اسباب الانحراف عن العقيدة الصحيحة .. الجهل بالعقيدة الصحيحة

اسباب الانحراف عن العقيدة الصحيحة

اسباب الانحراف عن العقيدة الصحيحة للتعرّف عليها لا بدّ من معرفة ماهيّة العقيدة، وماذا تعني، وما الفرق بينها وبين التّوحيد، فالعقيدة لغةً: الرّبط والشدّ بقوّةٍ ونحو ذلك، وتعني العقيدة اصطلاحاً: ما ينعقد عليه قلب المرء ويجزم به ويؤمن، فلا يتسلّل له الشكّ ولا الرّيبة، والعقيدة هي الايمان الجازم الذي يترتّب عليه القول والعمل، أمّا التّوحيد فهو في اللغة إفراد الشيء أي الحكم بأنّ الشيء واحد، واصطلاحاً هو الاعتقاد بتفرّد الله سبحانه بالربوبيّة والألوهيّة.[1]

الجهل بالعقيدة الصحيحة

قبل الخوض في الحديث عم اسباب الانحراف عن العقيدة الصحيحة لا بدّ من بيان الجهل فيها، فإنّ العقيدة أساس الدّين الإسلاميّ، والمسلم يجب أن يكون مؤمناً بالله ومؤمناً بوحدانيّته، وعليه أن يكون عالِماً بأمور دينه، فالعقيدة الإسلاميّة تعني الشّريعة والتّوحيد، والشّريعة هي ما شرّعه الله سبحانه وتعالى في دينه القويم وقرآنه الكريم على لسان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فالجهل بالعقيدة الاسلامية له أكثر من باب.

وقد يعذر المرء على جهله ببعض الأمور في العقيدة، لكنه لا يعذر أبداً في جهله بأخرى، فالأمورالتي لا يعذر المرء بجهله فيها، هي الأمور التي جاء بها الإسلام واضحةً وبيّنها الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، كالأمور التي تتعلّق بأصل الدين والعقيدة، فقد أنزلها الله في كتابه، وبيّن الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- حقيقتها للمسلمين، كالجهل في أنّ عبادة أحدٍ من دون الله شرك، أو أنّ الزنا محرّمٌ في الإسلام، والاستهزاء بالدّين والسّخرية به أو سبّه أنّه كفرٌ أكبر، فكلّ هذه الأمور أشياءٌ لا يُعذر أن يدّعي الجهل بها أبداً، أمّا الأمور والمسائل في العقيدة التي قد يُعذر المرء لجهله فيها، فهي الأمور التي قد تخفى عن عامّة المسلمين، فمثلا بعض أمور الصلاة المبطلة لها، أو بعض أحكام الصيام، أو أن يكون المرء في بلادٍ بعيدةٍ عن الإسلام والمسلمون فيها قلّة،  قد يعذر الانسان لجهله فيها والله أعلم.[2]

اسباب الانحراف عن العقيدة الصحيحة

إنّ العقيدة الصّحيحة هي عقيدة التّوحيد، وهي العقيدة التي فطر الله النّاس عليها، فكلّ مولودٍ يولد على الفطرة، حيث أنّ البشر أجمعين ولدوا على الفطرة السّليمة والعقيدة الصّحيحة، لكنّ الكثير من العوامل والأسباب التي قد تدفع البشر للانحراف عن العقيدة الصّحيحة، وفيما يأتي بعضٌ من اسباب الانحراف عن العقيدة:[3]

  • أوّلها وأهمّها وساوس الشيطان ودعوته البشر الى طريق الهلاك والضّلال، حيث أن الشيطان  نذر نفسه لإغواء البشر منذ أن أنزل الله سبحانه وتعالى آدم إلى الأرض.
  • ومن الأسباب أيضا اتّباع شهوات النّفس، والانصياع للنّفس الأمّارة بالسّوء، وكما وُجد شياطينٌ من  الجنّ وُجد أيضاً شياطينٌ من الإنس ينشرون الفساد، ويضلّون النّاس عن عقيدتهم، اتّباعا لشهواتهم ووسوسات الشّيطان.
  • وأيضاً من أهمّ اسباب الانحراف عن العقيدة الصحيحة هما الأبوين،  فالرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- يقول:” يُصَلَّى علَى كُلِّ مَوْلُودٍ مُتَوَفًّى، وإنْ كانَ لِغَيَّةٍ، مِن أجْلِ أنَّه وُلِدَ علَى فِطْرَةِ الإسْلَامِ، يَدَّعِي أبَوَاهُ الإسْلَامَ، أوْ أبُوهُ خَاصَّةً، وإنْ كَانَتْ أُمُّهُ علَى غيرِ الإسْلَامِ، إذَا اسْتَهَلَّ صَارِخًا صُلِّيَ عليه، ولَا يُصَلَّى علَى مَن لا يَسْتَهِلُّ مِن أجْلِ أنَّه سِقْطٌ فإنَّ أبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، كانَ يُحَدِّثُ، قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما مِن مَوْلُودٍ إلَّا يُولَدُ علَى الفِطْرَةِ، فأبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أوْ يُنَصِّرَانِهِ، أوْ يُمَجِّسَانِهِ، كما تُنْتَجُ البَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ، هلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِن جَدْعَاءَ، ثُمَّ يقولُ أبو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} [الروم: 30] الآيَةَ”،[4] فالأبوين لهما دورٌ رئيسيٌّ في عقيدة الأبناء فإمّا يبقيانها صحيحةً سليمةً وإمّا يحرفانها عن الصواب والطّريق المستقيم.

عواقب الانحراف عن العقيدة الصحيحة

بعد الخوض في اسباب الانحراف عن العقيدة الصحيحة لا بدّ من الحديث عن عاقبة الانحراف عنها، ولمعرفة عاقبة الانحراف عن العقيدة الصّحيحة لا بدّ من معرفة العاقبة في اتّباع العقيدة الصّحيحة، فالعقيدة الصّحيحة هي منهجٌ قويم، ينجو صاحبه بنفسه وبدنه ويفوز في الدّنيا والآخرة، وتصاحبه سعادةٌ وتوفيقٌ من الله سبحانه.

أمّا من انحرف عن عقيدته وبدّلها فحياته ومصيره سيتبدّلان، فالانحراف عن العقيدة الصحيحة فيه مهلكةٌ وضياع، والمرء بدون عقيدةٍ صحيحةٍ يصبح فريسةً للأوهام والشّكوك، التي تتراكم عليه فتحجب عنه السّعادة والفلاح، فتضيق به الدّنيا وتنحدر به نحو الهلاك، ولو ملك مال الدنيا ولم يملك عقيدةً صحيحةً فلن يملك السّعادة، فالقوّة المادّية تحتاج عقيدةً صحيحةً توجّهها وتستثمرها في الطّريق الصّحيح لتتحقق بها السعادة، فالانحراف عن العقيدة الصحيحة خيبةٌ وهلاكٌ في الدّنيا، وخسرانٌ كبيرٌ في الآخرة.[5]

الواجب فعله للوقاية من الانحراف في الدين والعقيدة

على الإنسان أن يتمسّك بعقيدته ودينه، لأنّ العقيدة الصّحيحة هي التي جاء بها كتاب الله، وأثبتتها سنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وهي العقيدة الاسلاميّة والدّين الاسلامي،  فلا بد من التمسّك بالعقيدة الصّحيحة وما جاءت به، والابتعاد عن التّشكيك في أحكام الإسلام وعقيدته والإيمان بها إيماناً كاملاً، والابتعاد عن البدع ومحدثات البشر وضعيفي النفوس، فهؤلاء هم شرور النّاس وهالكيهم، فالعقيدة الصّحيحة كاملةٌ لا تحتاج أيّ زيادةٍ أو إحداثٍ، فالله أكمل الدّين وأتمّه بفضله سبحانه،  فعلى الانسان أن يتمسك بما شرّعه الله، ويسير على منهجه الواضح والقويم، ويقف عند حدوده ويترك ما أحدثه الناس.[6]

اسباب الانحراف عن العقيدة الصحيحة مقالٌ ورد فيه التّعريف بالعقيدة الصّحيحة، وذكر الفرق بين معنى العقيدة والتّوحيد، وأيضاً تمّ الحديث فيه عن الجهل في العقيدة وبيان المواضع التي قد يعذر فيها المرء بجهله فيها، والمواضع التي لا يعذر المرء أبدا بجهله فيها، وتحدّث المقال عن أسباب الانحراف عن العقيدة الصّحيحة والابتعاد عنها ، ودور الأبوين الرئيسيّ في قوام عقيدة الأبناء أو انحرافها، وذكر المقال مظاهر الانحراف عن العقيدة وما الواجب فعله للوقاية من الانحراف عن العقيدة الصّحيحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *