جدول المحتويات
معلومات عن حرب القرم . إنّها الحرب التي يطلق عليها أيضًا تسمية الحرب الشرقيّة، والتي حصلت بين الدولة العثمانيّة والإمبراطوريّة الروسيّة. في الواقع أنّ معظم الحروب عبر التاريخ تبدأ بشرارة الدين، ويتمّ التستّر فيها على الأطماع التوسّعيّة والتي هي الأساس. من خلال موقع محتويات سنتعرّف على أسباب حرب القرم ووقائعها ونتائجها التي في الحقيقة كانت جسيمة ومرّوعة.
معلومات عن حرب القرم
ضمن معلومات عن حرب القرم إنّها الحرب التي انتصر فيها الحلفاء على القيصر الروسي، وقد استمرّت من شهر تشرين الأوّل/ أكتوبر من عام 1853 م، حتّى شهر شباط/ فبراير من عام 1856 م. في الواقع كانت حرب القرم نزاعًا عنيفًا أخذ اسمه من شبه جزيرة القرم التي تقع على البحر الأسود. لا سيما أنّها الحرب التي أودت بحياة ما يقدر بنحو 650 ألف شخص. حرّضت بريطانيا وفرنسا وتركيا وسردينيا ضد روسيا، التي كان حاكمها القيصر نيكولاس الأول يحاول توسيع نفوذه في منطقة الشرق الأوسط وشرق البحر الأبيض المتوسط على حساب تراجع الإمبراطوريّة العثمانيّة. في المقابل، رأى البريطانيّون والفرنسيّون أن انتزاع نيكولاس للسلطة يمثل خطرًا على طرق التجارة، وكانوا مصممين على إيقافه. في حين أنّ حرب القرم جرت أحداثها في كلٍّ من القوقاز، والبحر الأسود، والبلقان، والقرم. والجدير بالذكر بأنّ من نتائج حرب القرم هي معاهدة باريس التي تمّ التوقيع عليها عام 1856 م بين جميع الخصوم. [1] [2]
شاهد أيضًا: ملخص الحرب العالمية الأولى والثانية
بدايات حرب القرم
من خلال موضوعنا معلومات عن حرب القرم، سنتعرّف على بدايات هذه الحرب. في الواقع، كان الشرارة التي أشعلت حرب القرم التوتّر الدينيّ الحاصل بين الكاثوليك والأرثوذكس، بمن فيهم الروس، بشأن الوصول إلى القدس وغيرها من الأماكن التي كانت تعتبر مقدّسة من قبل الطائفتين المسيحيّتَين، وكانت القدس خاضعة للحكم التركي. لا سيما أنّه وبعد أعمال العنف التي شهدتها مدينة بيت لحم، وتمّ فيها قتل الرهبان الأرثوذكس، قام القيصر نيكولاس بإرسال رسالة إلى السلطان التركي عبد المجيد الأول، وطالب فيها ليس فقط بالمساواة في الوصول إلى المواقع الدينيّة؛ ولكن أيضًا أن يعترف السلطان العثماني بأنّ نيقولا هو حامي المسيحيين الأرثوذكس في جميع أنحاء الدولة العثمانيّة. في حين أنّ السلطان العثماني رفض طلب القيصر، فقرّر الأخير، والذي كان ينظر إلى تركيا على أنّها “الرجل المريض” في أوروبا، احتلال الإمارات التي تسيطر عليها تركيا في مولدوفيا وفالاتشيا، وهذه الأراضي اليوم هي جزءٌ من دولة رومانيا. [1]
الرد العثماني على قيصر روسيا
ردًا على هجوم قيصر في تشرين الأول/ أكتوبر 1853 م، أعلنت تركيا الحرب على روسيا وهجوم مضاد للقوّات الروسيّة. على الرغم من فوز الأتراك ببعض الانتصارات الأوليّة، إلاّ أن المعركة كانت غير متوازنة لصالح روسيا. لا سيما أنّه بعد شهر من بدء الحرب، قصفت الطائرات الحربيّة الروسية قوّة بحريّة تركيّة ممثّلة بالسفن الموجودة في ميناء سينوب على البحر الأسود، ممّا أدى إلى اشتعال النيران في هياكلها الخشبيّة بقذائف حارقة، وتمّ قتل ما يقرب من 2000 بحّارٍ وضابطٍ عثمانيّ. في حين ساعدت تلك المذبحة المروعة في تأجيج الرأي العام في أوروبا الغربيّة ضد الروس. [1] [2]
دخول الحلفاء في حرب القرم
في السياق نفسه معلومات عن حرب القرم، فإن عدوانيّة روسيا جعلت البريطانيين قلقين بشأن الحفاظ على تجارتهم مع تركيا والوصول إلى الهند. في غضون ذلك، رأى الفرنسيون، الذين مازالوا يتذكّرون هزيمة نابليون الأوّل على يد الروس، فرصةً للانتقام، فدخلوا الحرب إلى جانب تركيا. وكان ذلك في أواخر آذار/ مارس من عام 1854 م. وفي منتصف شهر أيلول/ سبتمبر 1854 م: [2]
- أرسل الحلفاء 30 ألف جندي فرنسي و26 ألف جندي بريطاني و4500 تركي في الساحل الشماليّ الغربيّ لشبه جزيرة القرم في بلدة إيفباتوريا.
- كانت الخطة هي التقدّم جنوبًا والاستيلاء على مدينة سيفاستوبول، وهي مدينة ساحلية شديدة التحصين كانت بمثابة القاعدة البحرية الرئيسيّة لأسطول البحر الأسود الروسي في شبه جزيرة القرم.
- بعد أيامٍ قليلة، واجه الحلفاء الروس في معركة ألما أوّل معارك حرب القرم، التي انتهت بعد ثلاث ساعات فقط بهزيمة قوّات القيصر. حيث قُتل أكثر من 5700 جندي روسي، بينما فقد البريطانيون والفرنسيون 962 جنديًّا.
- توجه الحلفاء بعد ذلك إلى سيفاستوبول لمّا توقعوا أن يكون حصارًا لمدة ثلاثة أشهر، وبدلًا من ذلك، فقد استمر القتال قرابة عام كامل.
شاهد أيضًا: الدول المشاركة في الحرب العالمية الثانية
صدام بريطاني روسي
من خلال موضوعنا معلومات عن حرب القرم، فإنّه في وقتٍ مبكّر، حاول الروس اختراق الخطوط البريطانيّة والاستيلاء على قاعدة للحلفاء في بالاكلافا في شبه جزيرة القرم، وهو الميناء، فاضطر البريطانيّون لتحويل بعض قواتهم للدفاع. في معركة بالاكلافا في تشرين الأوّل/ أكتوبر عام 1854 م: [2]
- استقبل فوج المرتفعات البريطاني 93، تقدم سلاح الفرسان الروسي. فأخبر قائد الفوج السير كولين كامبل رجاله أنّه لا يوجد أمل بالتراجع. لا سيما أنّه أصدر تعليماته بعبارة: “يجب أن تموت أينما تقف”، ما لم يتمكّنوا من صدّ الفرسان الروس.
- نجح اللواء الثقيل، والمؤلف من 800 من الفرسان البريطانيين، بملاحقة الروس، مما أدى إلى إصابتهم بالفوضى. لكن هذا النجاح طغى عليه الخطأ البريطاني الذي أعقب ذلك.
- أمر المشير البريطاني اللورد راجلان وحدة فرسان أخرى وهو اللواء الخفيف – لمنع الروس من تحريك المدفعية التي تم الاستيلاء عليها – بالدخول والاستيلاء عليهم. لكن أحد ضباطه، جورج بينغهام، إيرل لوكان، أصابه الارتباك بشأن البنادق التي كان راجلان يتحدّث عنها.
- كانت النتيجة أن اللواء الخفيف انطلق لمهاجمة بطارية المدفعية الخاطئة، التي كانت موجودة في واد للدفاع. حيث يمكن للروس إطلاق النار عليها منهم من ثلاث جهات. ومن بين 670 جنديًا في اللواء الخفيف قتل 110 وجرح 160، وفقدت الوحدة أيضًا 375 من خيولها.
معركة إنكرمان
في الواقع، حاول الروس هجومًا مفاجئًا آخر في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1854 م، لكنهم فشلوا مرّة أخرى. دارت معركة إنكرمان في القرم وسط ارتباك مرعب بسبب الضباب الكثيف، مما أجبر مجموعات صغيرة من الجنود البريطانيين على التقدّم بشكلٍ أعمى نحو إطلاق النار ومحاربة الروس أينما وجدوا. لم يستطع الروس رؤية قوات الحلفاء، ولم يدركوا أبدًا أنهم كانوا أقل عددًا بكثير. في النهاية، تراجع الروس. لكن بعد أنّ خسروا 12000 جندي، بينما خسر البريطانيون 2500 جندي والفرنسيون 1700 جندي. لكن الحلفاء واجهوا عقبات أخرى غير الروس. لا سيما أنّه في شتاء 1855 م، اجتاحت عاصفة شديدة شبه جزيرة القرم. ودمرت خيام الجيش البريطاني وأغرقت السفن التي تحمل الإمدادات الطبيّة والأغذية والملابس. واضطر الجنود إلى حفر الخنادق في البرد القارس، واستسلم الكثيرون لأمراض مثل الكوليرا. [1]
التراجع الروسي
في السياق نفسه معلومات عن حرب القرم، فقد عانى الروس المحاصرون أيضًا، وفي النهاية خرّت قواهم. في صيف عام 1855 م، بعد هجومَين فاشلين وقصف مطوّل، اجتاح الجنود الفرنسيون الروس في أوائل أيلول/ سبتمبر في قتالٍ بالأيدي، ورفعوا علمهم فوق مالاكوف، وهو تحصين رئيسي في دفاعات سيفاستوبول. بعد أيام قليلة، أحرق الروس ما تبقى من سفنهم في سيفاستوبول وانسحبوا من المدينة. ومع تهديد النمساويين بالانضمام إلى الحرب من جانب الحلفاء، قرر الروس أخيرًا أن لديهم ما يكفي من خسائر. [2]
شاهد أيضًا: لماذا ضمت روسيا القرم
معاهدة باريس
ضمن معلومات عن حرب القرم، فقد اتّفق المتحاربون على إنهاء الحرب، ووقعت معاهدة باريس في آذار/ مارس عام 1856 م. وافقت روسيا على إعادة الأراضي التي استولت عليها. وكان البحر الأسود منزوع السلاح. لكن السلام جاء بتكلفة باهظة، واستمرت التوترات بين الروس والأتراك لعقود. في نهاية المطاف اندلعت الإمبراطوريتان على طرفي نقيض في الحرب العالمية الأولى، وقد كان هذا الصراع هو الأكثر دموية، حيث لم تنجُ منه روسيا القيصريّة ولا حتّى الدولة العثمانية. في الواقع كانت حرب القرم أول صراع تكنولوجي حديث، وفقًا لمعهد الهندسة والتكنولوجيا. لا سيما أنّه لأول مرة، استخدم الجنود البنادق التي تم إنتاجها بكمياتٍ كبيرة في المصانع. وسقطت على السواحل في سفن هجومية مدرعة. تواصلت القوات البريطانيّة والفرنسية بين شبه جزيرة القرم والمقر الرئيسي في باريس عبر خطوط التلغراف. وأنشأت خطوط السكك الحديديّة لنقل الإمدادات والذخيرة. [1] [2]
ختامًا، قدّمنا في هذه المقالة معلومات عن حرب القرم ، والتي مهّدت للحرب العالمية الأولى. يبقى أن نشير إلى أنّ الحرب أدّت بشكلٍ غير مباشر إلى اختراق أكبر، حيث طوّر نوع جديد أكثر قوة ودقّة من قذائف المدفعيّة. إذ اكتشف أن براميل المدفع البحرية المصنوعة من الحديد ليست قويّة بما يلزم. وتمّ الإنتاج الضخم للصلب، والذي أصبح مادة أساسيّة في الحرب الحديثة.
المراجع
- ^ britannica.com , Crimean War , 24/02/2022
- ^ nam.ac.uk , Crimean War , 24/02/2022