اعراض التوحد عند الرضع

اعراض التوحد عند الرضع

اعراض التوحد عند الرضع وكيفية تشخيص هذا المرض والوقاية منه، يعتبر التوحد من الأمراض التي تؤثر على تطور الطفل وطريقة تفاعله مع البيئة المحيطة به، وينبغي على الأهل تمييز أعراض التوحد التي تظهر على طفلهم في سن مبكر لمراجعة الطبيب بأسرع ما يمكن وتجنب المضاعفات النفسية والمعرفية التي يمكن أن تتطور لدى هذا الطفل في حال تأخر العلاج.

ما هو مرض التوحد

يُعرف مرض التوحد بأنه اضطراب عصبي نفسي يظهر عند الأطفال في سن مبكرة، ويتظاهر بمجموعة من الأعراض التي تُقلق الأهل، وتدفعهم لمراجعة الطبيب بأسرع ما يمكن لمعرفة نوع الاضطراب الموجود لدى ولدهم ومعالجته بشكل مناسب، وقد قدمت الدراسات الحديثة معلومات كاملة عن مرض التوحد وكيفية التعامل مع الأطفال الصغار المصابين بهذا المرض مما أتاح الفرصة لمرضى التوحد لعيش حياة قريبة من الطبيعية وزيادة تأثيرهم ودورهم الفاعل في المجتمع.[1]

اعراض التوحد عند الرضع

تتساءل الكثير من الأمهات عن اعراض مرض التوحد عند الرضع وكيفية التعرف عليه في سن مبكرة، ومن هذه الأعراض:[2]

نقص تطور المهارات الاجتماعية

يتظاهر نقص تطور المهارات الاجتماعية بما يلي:

  • تجنب النظر المباشر إلى عيون الآخرين، ويلاحظ الوالدان هذا العرض باكرًا خلال مرحلة الطفولة إذ يتحدث الطفل أو يتناول الطعام دون النظر إلى عيون أمه أو أبيه.
  • عدم التعبير عن المشاعر حيث يكون الطفل جامداً فلا يعبّر عن حبه لوالديه أو لأصدقائه أو شوقه إليهم.
  • عدم التفاعل مع الأهل أو الاستجابة لطلباتهم وأوامرهم.
  • إهمال الواجبات المدرسية وعدم القدرة على إنشاء صداقات أو علاقات في المدرسة.

مشكلات في التواصل الاجتماعي

تتمثل مشكلات التواصل الاجتماعي لدى أطفال التوحد بما يلي:

  • تأخر في نطق الحروف الأولى حيث يلاحظ الأهل أن الطفل يقول كلمة ماما وبابا بشكل متأخر مقارنةً بأقرانه.
  • عدم القدرة على تركيب جملة بشكل سوي، كما أن الطفل قد يتلعثم بقول الجمل البسيطة أيضًا كجملة صباح الخير أو مساء الخير.
  • كثرة استعمال ضمير المتكلم أنا فالطفل المصاب بالتوحد يعتبر نفسه مركز عالمه، ومن هنا يستعمل الضمير أنا عوضا عن أنت أو أنتم.
  • إعادة ترديد كلمات الآخرين بنفس النغمة دون توقف، وقد يعتقد بعض الأهل بأن الطفل يقوم بذلك عمدًا من باب السخرية أو المعاندة مما يوتّر العلاقة بين الطفل وأهله.
  • تراجع القدرات المعرفية للطفل بعد عمر السنة، فيلاحظ الأهل أن تطور طفلهم غير سوي مقارنةً بأقرانه وعمره.

مشكلات في السلوك

يمتلك الطفل المصاب بالتوحد سلوك شاذ ومختلفاً عن بقية الأطفال من حوله، ويتمثل ذلك بما يلي:

  • تكرار حركات معينة دون توقف مثل دوران الطفل حول نفسه أو التلويح بيده أو المشي المتواصل على رؤوس الأصابع.
  • عدم تحمل الأجواء الصاخبة كالحفلات والتجمعات العائلية الكبيرة حيث يبدأ الطفل بالصراخ دون توقف في مثل هذه الظروف.
  • الانزعاج من روائح معينة إذ يعتبر الطفل المريض عن كرهه للروائح بطريقة غريبة وانفعالية.
  • حرص الطفل على البقاء في مكان واحد دون إجراء أي تغييرات على الغرفة التي يتواجد فيها الطفل إذ يلاحظ الأهل الحساسية الزائدة لدى طفلهم والمترافقة مع تعكر المزاج عند إجراء أي تغيير أو تعديل في مكان المعيشة.

