حكم قصر الصلاة للمسافر

حكم قصر الصلاة للمسافر

حكم قصر الصلاة للمسافر هو الموضوع الذي سيتناوله هذا المقال فالصّلاة عماد الدين و عموده و هي أوّل شيءٍ يحاسب عليه العبد يوم القيامة، و هي ركنٌ من أركان الإسلام الخمسة و أهمّ فريضةٍ بعد الشهادتين فمن حافظ على الصلاة فله جنات الفردوس ثواباً و جزاءاً و من تركها فله عقابٌ شديد، فعلى المسلمين نساءً و رجالاً أن يعتنوا بالصلاة و إقامتها في وقتها كما شرّع الله.[1]

الجمع والقصر في الإسلام

إنّ الصلاة فريضةٌ مكتوبة و ركنٌ من أركان الإسلام و وجب على المسلم أداؤها في وقتها ففي تأخيرها ذنبٌ و في تركها كفر، لكن من المعروف أنّ الإسلام دين يسر لا دين عسر و قد يطرأ على الإنسان طارئٌ يمنعه من أداء الصلاة على وقتها و لأنّ الدّين الإسلاميّ لا مشقّة غير مستطاعةٍ في تطبيق شرعه فقد جعل الله سبحانه و تعالى الجمع و القصر لتخفيف المشقّة على المسلمين إذا خرجوا في طريق سفر و منعهم ذلك من أداء الصّلاة على وقتها، و تعريف القصر معنىً هو أن تصير الصلاة الرباعيّة ركعتين في السفر، أمّا تعريف الجمع معنىً هو أن يجمع المصلي بين صلاتين متتاليتين كالظّهر و العصر أو المغرب و العشاء و إمّا يكون الجمع في وقت الأولى  فيسمّى جمع تقديم ، أو يكون في وقت الصّلاة الثانية و يسمى جمع تأخير و قد أبيح الجمع و القصر في ظروف معينة و ذلك لتخفيف المشقة على المسلمين و مساعدتهم في أداء عبادتهم دون أعباء، فاليسر على المسلم مقصد و غاية من غايات الشريعة الإسلاميّة للتخفيف عن الإنسان و تحقيق المصلحة الدنيويّة و الأخرويّة له.[2]

حكم قصر الصلاة للمسافر

قد يخرج المسلم من بيته مسافراً لعمل أو يطلب علماً أو يبتغي شيئاً من الدّنيا أو الآخرة، و لكنّ سفره لا يمنعه من القيام بعبادة الله سبحانه و تعالى و أداء الصّلوات الخمس، مع العلم أنّه من الممكن أن توجد مشقّة في أداء الصّلاة على وقتها، لضيق الوقت أو لمشقة الطريق أو أيّ سببٍ كان و لأنّ الإسلام دين يسر و ليس دين عسر شرّع القصر و الجمع في الصّلاة، فالجمع بين صلاتين متتاليتين جائزٌ في الإسلام كما ورد عن أهل العلم لكن من الأفضل ألّا يجمع إلّا إذا كان في فعل كلّ صلاة في وقتها مشقّةٌ كبيرة، فإذا كان الجمع في السّفر جائزاً فما حكم قصر الصلاة للمسافر في السفر، إنّ حكم قصر الصلاة للمسافر هو سنّة مؤكّدة يفضل ألا يتركها المسلم في سفره فالنّبيّ صلّى الله عليه و سلم كما ورد عنه أنّه قصر الصلاة في كلّ أسفاره و لم يثبت عنه أنّه أتمّ في السفّر فعن أبو حنظلة حكيم الحذاء أنه قال: “سألتُ ابنَ عمرَ رضيَ اللهُ تعالى عنهما عن الصلاةِ في السفرِ قال: الصلاةُ في السفرِ ركعتانِ قلنا : إنَّا آمنونَ قال : سُنَّةُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ”،[3] فإنّ المسلم المسافر غير مخيّر في القصر و عدمه بل يتأكد له قصر الصلاة كونها سنةٌ مؤكدةٌ عن النّبي صلّى الله عليه و سلّم على عكس الجمع الذي يكون المسافر المسلم مخيراً فيه فهو جائز غير مستحب إلا وقت الحاجة و المشقّة.[4]

اقرأ أيضًا: مواقيت الصلاة في ظهران الجنوب, المملكة العربية السعودية

مدة الجمع والقصر للمسافر

جعل الإسلام الصّلاة مفروضةً على المسلم و عليه أداؤها في وقتها و لكن لأن الإسلام دين يسر فقد أباح القصر و الجمع في الصّلاة للمسافر، و ذلك لتخفيف المشقّة عليه و تيسير إقامة شعائر دينه أيضاً و قد كان الجمع في السفر جائزاً في حال وجود مشقّة مكلفة أمّا حكم قصر الصلاة للمسافر فهي سنة مؤكدة عن النّبي صلّى الله عليه و سلّم و يستحب للمسافر القصر ما دام في سفره، و لكن قد يتسائل البعض عن مدة الجمع و القصر للمسافر فقد ورد عن أهل العلم أنه في حال سافر المسلم مسافة ثمانين كيلو أو أكثر و إذا نزل في بلد و لن يقيم فيها أكثر من أربعة أيام فمن السنّة المستحبّة أن يقصر في الصلاة، أمّا إذا كان طريق سفره أقصر من ثمانين كيلو و نزل ببلد و ستكون فيها إقامته أكثر من أربعة أيام فالأصل في حكمه الإتمام لأنّه ليس بحكم المسافر، أمّا الجمع فيشترط في سفره وجود المشقّة في إقامة كل صلاة في وقتها فيجمع حينها و الله و رسوله أعلم.[5]

شروط صلاة القصر

إنّ الصّلاة من أعظم العبادات فهي عماد الدّين و لا يقوم إلّا بها و هي فريضةٌ مكتوبة، لكنّ الله أباح لعباده القصر في الصلاة و جعل لها أحكاماً كثيرة فيما يخص الصّلاة في السفر و ذلك لتخفيف المشقّة على المسلم، فما حكم قصر الصلاة للمسافر و ما شروط صلاة القصر، و قد أجاب العلماء على هذا التساؤل فقالوا إنّ من شروط القصر في الصّلاة هو الخروج من الدّيار أو البلد الأصليّة للإنسان فطالما هو في طريق سفر  على ألا يكون أقصر من ثمانين كيلو فمن المستحبّ أن يقصر في صلاته، ثم في بلد الوجهة إذا كان المسلم سيقيم أكثر من أربعة أيام فهو في حكم المقيم فالأجدر به أن يتمّ  الصلاة و لا يقصرها، و إذا كانت إقامته فيها أقلّ من أربعة أيام فيقصر في مدة إقامته تلك على أن تكون مسافة خروجه في سفره و وصوله إلى وجهته لا تقل عن المسافة المذكورة و هي ثمانين كيلو، فهذان الشرطان إن توافرا في السفر كان القصر مستحبّاً و إن لم يتوافرا كان حكم المسافر بحكم المقيم فهو لا يعتبر مسافراً و وجب عليه تمام الصلاة والله أعلم.[6]

كيفية صلاة القصر

إذا خرج المسلم في سفره  و أراد أن يصلي بعد أن استوفى سفره شروط القصر في الصّلاة فسيتسائل عن كيفية صلاة القصر في السفر، و قد وضّح الإسلام و بين طريقة و كيفيّة صلاة القصر بياناً واضحاً في القرآن و في سنّة النّبي محمّد صلّى الله عليه و سلّم، فالنّبيّ صلّى الله عليه و سلّم و كما ورد عنه أنّه كان يقصر في السّفر فإذا سافر صلى الظّهر ركعتين و العصر ركعتين و العشاء ركعتين أمّا المغرب فيصليها ثلاثاً دائماً و الفجر ركعتين دائماً، و بذلك يكون القصر فقط في الصّلوات الرباعية فيصليها المسلم ركعتين، فللمسلم إذا جاء وقت الظّهر عليه في سفره أن يصلي بدل أربعة ركعات لصلاة الظهر ركعتان فقط و للعصر ذلك و للعشاء ذلك نفسه و بذلك تخفّ المشقّة عن المسلمين.[7]

حكم قصر الصلاة للمسافر هو الموضوع الذي تناوله هذا المقال حيث تحدّث عن الجمع و القصر في الإسلام و ذكر حكم قصر الصلاة للمسافر، و عرّف المقال بمدة الجمع و القصر للمسافر و ذكر شروط صلاة القصر و وضح كيفية صلاة القصر.

المراجع

  1. ^ binbaz.org.sa , الصلاة في الإسلام , 06/12/2020
  2. ^ islamqa.info , الفرق بين الجمع والقصر , 06/12/2020
  3. ^ مسند أحمد , أحمد شاكر/أبو حنظلة حكيم الحذاء/6/320/إسناده صحيح
  4. ^ islamqa.info , حكم قصر الصلاة في السفر , 06/12/2020
  5. ^ binbaz.org.sa , أقصى مدة للقصر في السفر , 06/12/2020
  6. ^ islamweb.net , شروط قصر وجمع الصلاة للمسافر , 06/12/2020
  7. ^ binbaz.org.sa , كيفية قصر الصلوات وجمعها في السفر , 06/12/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *