ما هي الافعال المحرمة في العلاقة الزوجية
جدول المحتويات
ما هي الافعال المحرمة في العلاقة الزوجية هو سؤالٌ توضِّح إجابته الحدود الشرعية في العلاقة الزوجية والتي يجب على كل من الزوجين الالتزام بها وعدم تجاوزها، فقد أحلَّ الدين الإسلامي لكل من الزوجين الاستمتاع بالآخر، وبيَّن الأمور المُحرمة والجائزة والتي يجب مُراعاتها عند المعاشرة الزوجية، ومن خلال هذا المقال عبر موقع محتويات سنقوم بتوضيح هذه الأمور وشرحها، كما سنذكر آداب الجماع في الإسلام، وحكم العلاقة الزوجية عبر الإنترنت.
ما هي الافعال المحرمة في العلاقة الزوجية
إنَّ الأفعال المُحرمة في العلاقة الزوجية هي إتيان الزوجة من الدبر، أو حصول الجماع في وقت النفاس أو الحض، أو ابتلاع أحد الزوجين لمني الآخر وذلك لما في هذا الأمر من نجاسة، كما يُحرَّم أيضًا على الزوجين مشاهدة الأفلام الإباحية أثناء العلاقة بهدف زيادة الرغبة الجنسية، ويُحرَّم القيام بأي فعل يؤدي إلى الضرر بأحد الزوجين أو كليهما، وفيما يلي شرح كل من هذه الأفعال بالتفصيل.
اقرأ أيضًا: هل يجوز للزوجين التجرد من الثياب وقت الممارسة الزوجية
الإتيان في الدبر
حرَّمت الشريعة الإسلامية إتيان الزوج لزوجته من الدبر، أي حصول الجماع في موضع خروج الغائض من المرأة، وأكَّد على حرمة هذا الفعل سواء أكان ذلك في وقت الحيض، أو في غيره من الأوقات، كما عدَّه من الكبائر والذنوب العظيمة، فإنَّ هذا الفعل يؤدي إلى إلحاق الضرر بكل من المرأة’ والرجل، وهو فعل مُخالف للطبيعة التي خلق الله تعالى الإنسان عليها، لذا فهو مُحرَّم.[1]
الجماع وقت العبادة
حيث أنَّه لا يجوز للزوج معاشرة الزوجة أو مجامعتها في أوقات العبادة المفروضة، ومن ذلك الأوقات التي تكون فيها صائمة صيام مفروض مثل الصيام في شهر رمضان أو صيام القضاء في غيره، وكذلك لا يجوز الجماع في أوقات الإحرام للحج أو العمرة، ولا يجوز طلب الرجل من زوجته الجماع في حال كان هذا الأمر يُعطلها عن أداء عبادة مفروضة كالصلاة، فإنَّ في هذه الأحوال يحق للزوجة الامتناع عن زوجها وجعل الأولوية للعبادة المفروضة، والله أعلم.
الجماع وقت الحيض والنفاس
لا يجوز للرجل معاشرة زوجته ومجامعتها في وقت الحيض أو قبل انقطاع دم الحيض أو النفاس عنها، وذلك لقوله تعالى في كتابه الكريم: “وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ۖ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ ۖ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ”[2]، فإنَّ من قام بمجامعة زوجته في فترة الحيض أو النفاس وجب عليه التوبة الصادقة وكذلك وجب عليه دفع الكفارة اللازمة، والله أعلم.[3]
ابتلاع المني
إنَّ المني هو أمرٌ مًستقذر ونجس بحسب رأي الكثير من أهل العلم، ومنهم مالك وأبو حنيفة، وإنَّ ابتلاع المني فيه شيء من القذارة والنجاسة، وإنَّ الإسلام نهى عن كل أمر فيه نجاسة وقباحة، وقد قال النووي في حكم ابتلاع المني: “فيه وجهان: الصحيح المشهور أنه لا يحل لأنه مستخبث“، لذا فإنَّه لا يحق لكل من الزوجين ابتلاع مني الآخر، وكذلك لا يحل للرجل طلب ذلك من زوجته، والله أعلم.[4]
مشاهدة الأفلام الإباحية
إنَّ مشاهدة الأفلام الإباحية أو الصور الغير لائقة أو الفاحشة هو أمرٌ غير جائز بشكل قطعي سواء أكان هذا الفعل عند وجود الزوجة، أو في غير وجودها، ولا يحل ذلك لأي سبب كان، فإنَّ مشاهدة مثل هذه الأفلام يؤدي إلى الكثير من المشكلات بين الزوجين، والتي قد تصل بدورها إلى نفور كل منهما من الآخر أو قد تؤدي إلى الطلاق، كما أن في هذه المشاهدة استهوان للأمور الرذيلة والفاحشة، والله أعلم.[5]
الأفعال التي تؤدي إلى ضرر
إنَّ للزوج الحق في التمتع بجسد زوجته متى شاء وكيفما شاء، على أن يكون هذا الاستمتاع غير مُخالف للحدود الشرعية، ولا يُؤدي إلى ضرر أو أذى يُصيبه أو يُصيب زوجته، فإنه لا يجوز له أن يقوم بأي فعل يؤدي إلى الضرر، فقد نهى الإسلام عن رمي الإنسان لنفسه في التهلكة، وقد قال في ذلك الشيخ مرعي الكرمي: “وللزوج أن يستمتع بزوجته كل وقت على أي صفة كانت ما لم يضرها، أو يشغلها عن الفرائض“، والله أعلم.[6]
اقرأ أيضًا: هل يجوز شرب حليب الزوجة
الأفعال الجائزة في العلاقة الزوجية
إنَّ العلاقة الزوجية هي من أسمى وأرقى العلاقات الإنسانية، فإنَّها العش الذي تحصل فيه أكثر العلاقات خصوصية وهي المعاشرة الزوجية، فقد أحل الله تعالى لكل من الزوجين الاستمتاع بالآخر، وجعل الزواج هو الأساس الذي يُنظم هذه العلاقات، ويضعها ضمن إطار شرعي، وبيَّن أنَّه يجوز لكل من الرجل والمرأة الاستمتاع بالعلاقة الزوجية كيفما أرادوا، ومتى أرادوا على ألّا يتجاوزا المحرمات التي تمَّ ذكرها وتوضيحها، أو فعل ما هو مُخالف للأحكام الإسلامية، والله أعلم.[7]
اقرأ أيضًا: هل امر الرسول باستحمام الزوجين معا
آداب الجماع في الإسلام
بيَّن الدين الإسلامي بعض الآداب التي يُستحب مُراعاتها عند حصول الجماع، ومن هذه الآداب نذكر:[8]
- القيام بالتجمَّل للعلاقة، وذلك من خلال التطيب أو وضع العطر.
- مداعبة الرجل لزوجته، وتحضيرها لبدء العلاقة، وذلك لزيادة الرغبة والاستمتاع بنهما.
- القول عند البدء بالجماع: “اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا”.
- حدوث الجماع في المكان المُحلل شرعًا وهو الفرج، وعدم إتيان الدبر.
- تأكد الزوج من تحقق إشباع رغبة الزوجة.
- لا يجوز لكل من الزوجين التحدّث بين الناس بأسرار وتفاصيل العلاقة الزوجية.
- يجب على كل من الزوجين القيام بالاغتسال بعد الانتهاء من الجماع.
اقرأ أيضًا: حكم تقبيل الزوجة من الفم في نهار رمضان
حكم العلاقة الزوجية عن طريق النت
إنَّ استمتاع كل من الزوجين بالآخر عن طريق الإنترنت أو الهاتف، أو عن طريق مكالمات الفيديو هو أمرٌ غير جائز، وذلك لعدد من الأسباب منها:[9]
- إن هذا الفعل قد يُؤدي إلى استمناء كل من الزوجين أو أحدهما بنفسه، وهو أمرٌ غير جائز ومُحرَّم.
- قد يُؤدي هذا الفعل بأحد الزوجين إلى الانجراف إلى المعصية أو الأمور المُحرمة.
- يُمكن أن يحصل أثناء العلاقة عبر الإنترنت تسريب لبعض الصور لغيرهما وهو أمرٌ فيه حُرمة وخطر.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي أجاب عن سؤال ما هي الأفعال المحرمة في العلاقة الزوجية، والذي عدد هذه المُحرمات وشرح كل منها بالتفصيل، كما ذكر أيضًا الأفعال المباحة في العلاقة الزوجية، وأهم آداب الجماع، الإضافة لذكر حكم العلاقة عن طريق الإنترنت.