شاهد أيضًا: اسباب التوحد عند الاطفال وماهي اهم اعراضه وطرق علاجه

اعراض التوحد عند الرضع حسب العمر

تختلف اعراض التوحد عند الرضع باختلاف عمر الرضيع ودرجة الاضطراب الموجود لديه وطريقة تعامل الأهل مع طفلهم المريض ومدى تفهمهم له، ويمكن تصنيف هذه الأعراض بناءً على العمر كما يلي:

  • أول خمسة أشهر: يكون الرضيع المصاب بالتوحد خلال الأشهر الخمسة الأولى من حياته مختلف نوعًا ما عن بقية الأطفال إذ يلاحظ الأهل المزاج العكر المستمر لولدهم بالإضافة إلى مشاكل الإرضاع التي يمكن أن تنعكس على صحة الطفل بشكل واضح.
  • 6 أشهر: الطفل غير قادر على النطق إطلاقًا، كما يُلاحظ الأهل أن طفلهم لا يحاول تعلم الكلام، ولا يهتم بما يسمعه.
  • 9 أشهر: يمكن أن يكرر الطفل بعض الكلمات البسيطة، إلا أنه غير قادر على نطق كلمة من قاموسه اللغوي الذاتي.
  • سنة: لا ينتبه الطفل لنطق اسمه، ولا يجيب عندما يناديه أحدٌ به، كما يكون الطفل جامداً لا يحب اللعب، ولا يتفاعل مع الآخرين إطلاقًا.
  • 16 شهراً: لا يتمكن الطفل من نطق جملة مفيدة أو إخبار أهله بما يريد بصورة واضحة، فيعاني الأهل من صعوبة في فهم طلبات ولدهم المريض وحاجاته.
  • سنتين: يستخدم الطفل المريض في هذا العمر لغة الجسد ليعبر عن حاجاته، ومن الجدير بالذكر بأن القدرة الكلامية لطفل التوحد في هذا العمر منخفضة جدًا مقارنةً بزملائه وأقرانه الأصحاء في العمر ذاته.

أسباب التوحد عند الرضع

بعد الحديث عن اعراض التوحد عند الرضع سيتم التطرق إلى الأسباب الرئيسية لتطور هذا الاضطراب، وهي:[3]

أسباب وراثية

أثبتت الدراسات وجود مورثات معينة مسؤولة عن تطور اضطراب التوحد وظهور الاعراض المتعلقة به حيث تلعب هذه المورثات دور سلبي في التطور الروحي الحركي للطفل، وتسبب خلل في نمو البنى العصبية وتطروها بالشكل المطلوب، ومن الجدير بالذكر بأن هناك بعض المورثات التي تزيد احتمال الإصابة ولكن لا تؤكدها، ومن هنا ينبغي على المرأة التي تملك طفلاً مصاب بالتوحد أن تستشير الطبيب في كل حمل لاحق للبحث عن وجود اضطرابات وراثية مماثلة لدى الجنين.

أسباب بيئية

على الرغم من دور العوامل الوراثية في تطور التوحد، إلا أنه تم تسجيل العديد من الحالات دون وجود أي تأهب وراثي لذلك، وقد تم تفسير ذلك بأن مرض التوحد يمكن أن ينتج عن عدوى فيروسية للجنين في رحم أمه، كما قد تسبب الإشعاعات وبعض أنواع الأدوية الكيماوية تطور الاضطراب السابق.

