اعمال شهر شعبان

افضل اعمال شهر شعبان المستحبة هو ما سنعرضه في هذا المقال، فمع دخول هر شعبان المبارك، لا بدّ للمسلمين من الاستفهام عن بعض الأمور المتعلّقة بشهر شعبان، والسّؤال عن أعماله وفضائله وخصوصيّاته، ولأنّ شهر شعبان يقع بين رجب المحرّم ورمضان الفضيل، فلا بدّ من فضلٍ يميّزه وخيرٍ يملأه من عند الله تبارك وتعالى، وعبر موقع محتويات لا بدّ من تسليط الضّوء على أفضل وأحسن الأعمال التي استحبّها الرسول علي الصّلاة والسّلام للمسلمين في شهر رمضان المبارك.

شهر شعبان

سمّي شهر شعبان بهذا الاسم نسبةً لأفعال العرب قبل الإسلام، فقد كانوا يتشعبون لطلب الماء في هذا الشّهر ويتشعبون في الغارات وذلك لأنّه خرجوا من رجب المحرّم، كذلك قيل في تسميته أنّه سمّي بذلك بسبب تشعبه أي ظهوره بين شهر رجب المحرّم وشهر رمضان المبارك، وفي هذا الشّهر فضلٌ كثيرٌ وأجرٌ عظيم لمن اتّبع الهدى وخشي الله تعالى وتعبّد وأقام العبادات لأجله دون تخصيص، ينال بها رضاه والخير في الدّنيا والآخرة.[1]

شاهد أيضًا: ما هي مناسبات شهر شعبان

افضل اعمال شهر شعبان المستحبة

إنّ السّنة النّبويّة المباركة قد تحدّثت عن الكثير من الأعمال الصّالحة والطّاعات المستحبّة في شهر شعبان، والّتي من الجدير بالمسلم القيام بها اتّباعًا واقتداءً برسول الله عليه أفضل الصّلاة وأتمّ السّلام، وإنّ من أهمّ الأعمال المستحبة في هذا الشّهر صيام بعضٍ من أيّامه، فقد كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يُكثر الصّوم في هذا الشّهر، قالت أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنه وأرضاها: “كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَصومُ حتى نقولَ: لا يُفطِرُ، ويُفطِرُ حتى نقولَ: لا يصومُ، وما رأيتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم استكمَلَ صِيامَ شَهرٍ قَطُّ إلَّا رَمضانَ، وما رأيتُه في شَهرٍ أكثَرَ منه صيامًا في شَعبانَ”. [2] وصيام بعض أيّام شعبان تدريبٌ على صيام شهر رمضان المبارك، كذلك يُستحبّ للعبد أن يكثر من الدّعاء والمناجاة وذكر الله تعالى، كما تُستحبّ له كافة الصّالحات والطّاعات الّتي يقوم بها لوجه الله تعالى كإخراج الصّدقات وغيرها، ولكن شرط ألا يختصّ فيها هذا الشّهر فقط أو بعضٍ من أيامه ولياليه، والله أعلم.

شاهد أيضًا: حكم صيام اخر يوم من شعبان

اعمال شهر شعبان عند الشيعة

بالمرور على اعمال شهر شعبان المستحبة، سيتمّ تسليط الضوء على الأعمال السائدة لدى الشيعة في شهر شعبان، وهي كما الآتي في أيّامه:

• الإكثار من الاستغفار: حيث يقول في كلّ يوم من أيام شعبان أستغفر الله وأسأله التوبة سبعين مرّة، حيث يعتقدون أنّ فعل ذلك يحشره يوم القيامة في زمرة النبي صلى الله عليه وسلم.
• الإكثار من الصدقة: حيث يقوم الشيعة بالتصدق في هذا الشهر خصيصًا، ويعتقدون أنّها تتضاعف إلى يوم القيامة.
• التهليل ألف مرة في اليوم: بقول لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره المشركون.
• الصلاة: فقد وردت الروايات عند الشيعة أنّ في كلّ خميس من شعبان يصلي ركعتين في الأولى يقرأ الفاتحة والتوحيد مائة مرة، وفي الثانية مثلها، ويصلي على النبي مائة مرة.
• الصيام: فعند الشيعة يصومون كلّ خميس من شعبان لأنّ السماء تتزين فيه بقولهم والملائكة تدعو للصائم فيه.
• الصلاة على النبي: صلى الله عليه وسلم.
• الدعاء: بالأدعية الواردة عن السجاد وبالذات عند الزوال في أيّام شعبان كلها.
• المناجاة: وقد نسبوا مناجاة خاصّة إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه يرددونها في أيّام شعبان.

شاهد أيضًا: دعاء اللهم اجعل ما تبقى من شعبان

اعمال ليالي شعبان

إنّ من المشروع للمسلمين أن يجتهدوا في شهر شعبان في الطاعات وأن يسارعوا في اعمال شهر شعبان للقربات، ولكن من غير تخصيصٍ ولا تحديد، فلا يجوز تخصيص أيّ ليلة أو أيّة عبادة ونسبها لليالي شعبان أو أيّامه، فالتخصيص لا يجوز، أمّا الإكثار من سائر العبادة، وبما تيسر للمسلم فهو جائز في كلّ وقتٍ وحين، فيشرّع له الصيام في شعبان من غير تخصيص، ويشرّع للمسلم القيام في ليالي شعبان والإكثار من الذكر، واللجوء للتضرع في الدعاء، من غير أن يقول هذا الدعاء لهذه الليلة أو هذه الصلاة لهذه الليلة، ونحو ذلك، ولا يجوز اتّباع ما يفعله الشيعة أو أهل البدع من تخصيص صلاة كلّ ليلة من ليالي شعبان مع ذكرٍ محدد، فيصلي ركعاتٍ محددة في كلّ ليلة ثمّ يتلو فيها سور معيّنة بتكرار مرسوم في كلّ سورة عشر مرات أو مائة مرة فهذا لا يجوز، لأنّه من البدع والإحداث في الدين المنهي عنه والله أعلم.[3]

اعمال ليلة النصف من شعبان

ورد في الحديث الصحيح الذي رواه أبو ثعلبة الخشني عن النبي صلى الله عليه وسلم  أنّه قال: “إذا كانَ ليلَةُ النِّصفِ مِن شعبانَ يطَّلِعُ اللَّهُ إلى خَلقِهِ فيغفِرُ للمُؤمنينَ ويترُكُ أهلَ الضَّغائنِ ، وأهلَ الحقدِ بحقدِهِم”. [4] ولذلك ذكر أهل العلم أّنه يتسحب للمسلمين التعرض للفضل في هذه الليلة، وذكروا أنّه يشرع للمسلم أن يقومها من غير اجتماعٍ في المسجد، وذكروا أنّ ما يفعله أهل البدع فيها من إحداث صلاة الرغائب، بصلاة اثنتا عشرة ركعة، أو مائة ركعة بين المغرب والعشاء في ليلة النصف، فهو من البدع المنكرة، فينبغي الحذر من البدع، لأنّه لم يرد أي حديثٍ صحيح في أعمال ليلة النصف من شعبان، ولا ينبغي للمسلم أن ينجرّ وراء العبادات التي يفعلها الشيعة من غسلٍ مخصوص وذكرٍ معين وعدد ركعاتٍ بكيفية والسجع وغير ذلك في الدعاء، والدعاء بالأدعية المخصوصة الغير مشروعة، فكلّ ذلك لا يجوز بل يأثم المسلم بفعله، والله ورسوله أعلم.[5]

من أدعية شهر شعبان

لم يرد في السّنة النّبويّة المباركة أيّة أدعيةٍ مخصوصةٌ بشهر شعبان المبارك، أو أيّ شهرٍ آخر غيره، وإن رغب المسلم بالدّعاء والمناجاة وذكر الله تبارك وتعالى، فهناك الكثير من الأدعية والأذكار الّتي وردت في السّنّة النّبويّة المطّهرة، والّتي يمكن للمسلم أن يدعو بها في شهر شعبان أو غيره، كما يمكن له تركها والدّعاء بكلّ ما هو حسنٌ لا يتضمّن الإثم والكفر والتّعدي، ومن الأدعية النّبويّة نذكر:

• “اللَّهمَّ اهدني فيمن هديتَ ، وعافني فيمن عافيتَ ، وتولَّني فيمن تولَّيتَ ، وبارِك لي فيما أعطيتَ ، وقِني شرَّ ما قضيتَ ، إنَّكَ تقضي ولا يُقضى عليكَ وإنَّهُ لا يذِلُّ من واليتَ ، ولا يعِزُّ من عاديتَ ، تبارَكتَ ربَّنا وتعاليتَ”.
• “اللَّهمَّ مالِكَ الملْكِ تُؤتي الملكَ من تشاءُ وتنزِعُ الملكَ ممَّن تشاءُ وتُعِزُّ من تشاءُ وتُذِلُّ من تشاءُ بيدِك الخيرُ إنَّك على كلِّ شيءٍ قديرٌ رحمنَ الدُّنيا والآخرةِ ورحيمَهما تعطيهما من تشاءُ وتمنعُ منهما من تشاءُ ارحَمْني رحمةً تُغنيني بها عن رحمةِ من سواك”.
• “اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لي دِينِي الذي هو عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لي دُنْيَايَ الَّتي فِيهَا معاشِي، وَأَصْلِحْ لي آخِرَتي الَّتي فِيهَا معادِي، وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لي في كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةً لي مِن كُلِّ شَرٍّ”.

شاهد أيضًا: اذا انتصف شعبان فلا تصوموا اسلام ويب

هنا نصل لختام مقالنا افضل اعمال شهر شعبان المستحبة والذي قد تعرّفنا من خلاله على شهر شعبان وفضائله والأعمال المستحبة فيه عند أهل السّنة وعند الشيعة، وما هي الاعمال الخاصة بليلة النصف من شعبان.