نزلت سورة لقمان في هو ما سيتناوله هذا المقال، ولكن قبل ذلك لا بدّ من الإشارة إلى أنّ سور القرآن الكريم سمّيت في غالبها بما اشتهرت به في عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وبعضها من كانت تسميته باجتهاد الصحابة تماشيًا مع ما تتناوله السور من الموضوعات وأسباب نزول كلّ سورةٍ على حدى، والله ورسوله أعلم.[1]
سورة لقمان
قبل لبان نزلت سورة لقمان في ماذا لا بدّ من التعريف بهذه السورة المباركة بشكلٍ أكبر، فسورة لقمان هي السورة الواحد والثلاثين في ترتيب القرآن الكريم، حيث يبلغ عدد آياتها أربعٌ وثلاثون آية، وتشمل هذه الآيات على خمسمئةٍ وخمسين كلمة، والتي تشمل بدورها على ألفين ومئةٍ وواحدٍ وعشرين حرفًا، لكلّ حرفٍ من الحروف حسنة، والحسنة بعشرةٍ من أمثالها، والله يضاعف لمن يشاء، وهو الفضل العام لتلاوة القرآن الكريم، وكذلك تلاوة سورة لقمان على وجه الخصوص، وسورة لقمان من السور المكيّة كما أخبر أهل العلم والاختصاص في تحديد السور المكية والمدنيّة.[2]
نزلت سورة لقمان في
بعد التعريف بأسباب تسمية سور القرآن الكريم وأنّ لكلّ سورة من السور أسباب نزول خاصّة بها، وكذلك بعد التعريف بسورة لقمان لا بدّ من الخوض في توضيح ما يتناوله موضوع هذا المقال، حيث نزلت سورة لقمان في مكّة المكرمة مكانًا، وفي قصة وصايا لقمان الحكيم مناسبةً، حيث سميت السورة بسورة لقمان نظرًا لما اشتملته من من القصة للقمان الحكيم في بيان حكمته وتوضيح أسرار المعرفة التي كان يمتلكها بفضل الله تعالى، فقد تناولت السورة الوصايا الثمينة التي أنطقها الله سبحانه للسان للقمان الحكيم قائلًا إيّاها لولده، وكذلك تناولت السورة صفات الخالق سبحانه العظيمة، وذمّت الشرك والمشركين، وأمرت بمكارم الأخلاق إلى جانب أسرار المعرفة بالخالق وبيان فضيلة الحكمة إلى جانب ما تناولته من الوصايا.[1]
شاهد أيضًا: أين نزلت سورة لقمان
فضل سورة لقمان
إنّ الخوض في الحديث حول ما يتناوله موضوع هذا المقال: نزلت سورة لقمان في لا بدّ من بيان فضل سورة لقمان كما أوضحها أهل العلم اعتمادًا على الأحاديث النبوية الشريفة:[3]
- روى عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “{مَفاتِحُ الغَيْبِ} خَمْسٌ: (إنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ويُنْزِلُ الغَيْثَ ويَعْلَمُ ما في الأرْحامِ وما تَدْرِي نَفْسٌ ماذا تَكْسِبُ غَدًا وما تَدْرِي نَفْسٌ بأَيِّ أرْضٍ تَمُوتُ إنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)”.[4]
- كذلك روى البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: “كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يُصلِّي بنا الظُّهرَ فنَسمعُ منهُ الآيةَ بعدَ الآياتِ مِن سورةِ لُقمَانَ والذَّارياتِ“.[5]
مقاصد سورة لقمان
نزلت سورة لقمان في مكة المكرّمة قبل الهجرة إلى المدينة المنورة، وكان نزولها بالوصايا التي قالها لقمان الحكيم لولده، وقد يتساءل البعض بعد بيان سبب نزلها ومكان نزولها عن المقاصد التي حملتها هذه السورة، ومن مقاصد سورة لقمان:[3]
- التأكيد على الحكمة العظيمة التي نزل بها القرآن الكريم.
- وكذلك التنويه على أهمية هدي القرآن الكريم، فهو لا يحمل بين جنباته إلى الهداية والرشاد للمؤمنين.
- التحذير من اتّخاذ آيات الله للهو واللعب.
- كما حرصت على بيان قدرة المولى سبحانه على الخلق والإبداع.
- كذلك عالجت العقيدة في نفس كلّ من أشرك بالله.
- كما بيّنت للناس مزيّة الدين الإسلامي في كونه دين الحق.
- وكذلك ردّت السورة على كلّ من عارض القرآن الكريم، وبيّنت امتداد علوم الله الواسعه التي لا يمكن أن تنتهي.
- وبيّنت أنّ الجزاء في الآخرة يكون من جنس الإيمان والكفر في الدنيا، وحذّرت من دعوة الشيطان.
وصايا لقمان التربوية
نزلت سورة لقمان في الوصايا التي أنطقها الله سبحانه للقمان الحكيم عندما أوصى ابنه، ووصايا لقمان هي تسع مواعظ عظيمة حملت في طياتها المظاهر التربوية والأصول التي ينبغي للتربية أن تقوم بها، ومن وصايا لقمان التربوية:[6]
- أن لا يشرك المرء بالخالق سبحانه، قال تعالى:{يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}.[7]
- الحرص على برّ الوالدين، قال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}.[8]
- مراقبة حدود الخالق والحرص على الوقوف عندها، قال تعالى: {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ}.[9]
- وكذلك الحرص على إقامة الصلاة والمداومة عليها، قال تعالى: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ}.[10]
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال تعالى: {وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}.[10]
- الأدب في التعامل مع الآخرين، قال تعالى: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}.[11]
- كذلك على المرء أن يحرص على الابتعاد عن مظاهر التكبر، قال تعالى: {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}.[11]
- الاعتدال في المشي والتواضع، قال تعالى: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ}.[12]
- كذلك الاعتدال في الصوت والأدب في عدم رفع الصوت، قال تعالى: {وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ}.[12]شاهد أيضًا: ما اول وصية وصى بها لقمان لابنه
نزلت سورة لقمان في مكة المكرمة وسميت بهذا الاسم لما تناولته من وصايا لقمان الحكيم لابنه، وقد تناول المقال التعريف بسورة لقمان، وبيان الفضل الذي حملته تلك الآيات كما ورد في السنة النبوية الشريفة، وكذلك ذكر المقال مقاصد السورة، وكذلك وصايا لقمان الحكيم.
المراجع
- ^ marefa.org , تسمية سور القرآن وأسباب النزول , 11/02/2021
- ^ marefa.org , سورة لقمان , 11/02/2021
- ^ islamweb.net , مقاصد سورة لقمان , 11/02/2021
- ^ صحيح البخاري , البخاري/عبد الله بن عمر/4627/صحيح
- ^ الخلاصة , النووي/البراء بن عازب/1/385/إسناده حسن
- ^ alukah.net , وصايا لقمان التربوية , 11/02/2021
- ^ سورة لقمان , الآية 13
- ^ سورة لقمان , الآية 14
- ^ سورة لقمان , الآية 16
- ^ سورة لقمان , الآية 17
- ^ سورة لقمان , الآية 18
- ^ سورة لقمان , الآية 19