شاهد أيضًا: أهم مسببات التوحد هي

مضاعفات مرض التوحد

يعتبر التوحد من الاضطرابات التي تؤثر على نوعية حياة الطفل وعلاقاته الاجتماعية، ومن أهم المضاعفات الناتجة عن مرض التوحد:

  • تراجع التحصيل المدرسي، فعلى الرغم من درجة ذكاء الطفل المصاب بالتوحد، إلا أنه يكون غير قادر على التركيز لمدة طويلة، ولا ينسجم مع المعلم أو يتقبل المعلومات منه.
  • المشكلات النفسية التي تتمثل بالميل للوحدة والابتعاد عن الأوساط الاجتماعية والخوف من التجمعات.
  • الاعتماد على الأهل في كل شيء تقريبًا، ومن هنا يمكن القول بأن مريض التوحد لا يستطيع الانفصال عن أهله دون صعوبة.
  • عدم التقرب من الآخرين ورفض إنشاء الصادقات والهروب من العلاقات الاجتماعية، وقد يبدي مريض التوحد ردة فعل عنيفة في حال إرغامه على إنشاء صداقة أو علاقة.

تشخيص مرض التوحد

يعتبر التشخيص المبكر لمرض التوحد من الأمور المهمة والضرورية لتحسين حالة الطفل المريض قدر الإمكان، ومن أهم الوسائل التي تساعد في تشخيص مرض التوحد:

  • القصة المرضية: تعتبر القصة المرضية هي العامل الأهم في تشخيص التوحد عند الأطفال حيث يسأل الطبيب الأهل عن سلوك الطفل وتصرفاته، ويستفهم منهم عن ملاحظاتهم الشخصية حول تفاعل الطفل معهم ولغته وذكائه وتفاعله مع الوسط المحيط به.
  • القصة العائلية: يجب على الطبيب أن يسأل الأهل عن حالات التوحد الموجودة ضمن العائلة، كما يمكن القول بأن الاضطراب العصبي مهما كان نوعه يزيد من احتمال تطور التوحد ضمن العائلة.
  • الفحص السريري: يقوم الطبيب بإجراء فحص شامل للطفل بعد أخذ القصة المرضية والعائلية كاملةً منهم، ويركّز خلال الفحص على سلوك الطفل وكلامه وحركاته وطريقة تعامله مع أهله ومع الغرباء أيضًا، كما يجب على الطبيب فحص سلامة الجهاز العصبي لدى الطفل لتأكيد وجود أذية في الدماغ أو نفيها.

علاج مرض التوحد

مع الأسف لا يوجد علاج شاف من مرض التوحد، وتساعد العلاجات السلوكية الحالية على السيطرة على الأعراض قدر الإمكان، ومن هنا تمكين المريض من عيش حياة قريبة من الحياة الطبيعية، ويمكن تلخيص العلاجات الحالية لمرض التوحد بما يلي:

  • العلاج المعرفي السلوكي.
  • العلاج اللغوي الذي يساعد الطفل على النطق والكلام.
  • التعليم المنزلي بالإضافة إلى التعليم المدرسي.
  • العلاج بالأدوية.

شاهد أيضًا: أفضل طريقة لعلاج التوحد

العلاجات البديلة لمرض التوحد

على الرغم من الجهود المبذولة للسيطرة على مرض التوحد وعلاج أعراضه بشكل كامل، إلا أنه لم يتم اكتشاف علاج شاف منه حتى هذه اللحظة، مما دفع البعض إلى اللجوء إلى الطب البديل لتدبير الحالة السابقة، ومن أهم العلاجات البديلة لمرض التوحد:

  • علاج إبداعي كالعلاج بالرسم أو الموسيقا.
  • علاج غذائي حيث يعتقد البعض بأن الأنظمة الغذائية قد تلعب دور مهم في السيطرة على مرض التوحد.

وهنا ينتهي المقال حيث تم الحديث عن اعراض التوحد عند الرضع، كما تم التطرق إلى أسباب مرض التوحد ومضاعفاته وطرق تشخيصه، وأخيرًا تم ذكر التدابير العلاجية لمرض التوحد وبعض العلاجات البديلة.

المراجع

  1. ^ healthychildren.org , What are the Early Signs of Autism? , 29/05/2022
  2. ^ autismspeaks.org , What Is Autism? , 29/05/2022
  3. ^ nhs.uk , What is autism? , 29/05/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *