نزل الوحي على سيدنا محمد وهو في عمر

نزل الوحي على سيدنا محمد وهو في عمر

نزل الوحي على سيدنا محمد وهو في عمر كان مُحبّب عنده الخلّوة في غار حراء، حيث كان يتعبّد فيه، ويتفكر في ملكوت السّماوات والأرض، وقد كانت زوجته خديجة بنت خويلد-رضي الله عنها- تُعدّ له الزّاد، وتُعينه على نوائب الدّهر، وتُهيّء له كلّ مقومات الخلّوة والعزلة؛ ليتأمّل في خالق هذا الكون.

حياة رسول الله قبل البعثة

وُلِد رسول الله-صلى الله عليه وسلم- في مكة المُكرمة في عام الفيل، في الثّاني عشر من ربيع الأول، وهو من قبيلة بني هاشم الذين كان لهم مكانة ومنزلة بين القبائل في مكة، فقد كان معهم مُفتاح الكعبة المُشرّفة، وقد تحمّلوا مسؤولية سُقيا الحجاج في موسم الحجّ، لذلك كانت حياة الرّسول-صلى الله عليه وسلم- مُتأثّرةً بقبيلته، التي لها مكانة بين كلّ القبائل العربية، فكان في كفالة جدّه عبد المُطلب بعد وفاة والده عبد الله، الذي كان من زعماء قُريش، وبعد وفاة جدّه كفِله عمّه أبو طالب، الذي علّمه التّجارة حتى أصبح تاجرًا معروفًا، وتزوّج من السّيدة خديجة بنت خويلد-رضي الله عنها- التي كانت ابنت زعيم، فاحتوته ورعته، وكان منها المال والولد، حتى جاءت بعثته كنبي مُرسل من الله-تعالى- وفيما يأتي سيتكلّم المقال عن بيانٍ وتوضيحٍ لعنوان نزل الوحي على سيدنا محمد وهو في عمر .

نزل الوحي على سيدنا محمد وهو في عمر

نزل الوحي على سيدنا محمد وهو في عمر الأربعين، وهو القول المشهور عند أهل العلّم، والذي صحّ عند أهل السِّير، وقد روى الإمام أحمد  عن ابن عباس قال أُنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربعين سنة،[1] وقد ذكر الحافظ ابن عساكر عن ابن المنذر أنّه قال: “لا يشك أحد من علمائنا: أنّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وُلِد عام الفيل، وبُعث على رأس أربعين سنة من الفيل”[2] وجاء في كتاب الرّحيق المختوم للمباركفوري- رحمه الله-  عن وقت نزول الوحي- عليه السّلام- فقال: “وبعد النّظر والتّأمل في القرائن والدّلائل يمكن لنا أن نُحدد يوم نزول الوحي بأنّه يوم الاثنين لإحدى وعشرين مضت من شهر رمضان ليلًا، ويوافق 10 أغسطس سنة 610 مـ”[3]

كم استمر نزول الوحي على رسول الله

تكلّم المقال سابقًا أن نزل الوحي على سيدنا محمد وهو في عمر الأربعين سنة، وقد جاءه الوحي جبريل-عليه السّلام- في أشكالٍ كثيرةٍ، ابتداءً من الرؤيا الصّالحة كفلق الصّبح، وانتهاءً برؤيته كمَلَك، وقد استمرّ نزوله مدة ثلاثٍ وعشرين سنة،[4] ما بين مكة المكرّمة والمدينة المُنوّرة، يُنزل القرآن الكريم بحسْب الوقائع، حتى تُوفّي الرّسول- صلى الله عليه وسلم- تاركًا خلفه جيلًا من الصّحابة-رضوان الله عليهم- محفوظٌ في صدورهم ومكتوبًا على الأوراق حتى وصل إلى الوقت الحالي.

وفي الختام نزل الوحي على سيدنا محمد وهو في عمر الأربعين سنة، واستمر نزوله مدّة ثلاث وعشرين سنة ما بين مكة والمدينة، لتنتهي حياة أشرف الخلق بجوار ربه سُبحانه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *