساك عن الصدقات: فمن ينفق ويتصدّق في سبيل الله تعالى، فإن الله تعالى سيُيسر أمره ويُخرجه من ضيقه، ويُفرّج همه.
شاهد أيضًا: عبارات شكر لله تعالى
حكم كفر النعم
حكم كفر النعم هو من الكفر الأصغر الغير مخرج من الملة، ولا يُناقض أصل الإيمان، بل يُنقصه ويُضعفه، ولا يسلب صاحبه صفة الإسلام، والمشهور عند العلماء أنه كفر دون كفر، وهو من كبائر الذنوب، وصاحب هذا الكفر تناله شفاعة الشافعين بإذن الله تعالى، فهم يعرفون نعم الله تعالى، ويعترفون بأنها من عنده سبحانه وتعالى، ثم ينكرونها بما يقع من أفعالهم القبيحة، وأقوالهم الباطلة، حيث يقولون أنهم قد ورثوها من آبائهم، وأيضًا لا يستعملون هذه النعم في مرضاة الله تعالى، ولا في وجوه الخير التي أمرهم الله تعالى بصرفها فيها، ومن ذلك قول الرجل: لولا فلان لم يكن كذا وكذا، فينسبون النعمة إلى غير الله تعالى، مع علمهم أنها بتوفيق من الله وحده، والواجب أن تضاف الأمور عند وقوعها إلى إرادة الله سبحانه وتعالى وحده، فيقول الشخص: لولا الله ثم فلان، ليُعلم أن الأسباب مربوطة بقضاء الله تعالى وقدره فقط.[5]
شاهد أيضًا: جُحُودُ نعمةِ اللهِ تعالى، ونسبتُها لغيرِه باللِّسان يُعتبر من كفر النعمة ، وهو كفر أصغر
أسباب دفع عقوبات الكفر بالنعم
من أهم الأسباب التي تؤدي إلى رفع عقوبة الكفر بأنعم الله تعالى هي الآتي: [6]
- أن يشكر العبد الله عز وجلّ دائمًا على هذه النّعم، وذلك لكي تدوم هذه النعم وتبقى إلى الأبد، طالما العبد شاكر لها.
- على كل عبد من عباد الله تعالى الصالحين شكر ربه على النعم أثناء أدائه لعباداته الدينيّة كافة، من أهمها الصلاة لأنها أكثر العبادات التي يكون العبد بها قريب من الله تعالى، فمن أسماء الله الشكور، ومعنى الشكور هو الذي يزيد ويُكثر من الثواب على العمل الصالح الذي يقوم بها العباد الصالحين.
- شكر الله تعالى بالسرّ والعلن، فالعبد لا يكتفي بشكر ربه على النعم بالسر فقط، ولكن بالعلن أيضًا حتى يسمع غيره ويقتدي به، وبذلك يصبح شكر الله تعالى عادة لدى الجميع.
- شكر النعم بعد كل صلاة، فالمسلم يؤدي يوميًا 5 صلوات، إذا قام بحمد الله وشكره على أنعمه بعد كل صلاة، تزداد النعم بفضل الشكر والحمد.
شاهد أيضًا: من عقوبات كفر النعم
كيف يكون شكر النعم؟
من أكبر نعم الله تعالى علينا نحن كمسلمين أن هدانا إلى دين الإسلام، ونعمة البصر والسمع والذوق والشم وغيرها، ويمكننا شكر نعم الله تعالى عن طريق:[7]
- الإيمان بالله تعالى معبود حق: وأنه تعالى هو المُنعم والمتفضل على عباده، وأنه سبحانه وتعالى هو الرزاق الكريم، وما يحصل على يد العباد لتحصيل هذه النعم هو مجرد سبب من الأسباب.
- تعظيم الله تعالى: والتعلّق به، والخوف منه، ورجائه، ومحبته حبًا يُعين العبد على أداء حقه سبحانه وتعالى، وترك معصيته.
- الثناء على الله تعالى: ويكون الثناء باللسان، فيحمده العبد، ويشكره، ويتحدّث بنعم الله تعالى عليه أمام الآخرين.
- الشكر من خلال الجوارح: وذلك يكون عن طريق أداء العبد للفرائض وامتثال أوامر الله تعالى واجتناب نواهيه.
شاهد أيضًا: موقف المشركين إذا أذاقهم الله نعمة من النعم
صور لجحود وكفران النعم
كم من نعمة أنعم الله تعالى بها على عباده، من نعمة الإيمان، ونعمة الصحة، ونعمة العقل، وغيرها من النعم الكثيرة، وحذرنا الله تعالى من جحود وكفران النعم، ومن أبرز صور جحود وكفران النعم هي: [8]
الإعراض عن كتاب الله تعالى
فالقرآن الكريم، هو من أجلّ النّعم التي أنعم بها الله تعالى علينا، ففيه الهدى والنور ومن أعرض عن كتاب الله تعالى، وهجره وأنكر فضله ونعمته، وأعرض عن أحكامه وأخلاقه، فقد حجد بأهم نعمة من نعم الله تعالى علينا.
الإنحراف عن الطريق المستقيم
فالهداية إلى الطريق المستقيم نعمة لا تقدّر بثمن، ومن حُرمها فقد خاب وخسر في دنياه وآخرته، والطريق المستقيم هو الإسلام بأركانه وأحكامه وأخلاقه، فمن حادَ عنه فقد جحد نعمة الله تعالى وفضله، ومن انحرف عن الطريق المستقيم فقد أعرض عن عطاء الله تعالى وكرمه علينا.
التكاسل عن الطاعات
فقد خلق الله تعلى الإنسان، واستعمره في الأرض، وسخّر كل شيء في حياته ليؤدي وظيفته التي خلقه الله تعالى لأجلها، وهي طاعته، وشكره على أنعمه، فلم يسخر العباد طاقاتهم لحمد الله تعالى وشكره، بل وتكاسلوا عن أداء الطاعات والعبادات المفروضة عليهم، فهذا نوع من كفر أنعم الله.
توظيف النعم في معصية الله عزّ وجل
فكم من أُناس جحدوا نعمة الله وبدّلوها كفرًا وجورًا وظلمًا وفسادًا في الأرض، وظلمًا للعباد، واعتداءًا على حقوق وممتلكات الآخرين.
عدم الإعتراف بالمُنعم سبحانه وتعالى
فمن جحود النّعم أن يُصاب الشخص بالغرور، فيظنّ أن ما به من نعمة، بفضل قوته وذكائه وعلمه وتخطيطه وتدبيره، وينسى خالقه ورازقه، فلا يعترف بفضله عليه، ولا يشكره على عطائه، ولا يقوم بحقه، وينسب النعمة إلى النفس أو الغير، ومن يفعل ذلك يعاقبه الله تعالى بزوال النعمة وفقدانها، وجعله آية وعبرة للناس.
شاهد أيضًا: ما اركان الشكر
في نهاية مقالنا نكون قد تعرّفنا إلى ما الاثار المترتبة على كفر النعم ، وهي زوال النعم، ونزول عقاب الله تعالى على الشخص الكافر بالنعمة وجاحدها، وحكم كفر النعم، وأسباب دفع عقوبات الكفر بالنعم، وكيف يكون شكر النعم؟، وصور لجحود وكفران النعم.