من هو مؤلف كتاب الكامل في اللغة والأدب
جدول المحتويات
من هو مؤلف كتاب الكامل في اللغة والأدب ؟ هذا الكتاب الذي يعد من أمتع كتب العربية، و علامة فارقة في محتوياته فهو يثقف النفس، ويهذب الروح ، ويصقل العقل، ويوسع الأفق، وينمي في الإنسان ملكة حب المعرفة. كما يعدّ مصدراً لأصول علم الأدب وأحد أركانه، وقد أقبل العلماء وطلاب الأدب على قراءته وإقرائه، ومنهم من شرحه، وترجمه، ومنهم من علق عليه ونبه منتقداً أغلاطه وعيوبه. كما ويقع الكتاب في أربعة أجزاء، وقد طُبع مرات عديدة. كذلك شرحه سيد المرصفي في ثمانية أجزاء كبيرة بعنوان (رغبة الأمل في شرح الكامل).
من هو مؤلف كتاب الكامل في اللغة والأدب
مؤلف كتاب الكامل في اللغة والأدب هو أبو العباس محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الملقب بالمبرِّد، الذي ولد بالبصرة في عام 210 هـ ، انكب على العلم منذ حداثته، تعلم أصول النحو واللغة والتصريف . ثم صار إماماً في النحو واللغة، وإليه انتهى علم العربية. كما واشتهر بإقراء كتاب سيبويه وهو غلام . وتوفي ببغداد سنة 285 هـ ودفن في مقبرة باب الكوفة.
اقرأ أيضاً: من هو مؤلف ما وراء الطبيعة
كتاب الكامل في اللغة والأدب
إن مؤلف كتاب الكامل في اللغة والأدب المبرّد. كان في هذا الكتاب قد ختم مؤلفاته بأهم كتبه على الإطلاق بحسب النقاد والمهتمين. وذلك لأنه يتضمن مجموعة كبيرة من مختارات الشعر والنثر ومما جاء في الكتاب:
- تفرد في فصل عن أخبار الخوارج وشعرهم وأدبهم.
- فيه العديد من التفسيرات اللغوية، والآراء النحوية.
- في الكتاب إشارات بلاغية ، حيث تحدث عن الكناية وأقسامها، والمجاز وأنواعه، والاستعارة وألوانها، والالتفات والتجريد.
- أفرد للتشبيه باب خاصاً، وبين أن (العرب تشبه على أربعة أضرب، فتشبيه مفرط، وتشبيه مصيب، وتشبيه مقارب، وتشبيه بعيد يحتاج إلى التفسير ولا يقوم بنفسه، وهو أخشن الكلام).
- كما خص الإيجاز، وأسماه الاختصار، وقيده بالمفهم، والإطناب ووصفه بالمفخم،
- جمع ألفاظ العرب البينة، القريبة، المفهمة، الحسنة الوصف، الجميلة الرصف.
- كذلك يحتوي على عدد كبير من الأمثال العربية وشرحها، حيث بلغت خمسة وسبعين مثلاً. كذلك ذكر أصلها والمناسبة التي تقال فيها.
- أورد المبرد أقوال الحكماء وأخبارهم، حتى أنه جعل فصلاً في ذلك عنوانه: نبذ من أخبار الحكماء.
- لا يخلو الكتاب من النوادر والطرائف التي تريح القارئ من عناء القراءة، أو السأم وهي في مجملها لا تخرج عن آداب اللياقة. في حين كل الطرائف التي يوردها من الحديث المنعش المليح.
اقرأ أيضاً: من مؤلف معجم العين
حول مؤلف كتاب الكامل في اللغة والأدب
شهد كثيرون بصفات المبرد مؤلف كتاب الكامل في اللغة والأدب ونورد فيما يلي بعض الآراء فيه:
- أبو بكر بن أبي الأزهر قال: ” كان أبو العباس محمد بن يزيدَ من العلم وغَزارة الأدب، وكثرة الحفظ، وحسن الإشارة، وفصاحة اللسان، وبراعة البيان، ومُلُوكِيَّة المجالسة، وكَرَم العِشْرة، وبلاغة المكاتبة، وحَلاوة المخاطبة، وجَوْدة الخط، وصحَّة القريحة، وقُرْب الإفهام، ووضوح الشرْح، وعُذوبة المنطق ، على ما ليس عليه أحد ممَّن تقدَّمه أو تأخَّر عنه.”
- إسماعيل بن إسحاق القاضي قال: ” لم يرَ المبرّد مثلَ نفسه ممَّن كان قبلَه، ولا يوفى بعدَه مثلُه”.
- ابن جني: “يعد جبلاً في العلم، وإليه أفضت مقالات أصحابنا، وهو الذي نقلها وقررها وأجرى الفروع والعلل والمقاييس عليها”.
- الأزهري: ” كان أعلم الناس بمذاهب البصريين في النحو ومقاييسه “.
- القاضي الفاضل قال: ” طالعته سبعين مرة، وكل مرة أزداد منه فوائد”.
- أبو الفرج المعافى بن زكريا في كتابه: “وعمل أبو العباس محمد بن يزيد النحوي كتابه الذي سماه (الكامل) وضمنه أخباراً وقصصاً لا إسناد لكثير منها، وأودعه من اشتقاق اللغة وشرحها وبيان أسرارها وفقهها ما يأتي مثله به، لسعة علمه وقوة فهمه ولطيف فكرته، وصفاء قريحته، ومن جلي النحو والإعراب وغامضها ما يقل وجود من يسد فيه مسده .”
شعر المبرّد
للمبرّد مؤلف كتاب الكامل في اللغة والأدب كتابات نثرية وشعرية كثيرة ومن أشعاره نورد ما قاله في هذين البيتين:
بنفسي أخٌ شددتُ به أَزْرِي
فألقيته حراً على العُسْر واليسرِ
أغيبُ فلي منه ثناءٌ ومدحةٌ
وأحضرُ منه أحسنَ القول والبِشْر
بذلك نكون قد أضأنا على من هو مؤلف كتاب الكامل في اللغة والأدب وأحطنا ببعض المعلومات حوله وحول محتويات هذا الكتاب الذي يعدّ من نفائس المكتبة العربية، رغم العيوب والمآخذ التي فيه. كما ونبه إلى أغلاطه الإمام علي بن حمزة اللغوي البصري في كتابه (التنبيهات على أغاليط الرواة).