ما هي المسافة التي يجوز قصر الصلاة فيها

المسافة التي يجوز قصر الصلاة فيها هو أحد الأمور المهمّة التي لا بدّ للمسلمين من معرفتها، وقصر الصلاة عمومًا هو قصر الصلوات الرباعية على ركعتين، فيكون الظهر ثنتين العصر ثنتين العشاء ثنتين بالسفر أيّ بسبب السفر، ولا تقصر الصلاة إلّا في السفر خاصة، وذلك بشروط معينة تخصّ المصلي والمسافة التي قطعها والمدة الذي قضى السفر فيها، وهو ما سنعرفه في هذا المقال.

ما هي المسافة التي يجوز قصر الصلاة فيها

في الإجابة عن السؤال: ما هي المسافة التي يجوز قصر الصلاة فيها فهي أربعةُ بُرُدٍ أيّ 88 كم تقريبًا، وها ما أجمع عليه جمهور الفقهاء من مالكيّة وشافعيّة وحنابلة، وحنفية، وهو قول السلف الصالح جميعًا أيضًا، وذلك بدليل قول ابن عباس رضي الله عنه في الحديث: “يا أهلَ مَكَّةَ، لا تَقْصُروا في أقلَّ مِن أربعةِ بُرُديا أهلَ مَكَّةَ، لا تَقْصُروا في أقلَّ مِن أربعةِ بُرُد، وذلِك مِن مَكَّةَ إلى الطَّائفِ وعُسْفَانَ”[1]، وهناك رأي يقول: أنَّ القَصرَ يجوزُ في أيِّ سَفرٍ, ما دام يُسمَّى سَفرًا، طويلًا كان أمْ قصيرًا، ولا حَدَّ له، وهو رأي بعض الحنابلة وابن عثيمين، والألباني، واستدلوا بقوله تعالى في سورة النساء: “وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا”[2]، والله تعالى أعلم.[3]

شاهد ايضًا: حكم قصر الصلاة للمسافر

شروط صلاة القصر

بعد معرفة الإجابة عن السؤال: ما هي المسافة التي يجوز قصر الصلاة فيها، سنتعرّف على شرط قصر الصلاة وهي كالآتي:[4]

• شرط مسافة السفر: تعدَّدت آراء العلماء في تحديد المسافة التي إذا قطعها المسافر جاز له قصر الصلاة فيها، فذهب جمهور الفقهاء من الشافعية والمالكية والحنابلة إلى القول بأنَّ مسافة السفر المبيحة لقصر الصلاة مَسيرة يومين، أي ما يُعادل ثمانين كيلو متراً، وهو رأي الصحابة والتابعين كذلك، أمّا الحنفية فذهبوا للقول بأنّ مسافة السفر تُعادل ثلاثة أيامٍ بلياليها، واتّفق العلماء على أنَّ المسافر بالوسائل الحديثة من طائرةٍ أو سيارةٍ أو قطارٍ يُباح له قصر الصلاة، لأنّ علّة إباحة قصر الصلاة في السفر ليست المشقّة وإنمّا السفر.
• شرط نيّة السفر: يجب على المسافر أن ينوي السفر حتى يُباح له قصر الصلاة في السفر، فإن لم ينوِ السفر وإنّما خرج مسافةً طويلةً تعادل مسافة القصر بدون نيّة السفر فلا يجوز له قصر الصلاة.
• شرط بدء السفر ومفارقة عمران البلدة: لا يُشرع المسافر قصر الصلاة قبل البدء بالسفر ومغادرة حدود بلدته التي يُقيم بها، فالمسافر لا يُسمّى مسافراً إلا إذا ضرب في الأرض، أي بدأ سفره سواءٌ كان يسكن في الخيام، أو البنيان، لقول الله تعالى: “وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ”.[2]
• شرط نيّة القصر عند الإحرام بالصلاة: سواء كانت أوّلُ صلاة يصلّيها في السفر، أو في بداية كلِّ صلاة يُصلّيها في سفره، فلو أطلق المسافر النيّة أو شكّ في نيّته فيجب عليه إتمام الصلاة، لأنّ الأصل إتمامها، وهذا شرط عند الشافعية والحنابلة، أمّا الحنفية اشترطوا نيّة السفر فقط لجواز قصر الصلاة، واشترط المالكية نيّة قصر الصلاة عند أوّل صلاةٍ يؤدّيها المسافر في سفره فقط.

شاهد ايضًا: الصلاتان اللتان لا يجوز قصرهما

كيفية صلاة القصر

بعد معرفة الإجابة عن السؤال: ما هي المسافة التي يجوز قصر الصلاة فيها، سنتعرف كيفية صلاة القصر، والقصر هو أن يصلّي المسلم الصلوات المفروضة الرباعيّة ركعتَين تشبه ركعتي صلاة الفجر، وهي: صلاة الظهر، وصلاة العصر، وصلاة العشاء، بينما لا يمكن القصر في صلاتَي الفجر والمغرب، وهو مشروعٌ للمسافر فقط، قال الله -تعالى-: “وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا”[2]، وقد دلّ على جواز القصر في الصلاة للمسافر ما رواه أبو جُحيفة رضي الله عنه، حيث قال: “خَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالهَاجِرَةِ، فَصَلَّى بالبَطْحَاءِ الظُّهْرَ والعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ، ونَصَبَ بيْنَ يَدَيْهِ عَنَزَةً وتَوَضَّأَ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَتَمَسَّحُونَ بوَضُوئِهِ”.[5]

شاهد ايضًا: الجمع والقصر للمسافر كم يوم

وهكذا نكن قد أجبنا على السؤال: ما هي المسافة التي يجوز قصر الصلاة فيها، وعرفنا شروط صلاة القصر، وكيفية صلاة القصر، حيث لا يتم قصر الصلاة إلا في الصلوات الرباعية وفي السفر فقط.