من تولى الخلافة بعد الخليفه معاويه بن ابي سفيان
من تولى الخلافة بعد الخليفه معاويه بن ابي سفيان هو سُؤالٌ يُطرح في كُتُب سِيَر الخلفاء الرّاشدين، لتوضيح خلافة معاوية بن أبي سفيان، ولبيان طبيعة الحياة الخلافيّة، ومدى ازدهارها، من ناحية الحياة السّياسية والشّؤون الدّاخلية،ولذكر الخلفاء الأمويين الذين جاؤوا بعده.
معاوية بن أبي سفيان
معاوية بن أبي سُفيان هو الصّحابي الجليل الذي جاء بعد الخليفة عليّ بن أبي طالب-رضي الله عنه- وهو أول ملوك المسلمين بعد الخلفاء الرّاشدين، وأمّا عن بطاقتة التّعريفية، فهي فيما يأتي:
- اسمه: معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، الأموي، المُكنى بأبي عبد الرحمن.
- نشأته وحياته: نشأ في عائلة عريقة النّسب، فأمّه هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف العبشمية القرشية، ووالده أبو سُفيان بن حرب، أسلم في يوم فتح مكة، مع والده، وشهد غزوة حُنين، وقد كان من المؤلفة قلوبهم، ثمّ حسُن إسلامه، وكان من كُتّاب الوحي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- روى عن النّبي -صلى الله عليه وسلم- مائة وثلاثة وستون حديثًا، وهو سادس الخلفاء الرّاشدين، ومُؤسس الدّولة الأموية في الشّام، وهو من أوائل خُلفائها.[1]
- صفاته: اشتهر معاوية بن أبي سفيان بالدّهاء والحنكة، وتوافرت فيه صفات القائد النّاجح، مع تحلّيه بصفات الحلم والتّواضع[2]. وأمّا عن سؤال من تولى الخلافة بعد الخليفه معاويه بن ابي سفيان، فسيأتي الحديث عنه.
من تولى الخلافة بعد الخليفه معاويه بن ابي سفيان
من تولى الخلافة بعد الخليفه معاويه بن ابي سفيان هو سؤالٌ أثار الشّكوك حوله، حيث أنّ الحسن بن علي-رضي الله عنه- عندما تنازل للخلافة لمعاوية بن أبي سفيان، بعد موت والده اشترط عليه أن تكون الخلافة من بعده بالشورى بين المسلمين، إلّا أنّ الخليفة معاوية بن أبي سفيان أعطى الخلافة من بعده لابنه يزيد، لأنّ الدّولة الأموية كانت في لحظة اختلاف واضطراب، فخشِي من تفاقمها، فتشاور مع كبار الصّحابة ورؤساء القوم وولاة الأمصار، فوافقوه على الأمر، فتمّت المُبايعة ليزيدٍ من قِبل الكثير من الصّحابة، وجاءته الوفود تُبايعه.
قال ابن خلدون رحمه الله : ” والذي دعا معاوية لإيثار ابنه يزيد بالعهد دون من سواه إنّما هو مُراعاة المصلحة في اجتماع النّاس، واتّفاق أهوائهم باتّفاق أهل الحلّ والعقد عليه حينئذٍ من بني أمية، إذ بنو أمية يومئذٍ لا يرضون سواهم، وهم عصابة قريش وأهل الملّة أجمع، وأهل الغلب منهم، فآثره بذلك دون غيره ممن يظنّ أنّه أولى بها، وعدل عن الفاضل إلى المفضول حرصًا على الاتّفاق واجتماع الأهواء الذي شأنه أهم عند الشّارع، وإن كان لا يظن بمعاوية غير هذا، فعدالته وصحبته مانعة من سوى ذلك”، وهذا ما دفع معاوية -رضي الله عنه- لفعل ما يراه الأصلح والأنسب لحال الأمّة في وقت اختلافها وحصول الفتنة بين صفوفها، فقد رأى أنّ درء المفاسد أولى من جلب المصالح، وهذا ما نصّت عليه الشريعة الإسلامية.[3]
من تولى الخلافة بعد الخليفه معاويه بن ابي سفيان هو سؤالٌ مهمٌ ظهرت إجابته من خلال خاتمة المقال، والتي تنصّ على أنّ معاوية بن أبي سفيان قد أسند الخلافة لابنه يزيد بعد موته درءًا للمفاسد.